بعد رحلة طويلة انطلاقاً من “هايد بارك” في العاصمة البريطانية لندن، ومتنقلاً بين عواصم العالم ومدنه، حط “اكسبو 2030” في العاصمة السعودية الرياض. المعرض الذي خاض رحلة تمتد لأكثر من قرن ونصف القرن، لا يزال يصنف كحدث عالمي ضخم. ولطالما كان “اكسبو” عبارة عن معرض للاختراعات والتصاميم وأشهرها برج إيفل وتمثال الحرية اللذان عُرضا للمرة الأولى في ذلك المعرض قبل أن يتحولا إلى واقع.
وفي ما يلي نبذة تاريخية عن معرض “إكسبو”:
لندن كانت أول عاصمة انطلق منها معرض “إكسبو” في العام 1851 تحديداً في “الهايد بارك”، وكانت بمبادرة من رجل الدولة والأعمال والمصمم هنري كول والأمير ألبرت. كان عامل الجذب الرئيس في المعرض هو قصر الكريستال الذي أقامه جوزيف باكستون من الحديد والزجاج، ويجسد بداية “العصر الذهبي”.
ثاني محطات معرض ”إكسبو” كانت باريس عام 1855، فيها منح الامبراطور نابليون الثالث وسام جوقة الشرف الفرنسي لتشارلز غوديير عن ابتكاره المطاط المفلكن الذي قدمه خلال المعرض، وهي عملية كيميائية تعزز من خواص المطاط. هذا الابتكار في استخدام المطاط يدخل في صناعة الكثير من المنتجات الأساسية، مثل: الملابس والأحذية والكرات والقبعات والعوامات والمظلات وإطارات السيارات المتينة.
في العام 1862، استضافت لندن المعرض للمرة الثانية على أراضيها، وعرض المحرك التحليلي الذي شكّل فيما بعد الأساس لتطوير الحاسوب الميكانيكي الذي كان من اختراع تشارلز باباغ. وهذا المحرك هو نسخة أكثر تطوراً من “مكنة الفروق” التي لم يُسمح لباباغ بعرضها في أول نسخة من معرض “إكسبو”.
عام 1867، عاد “إكسبو” من جديد إلى باريس، هذه المرة فازت شركة “لويس فيتون” بميدالية برونزية بسبب إنتاجها حقائب السفر مستطيلة الشكل وتتمتع بمتانة تجعلها قابلة للتكديس، الأمر الذي جعلها أفضل الحقائب المثالية للسفر.
في العام 1876 استضافت مدينة فيلادلفيا الأميركية معرض “إكسبو”، حيث عرض المخترع ألكسندر غراهام بيل أول هاتف في العالم. فبينما كان المنافسون يحاولون تطوير جهاز التلغراف، جاء الهاتف ليقلب المعادلة ويحقق نجاحاً كبيراً بفضل قدرته على نقل الصوت البشري عبر مسافات طويلة، الأمر الذي عزز مكانة بيل في تاريخ الاتصالات.
تنقل ” إكسبو” بين عواصم العالم، وفي العام 2020 استضافته دبي للمرة الأولى، كأول دولة عربية وخليجية تستضيف المعرض.
وفي 28 تشرين الثاني 2023، أعلن عن استضافة السعودية معرض “إكسبو 2030″، لتكون الرياض وجهة العالم في 2030 في ظل الرؤية الملهمة للأمير محمد بن سلمان، لمواصلة مسيرة الانجازات وتحقيق اهداف رؤية 2030.