اليسا It’s OK… ما الجديد؟

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

تعلم الفنانة اليسا جيداً مدى ما تشكله من حالة مختلفة على الساحة الفنية، ومدى تأثيرها على شريحة واسعة من الجمهور وتحديداً المراهقون، الذين يتأثرون بما تفعله، وهذا ما يجعلها دائماً في صدارة “الترند” سواء قدمت عملاً فنياً أو أحيت حفلة أو حتى نشرت صورة أو تعليقاً على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعتبر أكبر عامل ساهم في استمرار نجوميتها في السنوات العشر الأخيرة.

ومن هذا المنطلق، تستثمر اليسا شعبيتها لتكون تحت الأضواء بصورة دائمة بل هي السباقة، لذلك جاء فيلمها الوثائقي “It’s OK” على “نتفليكس” ليسجل رحلة نجوميتها على منصة تحمل صفة عالمية، الأمر الذي يروق لملكة الاحساس كثيراً، لذلك كان من الطبيعي أن تفتح باب بيتها لتصوير حياتها الخاصة والعائلية في وثائقي قسم على 3 حلقات، لتتصدر “الترند” عدة أيام في العالم العربي وليصبح الوثائقي حديث “الفانز” الذين “انبهروا” باليسا العفوية والصادقة والصريحة.

ولكن بعيداً عن انبهار “الفانز” يحق للصحافة أن تتساءل ما الجديد الذي قدمته اليسا في هذا الوثائقي؟ اذ ان جميع ما ورد فيه تقريباً معلومات يعرفها الجمهور بل يحفظها عن ظهر قلب، فاليسا لطالما كانت صريحة في لقاءاتها الاعلامية على مدى السنوات العشرين الماضية، وسبق أن تطرقت في لقاءاتها الى ما ورد في الوثائقي الذي ربما من خلاله أرادت أن “تأرشف” ما سبق أن صرحت به ليضاف الى سجلها الفني.

اما ما يميز الوثائقي فهو المشاهد التي صورتها اليسا مع عائلتها وحديث والدتها عنها وأنها المسؤولة عن العائلة وتصرف على طعامها وشرابها. وربما المشهد الأكثر تأثيراً كان ذهاب اليسا برفقة شقيقتها نورما الى المدرسة الداخلية التي درست فيها ولقاءها مع الراهبة سميرة التي بادرت الى سؤالها ان كانت قد تزوجت أم لا لتؤكد لها أنها ستتزوج قريباً ولكن لن تنجب أطفالاً بسبب آثار اصابتها بالسرطان وعدم قدرتها على الانجاب، ليكون تصريح اليسا عن نيتها الزواج قريباً هو الجديد في الوثائقي الأمر الذي أسعد محبيها، وعلى الرغم من أنها لم تركز على اعلان ارتباطها وزواجها وحسب، الا أن الحديث عن زواج أخذ الحيز الأكبر من الاهتمام.

يحسب لاليسا في الوثائقي أنها لم تفرد مساحة واسعة للحديث عن مرضها، ربما للرد على من يتهمها أحياناً بأنها تحاول استغلال ذلك لصالحها، اضافة الى أنها سبق أن تحدثت عن هذه المرحلة كثيراً والحديث عنها سيكون نوعاً من التكرار.

كما يحسب لها حديثها بصراحة عن علاقة والدها بوالدتها، اذ قالت انها لم تكن مثالية وانها عاشت جواً أسرياً مشحوناً بالخلافات بين الأب والأم، والحديث عن أرقها وعدم قدرتها على النوم بسهولة.

اليسا في هذا الوثائقي أرادت اظهار المثالية في شخصيتها وابتعدت كثيراً عن بداياتها الفنية ومسيرتها، وأرادت أن تأخذ “فانزها” الى جوانب انسانية أكثر منها فنية، على الرغم من أن الفيلم يحمل صفة “وثائقي”، لكنه لم يكن كذلك، بل كان أشبه بحلقات لارضاء فضول محبيها حول حياتها الخاصة وعلاقتها بعائلتها وأصدقائها ليأتي ذلك على حساب الجانب الفني، ولكن اليسا استطاعت على الرغم من ذلك أن تتصدر “الترند” كالعادة لتؤكد أنها الفنانة الأكثر ذكاء بين زميلاتها على الساحة في استثمار اسمها وشعبيتها.

شارك المقال