“زكي” للتخفيف من “الكاش”

محمد شمس الدين

العالم اتجه منذ زمنٍ إلى رقمنة أمواله، وبالكاد يستعمل الناس “الكاش” في تعاملاتهم في أغلب دول العالم، الأمر الذي يعزز الشفافية ويسهل المعاملات، أمّا لبنان، مازال يعتمد في معاملاته المالية على “الكاش” بأغلب تداولات مواطنيه، إلا أنَّ بعد انهيار العملة وفقدانها قيمتها، أصبح هناك ضرورة للانتقال إلى الرقمنة، وتحديداً أنَّ الناس أصبحت تحمل معها أموالاً طائلة لدفع مصاريفها، حتى وصل الأمر إلى النكات على الشباب الذين يحملون محافظ كبيرة شبيهة بمحافظ النساء.

المحفظة الرقمية “زكي” من شركة areeba

“زكي” هو تطبيق يمكن تحميله على الهاتف وهو محفظة الكترونية يمكن تعبئتها عبر بطاقات مصرفية وقريباً عبر الكاش في مراكز ليبان بوست وكاش يونايتد وقد تم إطلاقها في لبنان من قبل شركة areeba الشركة الرائدة للدفع الإلكتروني في الشرق الأوسط.

ويقول مدير تطبيق زكي في شركة areeba ربيع قصب، إنَّ التطبيق متوفر لأجهزة أندرويد و IOS، ويستطيع العميل الاشتراك به من خلال رقم هاتفه، ثم يدخل بعض البيانات الشخصية. ويستطيع العميل استعمال التطبيق في مجالاتٍ عدة وفقاً لقصب، حيث يمكن ربط أي بطاقة مصرفية على التطبيق وتعبئة رصيد المحفظة، تحويل وطلب الأموال بشكلٍ آني، شراء الكثير من القسائم الإلكترونية وبطاقات تشريج الهاتف والإنترنت وتشريج الخطوط الدولية، دفع العديد من الفواتير لاسيما فواتير أوجيرو وألفا وتاتش وغيرها. ويمكن أيضاً الدفع لدى التاجر من خلال مسح الاستجابة السريعة (QR Code) لدى شبكة تجار areeba ومستقبلاً في جميع المرافق.

ويؤكد قصب أنَّ المحفظة ليست بحاجة إلى أن تكون موصولة بحساب أو بطاقة مصرفية ولكن يمكن تغذيتها عبرها أو عبر الكاش مقابل رسم مالي بسيط، وفي الوقت الحالي هي متوفرة بالعملة اللبنانية أو لولار فقط، وقريباً بالدولار الاميركي (Fresh). ويضيف قصب أنَّ التاجر ليس بحاجة إلى حساب على زكي، يكفي أن يكون لديه نقطة بيع من “areeba”، Pos machine التي تغطي أكثر من 50% من السوق اللبناني، وعندها يقوم العميل بمسح QR Code للقيام بعملية شرائية ويتم عندها تحويل قيمة العملية من حساب العميل إلى حساب التاجر.

خارطة الطريق

إن استراتيجية شركة areeba هي توفير خدمات مالية رقمية مبتكرة عبر المحفظة الرقمية “زكي” حسب ما يقول قصب، وهي التي تقدم خدمات مالية وحلول دفع جديدة وآمنة وخالية من الاحتكاك للأفراد والتجار على حدٍ سواء. وقد تم وضع خارطة طريق لهذه المحفظة لكي تصبح تطبيق دفع متكاملاً يغطي احتياجات الأفراد والتجار اليومية.

ضمن هذا الاطار، سوف يتم قريباً طرح عدة خدمات للأفراد مثل: بطاقة دفع موصولة على حساب المحفظة، تعبئة المحفظة عن طريق الكاش، إمكانية تعبئة الرصيد بالدولار الاميركي (Fresh) دفع الفواتير، تقسيم الفاتورة بين الأصداقاء.

أما بالنسبة للتجار، فسوف يتم طرح سلة من الخدمات عبر “زكي للأعمال” التي سوف توفر للتاجر جميع وظائف “زكي للأفراد” بالإضافة الى الفواتير الإلكترونية وتوليد رمز الاستجابة السريعة وقبول دفعات البطاقة عبر الهاتف.

الحماية والخصوصية والتعميم

يؤكد قصب أنَّ تطبيق زكي يتمتع بكل مواصفات السرية والخصوصية المتبعة في مجال الدفع الإلكتروني، وكل عميل لديه نوعان من الحماية، رمز سري وبصمة الإصبع، أو الوجه عند الدخول إلى التطبيق عند القيام بعملية دفع.

ويضيف أنّه لا يوجد مشاكل تقنية في تعميم التطبيق، ولتوسيع نطاق استعمال المحفظة الإلكترونية يجب عمل الآتي:

إمكانية تعبئة المحفظة عبر الكاش وذلك يحتاج موافقة أساسية من مصرف لبنان.

تدريب العملاء على مفهوم الدفع الإلكتروني حيث إنَّ هناك نسبة كبيرة من الناس ممن يملكون هواتف ذكية لا يتقبلون فكرة عدم امتلاك الأوراق النقدية.

كما يشير قصب أنَّ التطبيق يمكن تعميمه على القطاع العام من دون استثناء من حيث دفع جميع المعاملات الرسمية في كل مؤسسات الدولة وتحويل الرواتب أيضاً، وستكون المحفظة جاهزة للتطبيق في القطاع العام متى ما يبدأ العمل في مكننة القطاعات العامة.

رأي الخبراء

رأى مصدر اقتصادي أنّ المنصة كما هي مطروحة تؤمن طريقة إلكترونية جديدة للدفع شبيهة بالـ Apple Pay، وتوفر طريقة أسهل للدفع مقارنة مع حمل النقود أو البطاقة الائتمانية حيث ستسهّل على جميع المواطنين اللبنانيين من مختلف الشرائح العمرية، استخدام الدفع الرقميّ، بطريقة سَلِسة، سهلة، ومنخفضة الكلفة، في آنٍ واحد.

أما من ناحية القيمة المضافة على الاقتصاد اللبناني فهي ستخفف من حمل العملات الورقية، التي أصبحت المئات منها تحمل كي يصرف المواطن ومع اعتماد القطاع العام والجهات الحكومية على المحافظ الإلكترونية بشكل رسمي وعام سوف يتم بشكل مباشر تسريع عملية التحول إلى اقتصاد رقمي وغير نقدي في لبنان، ما سوف يشكل قيمة مضافة أو تغييراً على الكتلة النقدية في البلد.

كما رأى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان أنَّ التطبيقات مثل هذه لا شك أنها تواكب التطورات التكنولوجية والمالية في العالم، بل إنَّ لبنان تأخر لمواكبتها، طبعاً هي ليست حلاً للأزمة الاقتصادية والمالية والمصرفية التي يعيشها البلد، ولكنها جيدة لناحية حلولها مكان الوسيط الذي يتقاضى عمولات كبيرة لتحويل الأموال ويتأخر القبض منه، الإيداع فيها أسهل والصرف فيها أقل كلفة من بطاقات الإئتمان التي تصدرها المصارف وهي أسرع منها، ولكنها ليست حلاً ولن يستطيع المودع سحب دولارته الموجودة في البنك عبرها، ولكن يؤكد أبو سليمان ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي الاقتصادي العالمي ويقول: “أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً”.

يبدو أنَّ الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان حثَت المسؤولين على تطوير القطاع المالي، حيث إنَّ الخدمات مثل تطبيق “زكي” موجودة منذ زمنٍ في دول العالم، ولبنان متأخر سنوات عن اللحاق بها، وعلم “لبنان الكبير” أنَّ هناك العديد من التطبيقات التي تجري دراستها في إدارة مصرف لبنان شبيهة بهذا التطبيق أو حتى تطبيقات أخرى هدفها الشفافية والتخفيف من استعمال الكاش.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً