أطلب الهاتف ولو من الصين!

حسين زياد منصور

لا شك في أن حياة اللبنانيين وطرق معيشتهم تبدلت مع تفجر الأزمة الاقتصادية، وتفلت الدولار صعوداً وتسجيله أرقاماً قياسية، اذ وصل الى حدود 150 ألف ليرة لبنانية للدولار الأميركي الواحد قبل أن يهبط تدريجاً الى 95 ألفاً.

وكان للدولار الجمركي الذي ارتفع من 1500 ليرة الى 45 ثم 60 ألفاً حتى اعتماده وفق سعر منصة “صيرفة”، أي بحدود 86 ألف ليرة، دوراً مهماً في فرض الواقع الجديد على اللبنانيين، اذ ساهم في ارتفاع أسعار العديد من السلع المستوردة في مختلف المجالات والأصعدة.

وظهر هذا التبدل بصورة واضحة، في قطاع شراء السيارات على سبيل المثال، اذ لجأ اللبنانيون الى شراء الصغيرة منها والرخيصة و”الوفيرة” للبنزين.

الكثير من الأمور تبدلت وتغيرت، ولعل أبرزها أيضاً، تهافت اللبنانيين على شراء الهواتف الذكية، اذ قبل الأزمة كان من عادة الكثيرين تبديل هاتفهم كل عام على الأقل، أو لدى ظهور نسخة جديدة ومتطورة ومميزة أكثر من الهاتف الذي يمتلكونه، من دون الالتفات الى تكلفته، مهما بلغت، ان كان من فئة “آيفون” أو “سامسونغ”، حتى أن شريحة من اللبنانيين تفضل شراء هاتف جديد ريثما يتم إصلاح المعطل.

اما اليوم فكل هذا تبدل، وأصبح تغيير الهواتف الذكية أمراً صعب المنال، على اعتبار أن أسعارها تكون بالدولار الأميركي الفريش، أي تحتسب وفق سعر الصرف في السوق السوداء، في حين أن الرواتب والأجور لا تزال تعد متدنية جداً مقارنة بذلك.

هذا الانهيار دفع اللبنانيين الى إيجاد حلول وبدائل، وأصبح همهم الحفاظ على هاتفهم من أي خدش، أو أي مشكلة قد تواجههم، حتى أن بعضهم لا يبدل شاشة هاتفه المكسورة، نظراً الى كلفتها ووجود أولويات أهم لديه.

وانتشرت أيضاً في الأسواق الهواتف المستعملة، وتلك التي عرفت بالـopen box، والعديد من الأنواع والأشكال التي لم تكن معروفة ومشهورة في لبنان وغالبيتها هواتف صينية، وبأسعار رخيصة ومنافسة جداً، كونها جديدة، بحيث ازداد الطلب عليها.

وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” أوضح عمر يونس، الذي يملك متجراً لبيع الهواتف، أن الشركات الثلاث الحاكمة لقطاع الهواتف في العالم كله وليس في لبنان وحسب هي “سامسونغ” (كوريا) و”ابل” (أميركا) وهواوي (الصين)، وأسعارها قبل الأزمة كانت بمجملها تتراوح بين 500 و1000 دولار أميركي، بمواصفات عالية جداً وتنافسية. الا أن الأزمة الاقتصادية في العالم أدت الى ظهور العديد من الشركات الجديدة في سوق الهواتف، مثل “تكنو” و”انفينيكس” و”بلاك فيو”، وأسعار هذه الهواتف تتراوح بين 50 و150 دولاراً، وبمواصفات عالية مثال 128 جيجا و6 رام بـ 120 دولاراً، وشراء هاتف بمواصفات كهذه من “سامسونغ” يكلف ما لا يقل عن 500 دولار.

وقال: “هناك شركات أخرى أصبحت تقدم عروضاً عديدة وتعد قوية لجذب الزبائن بأسعار رخيصة، هاتف بمواصفات مقبولة ولوازمه وكفالة لفترة من الزمن بـ 100 دولار فقط، اما الشركات الكبيرة والمشهورة فلا تقدم لك هذه العروض، فقط الهاتف وأحياناً بدون كفالة”.

وعن هواتف الـ open box، أشار الى أنها “تكون من أبل وسامسونغ فقط، ومواصفاتها عالية. وهي هواتف مستوردة من الخارج، الامارات والولايات المتحدة الأميركية مثلاً، وتعتبر جيدة، لكن بعضها يعد خطيراً، وتتراوح أسعارها بين 200 و800 دولار، ولا كفالة عليها باعتبارها مستعملة”.

ولفت حمزة الى أنه كان مضطراً الى شراء هاتف جديد، وبسعر مقبول، على اعتبار أن هاتفه أصبح قديماً ولا يلبي طلباته خلال عمله، قائلاً: “نصحني صاحب محل لبيع الهواتف وهو صديق لي، بشراء التكنو، وسعره مقبول جداً، وماشي حاله معي، لم أواجه حتى الآن أية مشكلات، وقد اشتريته منذ أشهر مضت، وفيه العديد من المميزات المتشابهة مع سامسونغ، صحيح أنه ليس مثله، ولكنه يلبي احتياجاتي”.

شارك المقال