خاص

معركة انتخابات الجبل: مقعد سني ودرزي واثنان مارونيان

لا استهانة في معركة دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف – عاليه) الانتخابية. إنها إحدى الدوائر الأكثر أهمية على صعيد النتائج التي يمكن أن تمنح الأرجحية لمصلحة محور سياسي على آخر. في عاليه، ثمة تسليم شبه كامل بغياب المعركة الانتخابية طالما أن المقاعد الخمسة شبه محسومة، إلا إذا طرأت أي مفاجأة على صعيد المقعد الدرزي الثاني على الرغم من عدم شموله بالمعركة الانتخابية بين اللائحتين الأساسيتين لكلّ من المحورين السيادي و”الممانع”. لكن صبّ اللائحة الرئيسة المحسوبة على قوى المجتمع المدني أصواتها التفضيلية لمصلحة مقعد درزي في عاليه، وفق ما أشارت معطيات “لبنان الكبير”، يمكن له أن يخلط أوراق النتائج خاصة أن مقعد النائب طلال ارسلان ضعيف وغير مضمون الحاصل الانتخابي.

بمعنى أوضح، فإن الحزب “التقدمي الاشتراكي” يحظى بحاصلين انتخابيين في عاليه، وفق دراسات إحصائية واكبتها ماكينته انتخابياً، لكنه لا يرشح إسماً عن المقعد الدرزي الثاني في المنطقة، ويصبّ جزءاً من أصواته التفضيلية لمصلحة المرشح راجي السعد عن مقعد ماروني في عاليه. ويحظى حزب “القوات اللبنانية” بحاصل في عاليه، يتجه لمصلحة مرشحه نزيه متى. كذلك، تنطلق حسابات “التيار الوطني الحرّ” من ضمان حاصل انتخابي واحد في عاليه، وسيجيّر أصواته التفضيلية لمصلحة النائب سيزار أبي خليل، بما يجعل مقعده شبه مضمون في غياب المنافسة مع مرشح آخر جديّ على صعيد المقعد الماروني الثاني.

لماذا الاتجاه إلى مقاربة واقع المعركة الانتخابية في الشوف تحديداً؟ يتمثل السبب الأساس في ارتفاع عدد المقاعد الانتخابية الذي يبلغ 8، مقارنة مع عدد المقاعد على صعيد عاليه. تتموضع المقاعد الأسهل لتحقيق خروق انتخابية على صعيد الشوف. التنافس سيكون على أشدّه بين الأحزاب المحسوبة تاريخياً على قوى 8 و14 آذار، للفوز بمقعدين مارونيين في الشوف، في وقت المقعد الماروني الأول مضمون لمصلحة النائب جورج عدوان. الاحتمالات واسعة النطاق على صعيد المقعدين المارونيين الثاني والثالث: حبوبة عون، إيلي قرداحي، فريد البستاني، ناجي البستاني، ألبير خوري إضافة الى نجاة صليبا وغادة عيد كإسمين بارزين على صعيد قوى المجتمع المدني في حال تحقيق خرق انتخابي أو أكثر يترجم عملياً على صعيد المقعد الأضعف (الماروني الثالث).

وتشمل المقاعد المضمونة في الشوف وفق الاستراتيجية التي تعتمدها الأحزاب في صبّ الأصوات التفضيلية، كلّاً من المقعد الدرزي الأول لمصلحة النائب تيمور جنبلاط والمقعد الكاثوليكي لمصلحة مرشح التيار غسان عطا الله الذي سيصب أصواته التفضيلية لمصلحته والمقعد السني الأول لمصلحة النائب بلال عبد الله. المعركة ستدور أيضاً على المقعد السني الثاني في الشوف بين قوى الممانعة والقوى السيادية. وأشارت المعطيات الى أن عين أحزاب 8 آذار تتجه تحديداً الى المقعد السني الثاني بعد عزوف تيار “المستقبل” عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، بما يجعل المنافسة قائمة حول هذا المقعد في حال تشتّت الصوت السني السيادي الذي كان يصب تاريخياً لمصلحة مرشحي “المستقبل”.

المقعد الدرزي الثاني في الشوف يدخل أيضاً من ضمن حسابات محور “الممانعة”، وفق ما تؤكد أجواء مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي”. وهناك محاولات جدية للعمل على التمدد في دائرة “جبل لبنان الرابعة” ودائرة البقاع الغربي ودائرة “بيروت الثانية” من خلال تجيير أصوات شيعية مباشرة لمصلحة مرشحي 8 آذار الدروز. لكن الحسابات الانتخابية تجعل المعركة على المقعد الدرزي الثاني في الشوف، مرتبطة بالمرتبة الرابعة التي تلحق المقعدين المارونيين اللذين يحجزان المرتبة الأولى والثانية في المعركة الانتخابية لكونهما الأكثر تأثراً بلعبة الكسر الانتخابي أو الخرق الانتخابي. ويليهما مقعد سني في الاقليم ثم مقعد درزي في الشوف، في حال توسعت المفاجآت على نحو أكبر من حدود مقعدين. المؤكد أن دائرة “جبل لبنان الرابعة” تعتبر حتماً من الدوائر الانتخابية التي تشهد على تنافس انتخابي كبير وجدي.

زر الذهاب إلى الأعلى