هل كان يجب انتظار موت نجاة الصغيرة لتكرّم؟

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

سبع دقائق أطلت فيها الفنانة الكبيرة الغائبة عن الأضواء منذ عشرين عاماً نجاة الصغيرة، في الحفل الأضخم في الشرق الأوسط “جوي أوردز” الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، حيث تم تكريمها على المسرح أمام كوكبة من النجوم العرب والعالميين في حفل شاهده الملايين ولا زال متصدراً “الترند” منذ السبت الماضي.

هذا الظهور للفنانة الغائبة كان بمثابة مفاجأة وصدمة في الوقت نفسه، بحيث كان الكثير يعتقد أنها توفيت، فشكل ظهورها ضجة واسعة وانقسمت الاَراء بين من رحب بظهور هذه القامة الفنية الكبيرة بعد غياب طويل وتكريمها والاحتفاء بها من هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، وبين من “قامت قيامته” وهب “ثائراً” ومستنكراً ومستهجناً هذا التكريم واعتبره “اهانة” بحق نجاة الصغيرة، وعلى رأسهم الاعلامي المصري خيري رمضان الذي اعتبر أن ظهورها في هذه السن “مصيبة”، وأن ذهابها الى الحفل في السعودية لم يسعده لأن تاريخها الطويل لا يسمح بذلك. وساق كثيراً من الحجج الواهية بأن صورتها كان يجب أن تبقى في “عينيه” كما هي، وتساءل عمن أقنعها بالسفر؟ وعاد واستدرك أنه ليس ضد التكريم، ولكن كان من الأولى أن لا تسافر وأن يتم تكريمها في منزلها كما حصل مع السيدة فيروز التي قام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارتها في منزلها، وان كان رمضان أخطأ باسمه وذكر أن نيكولا ساركوزي هو الذي كرّمها.

خيري رمضان الذي أطلق انتقاداته، مستنكراً سفر نجاة الصغيرة الى السعودية لأنها “كبرت”، وكأن التقدم في العمر وما يترتب عليه من علامات الكبر وبطء الحركة هو وصمة عار، ويجب أن تتوارى الفنانة عن الأنظار لتبقى صورتها في عينيه كما السابق، لم يكتف بذلك، بل قال ان ذهابها الى السعودية ذهب معه بعض المحبة، وكان الأجدر به قبل أن يطلق تساؤلاته “الاستهجانية” و”الاستنكارية” حول تكريم نجاة الصغيرة وسفرها الى السعودية أن يسأل نفسه بماذا شعرت الفنانة القديرة عندما وصلها خبر الرغبة في تكريمها بعد هذا الانعزال وانحسار الأضواء عنها لدرجة أن البعض كان يظن أنها رحلت عن الحياة؟ وهل كلف خيري رمضان نفسه يوماً ليقدم حلقة تكريمية أو فقرة عن نجاة الصغيرة التي استاء من ظهورها لأنها تقدمت في العمر أو كما قال “كبرت”؟ وهل كان يجب انتظار أن تموت نجاة الصغيرة ليقوم بنعيها في بداية برنامجه وأن يذكر مسيرتها الفنية في بضعة سطور؟ وأين الضرر أو “الكارثة” ان كانت قبضت مالاً لقاء ذهابها الى السعودية؟فهو جزء من التكريم، اضاقة الى التكريم المعنوي الذي نالته وهي على قيد الحياة، ولماذا لم نسمع “استهجاناً” و”استنكاراً” عندما غادرت نجاة الصغيرة منزلها منذ خمسة أعوام بسبب تصدع المبنى الذي تقيم فيه، وانتشرت صورة لها وهي تجلس على كرسي أمامه؟ فأين هي المحبة التي قال خيري رمضان انه ذهب بعضها بذهابها الى السعودية؟ في وقت كانت مواقع التواصل الاجتماعي تغص بعبارات الحب لنجاة الصغيرة وفنها واعادة نشر مقاطع من أغنياتها والاحتفاء بأنها لا زالت على قيد الحياة، في حين أن خيري رمضان وغيره من المنتقدين يرون أن على نجاة الصغيرة أن تدفن نفسها وهي حية لأن علامات الشيخوخة ظهرت عليها ويجب أن “تداري” تقدمها في السن وكأن ذلك وصمة عار.

شارك المقال