حماس لبناني للعملة الرقمية … ولكن اشتروا بذكاء

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

العملات الرقمية موضوع جديدٌ يتصدّر السّاحة اللّبنانية. حيث شهدنا في الآونة الأخيرة إقبالاً واسعاً على استخدام هذه العملات لعلّها تنقذ ما تبقّى من أموال الناس. لكن هذا العالم ليس جديداً. ففي بلاد الخارج أصبح التعامل بالعملات الرّقمية شيئاً عادياً.

أوّل عملة رقمية عُرفت بالــ” بيتكوين” ظهرت في العام 2009. حينها لم يأخذها أحد على محمل الجد وكان سعرها زهيداً جداً أقل من دولار، لكنها ارتفعت في الـعام 2020 لتلامس الـ 50 ألف دولار. ولاحقا اتّجهت شركات ضخمة عدة نحو انتاج عملات رقمية أخرى تم تداولها في السوق، ما شجّع الناس على التعامل بها، خصوصاً انّ سعرها تزايد مع الأيام وجلبت ربحاً للمستثمرين.

ما هي العملات الرقمية؟

العملة الرقمية هي عملة لا يمكن استخدامها إلا في شكل رقمي، وليس هناك وجود مادي. تسمح بالمعاملات الفورية المقيدة وتحويلات الملكية ومثل العملات التقليدية، يمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات، ويمكن أيضًا استخدامها أيضاًعلى سبيل المثال في الألعاب عبر الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية. العملة الرقمية هي الرصيد المالي المسجل إلكترونيًا على بطاقة ذات قيمة مخزنة أو أي جهاز آخر.

الفرق بين العملة المتعارف عليها والرقمية؟

يشرح جان ماري الباشا، مستشار بأمن المعلوماتية، عن هذه العملات فيقول في حديث لــ”لبنان الكبير” إن “الفرق بين العملات الرقمية والعملات الورقية أي العملات الّتي نستخدمها في العادة كالّليرة، الدولار، اليورو.. أن هذه الأخيرة يمكن لمسها ومرتبطة ببعضها البعض عبر أرقام تسلسلية، بعكس العملات الرقميّة الّتي لا يمكننا لمسها وهي فقط متداولة في عالم افتراضيّ”.

وعن الفرق بين “البتكوين” والعملات الرقمية الأخرى، أجاب: “البتكوين” مجهولة المصدر، أي حتّى الآن مؤسّس هذه العملة مجهول وهي ليست مرتبطة بشخص واحد، بل بعدة شركات ضخمة وملايين الأشخاص على عكس العملات الرقمية الأخرى المتعلقة بمصدر واحد ما يهدّد زوالها مع اغلاق الشركة المصدر.

حماس لبناني

لماذا يتجّه الأن العديد من اللّبنانيّين خصوصاً في هذه الأزمة الاقتصادية لشراء العملات الرقمية؟ يقول الباشا: “الأزمة الاقتصادية في لبنان ولّدت خوفاً وعدم ثقة في النظام المالي. فمع تبخّر أموال المودعين اتجّهت شريحة للاستثمار بأماكن أصحبت شبه موثوقة بعد هذه السنين. فإن راجعنا قيمة عملات نقدية عدة، نرى أنّها نسبياً إلى ارتفاع ولكن لا شيء مضمون طبعاً. ويضيف: “إن حماس الناّس وضخّهم المال الكثير فيها، هو أيضاً غير سليم لأنّ هذا العالم يتقلّب بين الربح والخسارة وممكن للشخص أن يتعرّض لخسارة كبيرة إن انخفض سعر هذه العملات بسرعة، فعلى المستثمر أن يشتري بذكاء”.

إذاً ومع الانهيار الاقتصادي الّذي نعيشه، أصبح الشعب يبحث عن آخر قشّة كي لا يغرق. ويبقى السّؤال هل سنشهد تحوّلاً جذرياً في عالم العملات لتنتهي العملات الورقية ونستبدلها بعملات رقمية؟.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً