تراجع الطلب على اليد العاملة الأجنبية… والدفع حسب الجنسية!

جنى غلاييني

ما يقارب الأربع سنوات مرّ على الأزمة الاقتصادية التي تستفحل يوماً بعد يوم وشهد فيها معظم اللبنانيين أبشع أنواع الانهيارات التي طالت معيشتهم ولقمة عيشهم وقسمت طبقات المجتمع اللبناني الى طبقتين، غنية وفقيرة، بعدما اختفت الطبقة المتوسطة التي كانت تُعد ميسورة وقادرة على تأمين أساسياتها ومعظم كمالياتها.

ومن كماليات عائلات الطبقة المتوسطة كانت عاملات المنزل الأجنبيات لتأمين أمور التنظيف والرعاية في بيوتها، ولكن مع بداية الأزمة الاقتصادية التي وصلت الى حد الانكماش، وجدت هذه العائلات أن الاستغناء عنهن حل مناسب للتوفير على الجيبة الدفع بالعملة الخضراء التي أصبحت مستعصية، أو ربما استبدالهن بعاملة تنظيف أقل كلفة وبالليرة اللبنانية، ونتيجةً لذلك، تراجع طلب الناس على العاملات الأجنبية عبر شركات ومكاتب التأمين.

في حديث مع شركة تأمين عاملات منازل في بيروت، أكدت صاحبتها أماني ح. لموقع “لبنان الكبير” أن “الطلب على اليد العاملة الأجنبية تراجع جداً، ولكن ليس الى حد العدم، فلا يزال هناك طلب على عاملة تكون أقل تكلفة، فعلى سبيل المثال الأقل تكلفة هي العاملة من الجنسية الكينية ويكلف وصولها الى لبنان 2000 دولار أما راتبها الشهري فيبلغ 200 دولار”.

وأوضحت أن “الطلب سابقاً على الاثيوبيات كان كثيراً، لكنه اليوم تراجع مع ارتفاع سعر تكلفة وصولها وإنجاز معاملاتها، حتى اليد العاملة الفليبينية التي يطلبها الأغنياء ما عادت تُطلب كثيراً وفي حال أرادها أحد اليوم فتصل الى لبنان عن طريق التهريب وتكلفتها 5000 دولار عدا عن راتبها الشهري الذي قد يتجاوز الـ 400 دولار”.

وأشارت الى أن “اللبنانيين الميسورين اليوم غير قادرين على المخاطرة بتوظيف عاملة أجنبية وتحمل مصاريف طعامها وشربها ونومها وملبسها، فأصبحوا يلجأون الى اليد العاملة السورية أو البنغلادشية أو حتى اللبنانية إذا وُجدت كونها أقل تكلفة بكثير، عدا عن أنها قد تعمل وتتقاضى أجرها بالساعة أو باليوم”، لافتة الى أن “العديد من الزبائن يأتون بعد شهرين من عقد العمل وطلب عاملة، لإرجاعها الى المكتب والسبب يعود الى عدم قدرتهم على دفع معاشها”.

وفي السياق، قالت ولاء عيتاني عن سبب تخليها عن عاملة منزلها منذ سنة: “بعد 6 سنوات من العمل قضتها العاملة الاثيوبية في منزلي والتي اعتدت عليها وأحببتها كثيراً، اضطررت مع الأسف الى أن أودعها منذ سنة والسبب هو عدم تحملي تردي الوضع المعيشي لعائلتي، وكنت سأصل الى مرحلة أستدين فيها لأعطيها معاشها، فكان القرار بترحيلها هو الحل الافضل، واليوم ألجأ الى عاملة بنغلادشية أعطيها أجرتها على الساعة فمنها من تأخذ 3 دولارات على الساعة الواحدة ومنها أكثر من 5 دولارات”.

أما يارا فوعاني فاختارت عاملة سورية تساعدها في تنظيف المنزل، وتشرح: “كوني امرأة عاملة أجد صعوبة في الاهتمام بأمور تنظيف المنزل فاستعنت بشابة سورية تقوم بهذه الأمور ريثما أعود من العمل، وأجدها أمينة جداً ونظيفة أيضاً وأعتبرها أحسن وأرخص بكثير من طلب أثيوبية أو غيرها من مكاتب التأمين”.

شارك المقال