خاص

صراع “الشراكة” و”الجبل” على مقعدين للسنة والدروز… والثوار “آوت”

سجلت في دائرة الشوف – عاليه 6 لوائح، 4 منها على إسم “الثورة”، ولائحتان للأحزاب والقوى السياسية الأولى لتحالف “التقدمي الاشتراكي” و”القوات”، والثانية لتحالف “التيار الوطني الحر” وأفرقاء 8 آذار المدعومة من النظام السوري و”حزب الله”، وجميعها غير مكتملة.

ويبلغ عدد نواب هذه الدائرة 13 نائباً، موزّعين وفقاً للآتي: الشوف: 3 مقاعد مارونية، مقعدان درزيان، مقعدان سنيان ومقعد كاثوليك. وعاليه: مقعدان مارونيان، مقعدان درزيان ومقعد أورثوذكس.

وتعتبر معركة دائرة الشوف – عالية معركة قاسية ومن الواضح أنها ستجري بشكل أساس بين لائحتي تحالف جنبلاط – “القوات”: “الشراكة والارادة” ولائحة 8 آذار: “الجبل”، فيما اللوائح الأخرى المحسوبة على “الثورة” وبعد فشل توحيد الجهود لجمعها في لائحة تنافسية واحدة، يجعل امكانات الخرق التي كان يراهن عليها كثيرون شبه معدومة إن لم نقل مستحيلة، واللوائح الأربع هي: “صوتك ثورة”، “توحدنا للتغيير”، “سيادة وطن” و”الجبل ينتفض”.

وتضم لائحة “الشراكة والإرادة”: تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيين، جورج عدوان وحبوبة عون وايلي قرداحي عن المقاعد المارونية، بلال عبد الله وسعد الدين الخطيب عن المقعدين السنيين وفادي معلوف عن المقعد الكاثوليكي. وفي عاليه: أكرم شهيب عن المقعد الدرزي، راجي السعد وجوال فضول عن المقعدين المارونيين ونزيه متى عن المقعد الأرثوذكسي.

وكالعادة ترك جنبلاط في عاليه مقعداً درزياً شاغراً مراعاة لخصمه طلال ارسلان.

في المقابل، تتألف لائحة “الجبل” في الشوف من: أنطوان عبود وناجي البستاني وفريد البستاني عن المقاعد المارونية، وئام وهاب عن المقعد الدرزي، أحمد نجم الدين وأسامة المعوش عن المقعدين السنيين وغسان عطا الله عن المقعد الكاثوليكي. وفي عاليه: طلال ارسلان عن المقعد الدرزي، سيزار أبي خليل وأنطوان البستاني عن المقعد الماروني وطارق خير الله عن المقعد الأرثوذكسي.

أما اللائحة الثالثة “صوتك ثورة” فضمت في الشوف: محمد سامي الحجار وسمير العاكوم عن المقعدين السنيين، ميشال أبو سليمان وجمال مرهج وغابي القزي عن المقاعد المارونية، معضاد أبو علي وجهاد ذبيان عن المقعدين الدرزيين. وفي عاليه: رائد عبد الخالق ووسيم حيدر عن المقعدين الدرزيين وعماد الحاج عن مقعد للموارنة.

وضمّت اللائحة الرابعة “توحّدنا للتغيير” في الشوف: غادة عيد ونجاة صليبا وصعود أبو شبل عن المقاعد المارونية، حليمة القعقور وعماد سيف الدين عن المقعدين السنيين، شكري حداد عن مقعد الروم كاثوليك ورانيه غيث عن المقعد الدرزي. وفي عاليه: زويا جريديني عن مقعد الروم أرثوذكس، مارك ضو عن المقعد الدرزي، فادي أبي علام وجاد بجاني عن مقعدي الموارنة.

وتألفت اللائحة الخامسة “سيادة وطن” في الشوف من: دعد ناصيف القزي وجويس جوزف مارون وجورج سلوان عن مقاعد الموارنة، محمد عمّار ابراهيم الشمعة ومأمون أحمد المأمون ملك عن المقعدين السنيين. وفي عاليه: عطا الله كامل وهبي عن المقعد الدرزي، ونبيل يزبك ووليد شاهين عن مقاعد الموارنة.

واللائحة السادسة “الجبل ينتفض” ضمّت في الشوف: عن الموارنة عبد الله أبو عبد الله ونبيل مشنتف، وعن الدروز أكرم بريش وزينة منصور. وفي عاليه: ليون سيوفي عن مقعد الروم أرثوذكس، وتابت تابت عن المقعد الماروني وسلمان عبد الخالق ومحسن العريضي عن المقعدين الدرزيين.

ويبدو أن حماوة المعركة في هذه المنطقة، سيكون عنوانها عدم السماح لـ “حزب الله” بالخرق عبر أسماء نواب محسوبين على فريقه، ليحقق نجاحات في السيطرة على المجلس من خلال الحصول على كتلة نيابية يطمح الى أن تشكل ثلثي عدد الأعضاء.

وعليه، فهو يرى في غياب تيار “المستقبل” عن ساحة المنافسة فرصة له لا سيما في منطقة اقليم الخروب، حيث عدد المرشحين من كل اللوائح يصل الى 10، موزعين على خمس لوائح بينها لائحة “الجبل ينتفض” التي خلت من مرشحين سنة، وتضم 4 مرشحين من برجا، 4 مرشحين من شحيم، مرشحة من بعاصير ومرشح من بسابا.

وجاء توجه “الاشتراكي” الى ترشيح المحامي المستقل سعد الدين الخطيب من بلدة برجا، بعدما لم يتوصل الى اتفاق مع “الجماعة الاسلامية” التي جرّبت حظها بالانضمام الى تحالف قوي يوصل لها مرشحاً، علماً أنها كانت في صفوف داعمي لوائح “التيار الوطني الحر” في انتخابات 2018، وعلى علاقة طيبة بفريق 8 آذار، لكن تغيير البندقية وارد في كل لحظة لديها وفقاً لقياسات تؤمن مصالحها الخاصة في المواقع البلدية والبرلمانية.

وفقاً لمتابعين فإنه من الصعب وضع تقديرات عن حظوظ الفوز لبعض المرشحين لا سيما بالنسبة الى المعارضة و”الثوار”، فالتنافس الأساس هو بين لائحة جنبلاط و”القوات” ولائحة التيار العوني مع تنظيمات 8 آذار وأزلام النظام السوري، وقد تكون للائحة واحدة للمعارضة قدرة على التنافس مع هاتين اللائحتين من بين اللوائح الأخرى وهي لائحة “توحدنا للتغيير” التي قد يؤمن لها تمويل أكثر من غيرها، مع أن تعدد لوائح المعارضة سيشتت الأصوات ولن يحدث خروقاً كما كان يحكى سابقاً في الكواليس اذا ما اتحد المعارضون و”الثوار”، وهو أمر لم يحصل لا بل برزت خلافات مشينة دفعت بالجمهور الناخب الى الابتعاد عن “الثوار” والعودة الى النظام السابق أي العائلية وابن البلدة والطائفية والمذهبية.

ويتساءل البعض كيف جرت ترشيحات “الثوار”؟ فهل يكفي مثلاً أن يكون المرشح أستاذاً جامعياً أو ناشطاً في جمعية أو منضماً الى حزب حديث النشأة وعدد أعضائه لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة حتى يصوّت له جمهور ناخب مسيّس يعرف “البيضة من باضها”، حسب تعبيرهم.

ويبدو أن التنافس على المقعدين السنيين سيكون قوياً، فهناك على لائحة جنبلاط النائب بلال عبد الله الذي يعتبر البعض أن التجديد لنيابته أمر محسوم، في حين أن المرشح سعد الدين الخطيب سيكون عليه بذل جهود أكبر لاقناع الجمهور الناخب، فهو مرشح مستقل الا أنه لم يكن يتواجد في بلدته برجا، علماً أنه كان مرشحاً لأمانة سر نقابة المحامين على لائحة ملحم خلف الفائز حينها باسم “الثوار”، لكنه منذ شهر بدأ يتواجد هناك ويجري لقاءات سياسية ويكثف نشاطاته عبر اتصالات مع العائلات لطرح أفكاره وبرنامجه الانتخابي وهو يلقى تجاوباً، لا سيما وأن له قاعدة عائلية متينة اضافة الى أن نشاطه كمحام معروف وكان مقرباً من تيار “المستقبل” في السابق، ولذلك فهو قد يكسب أصواتاً من جمهور المستقبليين غير الملزمين بقرار المقاطعة وترك الساحة السنية للاعب خطير هو “حزب الله”.

اما المرشح عماد سيف الدين في لائحة “توحدنا للتغيير” فكان مديراً لـ “مدرسة الايمان” وأستاذاً جامعياً في “جامعة الجنان”، وقد رشحه الحزب “الشيوعي”، علماً أنه كان عضواً سابقاً في “الجماعة الاسلامية” ويتردد أنه ترك هذا التنظيم في العام 2005، لكن بعض العارفين يشير الى وجود أصوات مؤيدة له داخل “الجماعة” وخارجها.

ومن برجا أيضاً هناك المرشح أسامة المعوش على لائحة “الجبل”، وهو مقاول وشخصية ثرية ينشط عبر عقد لقاءات، ويقال ان ترشيحه جاء بإيعاز سوري اذ يراهن عليه في مشاريع لاحقة لاعمار سوريا كونه يعمل على استيراد شاحنات من الخارج، وطبعاً مدعوم من “التيار الوطني الحر” كونه يملك محطات وقود، وأثناء أزمة البنزين كان يتجول بحماية مرافقين.

وهناك مرشح رابع من التيار المتشدد في “الجماعة الاسلامية” هو محمد عمّار ابراهيم الشمعة على لائحة “سيادة وطن”، ويبدو أن المعركة بين هؤلاء المرشحين ستكون على الحاصل الانتخابي.

والواضح من الصورة أن موقف تيار “المستقبل” سيكون مؤثراً في هذا الأمر خاصة مع توقع البعض أن تكون هناك دعوة للمشاركة في الاقتراع، اذ بدا أن هناك مؤشرات اقليمية جديدة تفرض تغيراً في المواقف.

من الواضح أن أهالي برجا يطمحون الى تمثيلهم بنائب، والمرشح الخطيب هو الأقرب الى تطلعاتهم من بين المرشحين وان كان يعتمد في الأساس على عائلة الخطيب الكبيرة وبالطبع وفقاً للتقليد ستصب أصواتها لصالحه، علماً أن جمهور تيار “المستقبل” أمام حدة المعركة والرغبة في عدم ايصال مرشحي “حزب الله” ضمناً قد يتحمس للتصويت لمرشح مستقل يرضيه وقريب من توجهاته كلما تقدم موعد الانتخابات، وحتى تكون له كلمة في مواجهة مشروع “حزب الله” بالتمدد والهيمنة، وبحسب متابعين “كل شي بوقتو حلو”.

وينظر هؤلاء الى واقع المعركة في هذه الدائرة المعقدة في تركيبتها، الى لائحة “جنبلاط الذي لديه هاجسان: الأول هو تأمين سني في الأقل ومروان حمادة، أما عنصر الضعف عند وئام وهاب فهو كونه دخل في لائحة واحدة مع التيار العوني وارسلان وهنا صارت مسألة فوزه متعلقة بالحواصل الانتخابية، أي من سيأخذ المقعد الدرزي أو الماروني من هنا أو هناك”.

ويشيرون الى عدم انسجام في لائحة “الجبل” بين وهاب والعونيين “الذين لا مصلحة لهم بتقوية وهاب، فاذا نجح يخسرون مقعداً من الحاصل، ووهاب في الوقت نفسه يحاول إضعاف مرشحيهم وتقوية نفسه حتى يضمن حاصلاً يؤهله للفوز على مروان حمادة. المعركة صعبة هنا علماً أن جماعة ارسلان قد لا تصوّت لوهاب أيضاً في الشوف لأن ارسلان لا يطيق لوهاب على الرغم من أنهما تصالحا، ولا يقبل أن يخرج منافس له بين الدروز على الزعامة الدرزية”.

ويذكرون بأن “وهاب مرتبط بالدعم السوري له وبالمقترعين الذين يأتون من السويداء. فكم يستطيع السوريون اليوم إرسال ناخبين له من السويداء مثلما فعلوا في الانتخابات الماضية؟ هنا السؤال فعدد الأصوات التي حصل عليها وهاب ليست من دروز الشوف والمنطقة وانما من دروز جاؤوا بالبولمانات من سوريا وانتخبوا تحت تهديد من لا يريد الذهاب الى الانتخاب يخرج من سوريا”.

بالنسبة الى بلدة شحيم، هناك مرشح عن المجتمع المدني هو محمد سامي الحجار الذي ترشح عن تحالف “وطني” في العام 2018 ونال 1000 صوت، علماً أن المعركة كانت صعبة على المستوى السني، اذ كان هناك مرشحان قويان محمد الحجار وبلال عبد الله فضلاً عن وجود تمويل. اما اليوم وحسب مصادر متابعة في شحيم فهذا المرشح “قد يحصل على ما فوق الـ1500 صوت أو 2000 من شحيم اضافة الى أصوات يأخذها من أبناء المنطقة لا سيما المستقبليين الأصدقاء حسب رهانات البعض”.

وتنتقد هذه المصادر التنظيمات الهشة لـ “الثورة” التي تنقسم على بعضها مثلاً “لحقي” الذي أعلن انسحابه من اللوائح بعد خلافات مع حليمة القعقور وكثرة الترشيحات باسم “الثورة” من قبل شربل نحاس وغيره مما جعل الناس تفقد الثقة بهم وفضلت الابتعاد عن “خبيصة الثوار” وادعاءات كل منهم أن باستطاعته تأمين حاصل للفوز، علماً أن أحداً منهم لا يستطيع تأمينه، ومن المتوقع أن تقسم الحواصل على اللوائح الأساسية بالتساوي.

وبتقدير هذه المصادر أنه في المعركة الحالية اما يخسر جنبلاط مقعداً درزياً ويربح 2 سنة أو يخسر مقعداً سنياً ويربح اثنين درزيين. وفي عاليه الأمر محسوم لسيزار أبي خليل وطلال ارسلان والبقية للائحة الجنبلاطية.

زر الذهاب إلى الأعلى