“وأخيراً”… انتهى!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

بحلّةٍ جديدة أتى مسلسل “وأخيراً” هذه السّنة حاملاً معه خمس عشرة حلقة فقط، على عكس غالبية المسلسلات الّتي تمتد طيلة أياّم شهر رمضان المبارك. مسلسل “وأخيراً” من انتاج “شركة الصّباح”، بطولة نادين نسيب نجيم وقصي خولي، في ثنائية اعتاد المشاهد عليها، حتّى باتت باهتة على الرغم من براعة الثنائي في الأداء، ولكنّ الصّورة أصبحت “Déjà vu”. ضجّت مواقع التّواصل الاجتماعي قبل عرض المسلسل بالاعلانات المشوّقة والصور والفيديوهات لتكسب البروباغاندا رهانها ويفشل المضمون.

حبكة مُكرّرة

تدور أحداث المسلسل حول قضّية اختطاف نساء وعلى رأسهن نادين نجيم بدور “خيال” التي تكون على علاقة بقصي خولي بدور “ياقوت”، ومن هنا تبدأ القصّة. تُجبر “خيال” على العمل مع عصابة في الممنوعات، وتساعدها على تنفيذ خططها وهي مسجونة لديها. أمّا خارج القضبان فيحاول “ياقوت”، الرجّل النّمطي الّذي غيّرت امرأة حياته، الوصول الى هذه العصابة ليخلّص حبيبته.

حبكة بصورتها الكبيرة وتفاصيلها، مكرّرة. يتعلّق المشاهد بالشخصيات نظراً الى صعوبة ظروفها لا لأهميّة الأحداث. فيتعاطف معها ويبقى منتظراً على أعصابه النّهاية السّعيدة الّتي تُشبه جميع النّهايات: ينجح البطل في الوصول الى حبيبته ويقتل الشرير، فيشعر المشاهد أنّه حصل على اكتفاءٍ ذاتيّ متناسياً أنّ حبكة المسلسل لم تكن على قدر التّوقعات، فالنّهايات السّعيدة هي الطّريق السّليم لكسب الجمهور والابتعاد عن النّقد.

حبكةٌ عمرها سنين، لا تجديد، إعادة تدوير مواضيع حسّاسة كالاتجار بالممنوعات، العصابات، مكتومو القيد، أزمة البنوك… وربّما أتى هذا النّقص نتيجة تعلّق شركات الانتاج بالكُتّاب أنفسهم ورفض استقطاب وجوه جديدة. ولكّن الأكيد أنّ المُشاهد ملَّ من إعادة تدوير المسلسلات، قولبتها وإنتاج نسخات معدّلة منها.

ممثلون يقعون في فخّ أدوارهم القديمة

على الرّغم من خبرة نادين نجيم التّمثيلية الا أنّنا أحسسنا أنّها وقعت في فخّ تكرار الشّخصية. فنجيم الّتي لعبت لموسمين شخصية “زهرة” في مسلسل “صالون زهرة” لم تستطع الخروج من هذه الشّخصية وبناء شخصية مختلفة، فنراها تضحك وتلقي الدعابات بأسلوب “زهرة” نفسه، عدا عن حركاتها، مشيتها وتصرّفاتها الّتي أخذتنا في مشاهد كثيرة الى جو مسلسلها السّابق.

المكان والزّمان: صورة نمطية

من المستغرب أن يعمد كاتب النّص الى وضع الشّخصيات في اطارٍ مشابه لمسلسلات سابقة، وكأنّ فكرة حدوث المسلسل في حيٍّ فقير هي الفكرة الوحيدة المتاحة. ففي آخر ثنائية لعبها خولي ونجيم، كان الحيّ أيضاً ملعب المسلسل، في الاطار الزّمني نفسه. فالحّي الفقير ربمّا يحمل في جعبته قصصاً مأساويّة أكثر، هذا هو التّفكير النّمطي، وهذه هي الفكرة النّمطيَة.

شارك المقال