الشاليهات متنفس اللبنانيين “على رواق”… وحل بديل للسفر

حسين زياد منصور

شهد لبنان خلال الأشهر الماضية “طفرة” في بناء الشاليهات الخاصة أو “Bungalow”، لتمتد على كل الأراضي، شمالاً وجنوباً، بقاعاً وجبلاً بالطبع. وعلى الرغم من أنها موجودة منذ زمن، لكنها خلال الفترة الماضية ظهرت بصورة أكبر، وأصبحت متوافرة بكثرة، وهذا يعود الى أسباب عدة كان أبرزها الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

وظهرت أيضاً بعض التطبيقات المجانية التي يتم تحميلها عبر الهاتف، توضح الأماكن حيث توجد فيها هذه الشاليهات أو “Bungalow”، وتظهر الأسعار والموقع وجميع التفاصيل المتعلقة بها.

الحركة “نار”

وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” يقول م.ح، ويمتلك شاليهين يستثمرهما منذ سنتين لزيادة مدخوله، ووجد في هذا الاستثمار فرصة لتحسين ظروف حياته: “بعد الأزمة الاقتصادية، وتراجع القدرة الشرائية، لم يعد الراتب يكفيني، وبحثت عن طريقة لزيادة مدخولي، وكنت ورثت قرشين، ولم أضع أموالي في المصرف بعد. استغليت الفرصة وقمت ببناء شاليهين صغيرين من الخشب قرب المنزل في قريتي، وخلال جائحة كورونا، بدأت بتأجيرهما، وبالمردود أصبحت أطورهما حتى توسعت الرقعة وأصبح هناك مسبح صغير لكل شاليه”.

ويضيف: “خلال كورونا في عز الأزمة والانهيار، كان الشغل تمام، فاللبناني بطبعه يحب الحياة، لكن لم يكن بمقدوره السفر، وكان استئجار الشاليهات وجهته، لذلك استفدنا، أي أن السياحة الداخلية أفادتنا كثيراً”.

ويشير الى أن “الاقبال كبير وغير طبيعي، فالشاليهات محجوزة لما بعد نهاية شهر آب، وهي مفولة منذ 3 أشهر تقريباً، أي قبل بداية موسم الصيف”، موضحاً أن الحركة “نار” منذ فترة الأعياد الماضية، حين عاد المغتربون الى لبنان وكانوا قد حجزوا ومنهم من يعمل في العاصمة بيروت، يحب أن يمضي يومي استجمام “على رواق” مع عطلة نهاية الأسبوع.

وعن شروط الاستئجار، يلفت الى أن لا شروط “قاهرة”، كل شيء مسموح باستثناء المشروبات الروحية، والأمور التي تتعلق بالاخلال بالآداب العامة، والموسيقى والأغاني مسموحة ولكن دون ازعاج الجيران.

اما عن الأسعار فهي تتفاوت بين “Bungalow” وآخر وحسب المنطقة أيضاً، اضافة الى مساحته والمميزات التي يتضمنها، والأسعار خلال أيام الأسبوع هي 75 دولاراً أميركياً، وفي أيام السبت والأحد 150 دولاراً طبعاً للشاليه الواحد.

حل بديل عن السفر

رندا الحاج، التي استأجرت وزوجها شاليه في احدى المناطق الجبلية يومي السبت والأحد، لقضاء العطلة بعيداً عن الضجيج والازعاج، والاستجمام بخصوصية، توضح لـ “لبنان الكبير” أن الشاليه يتسع لثلاثة أشخاص، مع مسبح وحديقة صغيرة تضم مكاناً للشواء، مقابل 200 دولار لليلة الواحدة، أي 400 دولار لليلتين، مشيرة الى أن الكهرباء والمياه 24/24، والمسبح نظيف ومعقم، وكانت لهما الحرية في فعل ما يريدان، موسيقى بأصوات عالية، ادخال المأكولات والمشروبات التي رغبا فيها، من دون أي مشكلات.

وتقول: “العملية كلها كلفتنا 500 دولار، نعم مبلغ يعد كبيراً خلال يومين، ولكنها كانت فرصة لراحة البال والابتعاد عن التفكير في المشكلات والأزمات التي يعيشها لبنان، في المقابل هذا أفضل من السفر، فأنا لا أريد السفر الى تركيا أو أي دولة أخرى، اذ سيكلفني أكثر أنا وزوجي، من تذاكر سفر وكلفة إقامة في فندق من دون خصوصية، وشراء الحاجيات وما الى ذلك من متطلبات السفر، من دون نسيان عناء الحصول على جواز سفر، على اعتبار أنني وزوجي لا نحمل واحداً”.

وتؤكد أن “السياحة الداخلية كانت حلاً ممتازاً بالنسبة الينا، استجمام في الجبل، راحة بال، مسبح خاص، كل مقومات الراحة كانت متوافرة ليومين”.

الاتكال على المقيمين

وعن ذلك، يعلق شادي غازي وهو خبير سياحي بالقول: “الشاليهات هي متنفس اللبنانيين في ظل هذه الظروف كي يروحوا عن أنفسهم، خصوصاً من هم غير قادرين على تحمل كلفة السفر، بغض النظر عن وجود أسعار مرتفعة، ولكن هناك أسعار مناسبة للجميع، ووجدت العديد من التطبيقات التي تساعد الناس في اختيار الشاليه المناسب بالمواصفات والأسعار المدروسة”.

ويضيف: “لا يمكن لوم أصحاب الشاليهات لوجود أسعار مرتفعة أحياناً، فلا يمكن نسيان التكاليف التي يتكبدونها، من انشاءات وكهرباء مقطوعة دائماً، ولجوؤهم الى المولدات الخاصة والطاقة الشمسية مؤخراً، وأزمة المياه، اذ يشترون صهاريج بصورة دائمة، والأهم أن موسمها ليس ناراً في كل السنة، بل لأشهر معدودة، من أيار حتى منتصف أيلول فقط”.

ويشدد غازي على أن “الاتكال الكبير في هذا القطاع ليس على المغتربين، بل على اللبنانيين المقيمين”.

شارك المقال