أعياد نيسان خير وبركة… حركة ايجابية وحجوزات “مفولة”

حسين زياد منصور

عرف لبنان بأنه بلد سياحي لما يمتلك من مقومات متميزة، وتعد السياحة عاملاً أساسياً لإنعاش الاقتصاد، خصوصاً خلال السنتين الأخيرتين بعد بدء التعافي من جائحة كورونا وما تبعها من أزمات اقتصادية، تحديداً تلك التي يعيشها لبنان منذ صيف 2019.

وشكلت فترة الأعياد فرصة لجذب المغتربين والسياح الى لبنان، اذ يشكل المغتربون النسبة الأكبر من الوافدين في ظل تراجع أعداد السياح الخليجين والأموال الضخمة التي يدخلونها معهم، ولكن من المتوقع أن يجذب شهر نيسان عدداً كبير منهم لتزامن عيدي الفصح المجيد والفطر السعيد فيه، فيكون موسم الأعياد هذا خيراً وبركة على لبنان كما كان موسم الصيف الذي أدخل ما يفوق الـ 3 مليارات دولار إلى البلد.

كل ذلك ينعكس إيجاباً على اللبنانيين، اذ أن المغتربين والسياح يحفزونهم على المضي في مشاريع تدر عليهم الأموال خلال هذه الفترة الصعبة، من خلال فتح المطاعم والمقاهي والملاهي، فعلى سبيل المثال واستناداً الى معنيين في نقابة أصحاب المطاعم فإن ما يقارب 400 مطعم جديد فتح أبوابه، بعدما أغلق 40٪ من عدد المطاعم التي بلغت بحدود 9 آلاف في العام 2019 بسبب الأزمة وانتشار كورونا وتفجير مرفأ بيروت.

عبود: التقارب السياسي في المنطقة بصيص أمل

وفي حديث مع “لبنان الكبير” يرى رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان جان عبود أن تزامن الأعياد بصورة متتالية في هذا الشهر شكل حافزاً إيجابياً لتشجيع اللبنانيين المغتربين ومن يعملون في الخارج على المجيء الى لبنان وتمضية فترة أطول، وهو ما أثر بصورة إيجابية على السياحة الوافدة، من الجنسيات العراقية والمصرية والأردنية.

ويقول عبود: “يصل في اليوم بحدود 80 طائرة، على اعتبار سعتها 150 راكباً، وبين 90 و95٪ من عروض الطائرات مكتمل، فمن ناحية الأرقام، يدخل الى البلاد بحدود 12 أو 13 ألف راكب خلال اليوم الواحد، وبرأيي سيصل عدد الوافدين الى لبنان خلال هذا الشهر الى حدود 400 ألف راكب أو أكثر، من مختلف الجنسيات العربية التي تشكل قرابة 32٪ والباقي من المغتربين اللبنانيين أو لبنانيون يعملون في الخارج”.

ويعتبر أن “هناك بصيص أمل يؤثر إيجاباً في نشاط الحركة ليس الآن وحسب بل خلال الفترة المقبلة ألا وهو التقارب السياسي الحاصل في المنطقة، وارتداداته الإيجابية تكون بتوافد سياح عرب من الخليج”، متمنياً “أن تصل الأمور الى خواتمها السعيدة وتنشط الحركة السياحية وتكون أفضل بكثير من السنوات الماضية”.

بيروتي: الأجواء إيجابية والصيف واعد

أما الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي فيوضح أن “الحجوزات بالنسبة الى عيد الفصح قليلة لعدم وجود عطل خلال هذه الفترة إن كان في البلاد العربية أو أوروبا وأميركا، والعطلة فيه تكون خلال نهاية الأسبوع السبت والأحد، انما في عيد الفطر الأمر مختلف وايجابي، فشركات السفر وصلت حجوزاتها الى 80٪، ومن المتوقع أن يكون الصيف واعداً جداً”.

ويعزو ذلك الى “أحد أهم العوامل الأساسية وهو محافظة القطاع السياحي على جودة خدماته ومستواها وبأرخص الأسعار وهذا ما يميز لبنان اليوم، اذ ليست هناك أسعار تعد رخيصة هكذا حول العالم، وهو ما يؤكد أن لبنان قادر على أن يكون مقصداً سياحياً، الى جانب ذلك عامل الاستقرار الأمني والسياسي والاعلامي مهم جداً، فالسجالات السياسية التي تأخذنا الى أماكن لا نريدها نتمنى ألا نسمعها أبداً”.

وعن مشكلات الطاقة، يقول بيروتي: “في الماضي كنا نتحدث عن كلفة الطاقة وأنها تأكل جزءاً من الأرباح وتصعّب بعض الأمور علينا، اما اليوم فندفع مبالغ طائلة لشركة الكهرباء رسم الاشتراك وفي المقابل لا نحصل على الكهرباء الا ساعتين في اليوم، ولو أننا نحصل عليها 24/24 فلا مشكلة في ذلك، بل ما يحصل هو العكس، اذ ندفع تكاليف إضافية لقاء المازوت واشتراك المولدات وكلفة الطاقة الشمسية، ونتمنى إيجاد حلول لذلك”.

شارك المقال