محمد رمضان في “جعفر العمدة”… “البلطجي الجغل” 

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

بعد إخقاق سنتين متتاليتين، يعود الممثل المصري محمد رمضان الى مكانته التي روّج لها كثيراً، وهي “نمبر وان”. فبعد “تجربة مريرة” له العام الماضي مع المخرج المبدع محمد ياسين في مسلسل “مشوار”، وقبلها في مسلسل “موسى” مع المخرج محمد سلامة، عاد مجدداً الى “جلباب” المخرج محمد سامي الذي يعرف جيداً كيف يكرّس “ظاهرة محمد رمضان الشعبية”، عبر قصة كتبها سامي بنفسه ووضع لها السيناريو والحوار أيضاً، وشكل من خلالها حالة “هستيرية” لدى الجمهور في مسلسله “جعفر العمدة”، على الرغم من “كرتونية” العمل، وخلو أحداثه من أي منطق أو واقعية، بل هو أقرب الى “الفانتازيا الساذجة”، لكنه استطاع أن يكون “نمبر وان” سواء في المشاهدة أو تصدر “الترند” وإن لم يكن مقياساً على جودة العمل.

المسلسل يعيد فيه محمد رمضان تجسيد شخصية الفنان الراحل نور الشريف في مسلسل “عائلة الحاج متولي” الذي قدمه عام 2001 وكتبه مصطفى محرم، لكن مع فارق كبير بين إبداع الفنان الكبير نور الشريف الذي قدم شخصية المعلم الشعبي صاحب الثراء الذي يسيطر على تجار القماش في السوق، وفي الوقت نفسه يجذب اليه النساء من دون أن يستعرض عضلاته أو يعري صدره، وكان أقرب الى الواقعية والحقيقة، وبين “نمبر وان” الذي يكرّس نفسه في المسلسل بصورة “البلطجي الجغل”، فهو المعلم المثير ذو العضلات المفتولة، والشعر المصفف بعناية والمغرق بـ”الموس والجل”، تعشقه “نساؤه” اللواتي يتشاجرن عليه بل ويقمن باذلال أنفسهن من أجل المبيت معه ليلة في جناحه، من دون أن ننسى أن جعفر العمدة “حامي الحمى” يدخل في شجارات مع أشرس المعلمين والصبيان، ويطيح بهم ضرباً وركلاً ويصبيهم بجروح وندبات، بينما يخرج هو سالماً معافى من دون أن تهتز “شعرة واحدة” من تسريحة شعره المبالغ فيها، مكرّساً صورة البطل الشعبي “المعاصر”، وربما هذا ما جعل “جعفر العمدة” يحظى بالتشجيع، وكأنه أحد نجوم كرة القدم العالميين.

وعلى الرغم من كم الاهانات الموجهة الى المرأة في العمل تم التغاضي عنها، وعن طريقة تعامله مع زوجاته كأنهن جواري اضافة الى منعهن من الانجاب منه، فلم نجد أحداً انتقد هذا الاستحقار للمرأة، كما حصل سابقاً مع مسلسل “الحاج متولي” الذي تعرض لانتقادات واسعة، واتهم بأنه يهين المرأة ويقلل من شأنها وقيمتها، وكذلك الأمر مع مسلسل “الزوجة الرابعة” الذي قدمه مصطفى شعبان عام 2012. وعلى الرغم من أن المسلسل لا يختلف كثيراً في مضمونه عن المسلسلات التي “صدرت” محمد رمضان سابقاً كبلطجي “محبوب”، الا أن ما ساهم في تعلق الجمهور به هو القفلات، التي يختم بها محمد سامي كل حلقة بطريقة ذكية تزيد جرعة الحماس لدى الجمهور الذي من الواضح أنه نسي تماماً، كل تصرفات محمد رمضان السابقة التي سبّبت النقمة عليه، وأبرزها مشكلته مع الطيار واستعراضه سياراته وأمواله بطريقة استفزارية، ليتوّج البطل الشعبي الدي أطاح كل نجوم دراما رمضان هذا الموسم، مع ملاحظة أنه في هذا المسلسل لا يقدم أداء مقنعاً، فهو يجسد شخصية رجل في الخمسين من عمره، ولم تستطع خصل الشيب القليلة التي أضيفت الى شعره أن تقنع المشاهد بأنه رجل خمسيني، أضاف اليها أداءه التمثيلي المفتعل ونبرة صوته المستعارة، فيظهر في المسلسل وكأنه “الطاووس” محمد رمضان، وليس المعلم جعفر العمدة، وهذا ما يرضي غروره، ويؤكد أنه استعاد لقبه الأحب اليه “نمبر وان”… ولكن في انحدار الذوق العام.

شارك المقال