لبنان يلتقط أنفاسه بعد الانجاز الأمني الرادع للاجرام!

لبنان الكبير

المواطن اللبناني لا يمكنه أن يعيش فترة من السلام والهدوء الداخلي، لأن الأزمات المتكررة تلاحقه وتزيد من حدة الأجواء المتوترة، فبعد الاتفاق السعودي – الايراني، والقمة العربية الأخيرة وحضور لبنان فيها، توقع أن تعم خيرات العرب والمملكة العربية السعودية على البلاد وتحديداً خلال الاجازة الصيفية خصوصاً أن السياح العرب يعشقون بيروت ويفضلون قضاء اجازتهم فيها.

ولكن لسوء الحظ، وبينما اللبنانيون ينتظرون عودة الرعايا السعوديين الى لبنان بعد كل الأحداث السيئة التي حصلت نتيجة عدم مسؤولية بعض المسؤولين ووجود حزب يحاول بكل ما لديه من قوة إضعاف علاقات لبنان بمحيطه العربي، وفيما البلد يتخبط في دوامة شغوره الرئاسي وإنهياراته المتتالية، وبعد أقل من شهر على بدء المهرجانات في مختلف المناطق اللبنانية، جاءت عملية إختطاف المواطن السعودي مشاري المطيري منتصف ليل السبت – الأحد من مجهولين طلبوا فدية قيمتها 400 ألف دولار، لتزيد الأجواء المتوترة وسط حال من الترقب والحذر، الا أن تضافر جهود الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المولجة وحدها حماية البلد أدى عبر عملية نوعية على الحدود اللبنانية – السورية الى تحرير المطيري والقبض على الفاعلين. الا أن هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام لأن هناك جهة عبثية تحاول ضرب كل علاقات لبنان مع محيطه الخارجي والعربي خصوصاً عبر القيام بأعمال تهدد أمنه.

وبعدما بنيت الآمال على صيف واعد لا سيما وأن القطاع السياحي أحد أهم ركائز الاقتصاد الناجح نتيجة الاستثمارات الكبيرة فيه، وعامل نهضوي لا يمكن أن يستمر من دون وجود الخليجي والسعودي بالدرجة الأولى، جاءت حادثة الخطف هذه بمثابة رسالة واضحة لاستهداف المملكة ووقف إندفاعها نحو لبنان، واعادة النظر في إستئناف علاقاتها وانفتاحها تجاهه، فهناك مخطط لضرب هذا القطاع من أيادٍ خبيثة تتلاعب بمصير البلد وتقدم مصلحة أيادي الشر على حساب المصلحة العليا، لذا أصبح الحذر واجباً لا بل ضرورة قصوى.

وهؤلاء الناشطون في عمليات الخطف والتشليح، والمعروف إنتماؤهم السياسي والحزبي وأماكن وجودهم، لولا الغطاء الحزبي والشرعي المقدم لهم لما كانوا تجرؤوا على القيام بمثل هذه الأفعال الاجرامية، وبالتالي دائماً ما يدفع المواطن والدولة ثمن تطاول هذه الفئة وأحزابها، بحيث لم يعد معروفاً أين ومتى ستكون الحادثة التالية، ومن سيكون المستهدف؟

وبعدما جرى التداول بأن الخاطفين تنكروا ببزات عسكرية، عادت الذاكرة بالمواطنين الى أيام الحرب الأهلية خصوصاً وأن هذه الخدعة كانت تستخدم لتسهل عمليات الخطف ما يفتح على البلد أبواب المخاطر ويجعله مجهول المصير.

وفي السياق، أكدت مصادر أمنية في حديث عبر موقع “لبنان الكبير” أن “هذه العملية السريعة والباهرة التي قمنا بها بمثابة رادع لكل هذه الأعمال الاجرامية، وهذا النجاح يمنع أي عملية خارجة عن القانون يجري التخطيط لها في المستقبل”، مشيرةً الى “أننا لم نكن لنصل الى هذه النتيجة لولا الجهود الأمنية على المستويات كافة والتنسيقات التي حدثت، ولدينا إنجازات ونجاحات كبيرة ودائمة على مستوى الأمن في لبنان، لكن هذه العملية أخذت الكثير من الأصداء الايجابية العربية نتيجة الدقة والسرعة في تحديد الهدف من دون وقوع أي إصابات”.

وشددت المصادر على أن “كل هذه الأعمال مرفوضة جملةً وتفصيلاً، والنتيجة الأخيرة تمنع تكرار الحوادث الأخرى، وهذا الانجاز النوعي يمنع أي مغامرة من هذا النوع”.

ورأت مصادر مطلعة أن “الجهود الأمنية إستطاعت في وقت قصير الكشف عن مصير المخطوف وتحريره، لكن من يضمن عدم تكرار هذه الأحداث في ظل وجود شريحة كبيرة من الخارجين عن القانون والذين لا يهابون الدولة وأركانها؟”.

وأشارت الى أن “هناك طرفاً لبنانياً غير مهتم بكل ما يحدث من إتفاقات خارجية كبرى لأن أجنداته تختلف عن أجندة الدولة، ويريد التلاعب بمصير البلد وتنفيذ أجندات لا تخدم مصالحنا وليثبت بأن أذرعه العسكرية لا تزال موجودة بقوة في المنطقة وهذا خطير جداً”.

هذا الواقع الخطير يعبّر عن سوء الأوضاع التي وصل إليها البلد، وربما تكون السيناريوهات القادمة مزيداً من التوترات المجهولة الأسباب في ظل الهدوء السائد إقليمياً، بهدف إفتعال الأزمات مع الدول العربية الصديقة التي لم تتوقف يوماً عن مساندة لبنان في أصعب ظروفه.

شارك المقال