الشغور ينفث سمومه… مزيد من الاختلالات المالية والأمنية

لبنان الكبير

لم يأبه اللبنانيون بالتهديد الاسرائيلي بإعادة لبنان 50 عاماً إلى الوراء إذا دخلت اسرائيل في حرب مع “حزب الله”، لا بل تلقوا الخبر بكثير من التهكم والاستخفاف على اعتبار أن السلطة الحاكمة أعادتهم مئات السنين الى الوراء، وحرصت في المرحلة الأخيرة على تعويدهم وتأقلمهم على الحياة البدائية حيث لا كهرباء ولا مياه في المنازل، والبنى التحتية تعاني من الاهتراء أصلاً بسبب عدم الاستخدام تماماً كالمؤسسات الدستورية والحيوية. بمعنى آخر، فإن هذه التهديدات لن تقدم ولن تؤخر في نمط حياة اللبنانيين الذين يعيشون في عصر يدرّس في كتب التاريخ، والخسارة ستتكبدها اسرائيل وحدها لأن ليس لدى لبنان ما يخسره، والدمار والخراب والاهتراء باتت من صفاته، وملتصقة به كعلامة فريدة من نوعها في العالم.

وسياسياً، كشف أحد المسؤولين في حديث لـ “لبنان الكبير” أنه استنتج من خلال اتصالاته ولقاءاته مع اللاعبين على الساحة السياسية أن الملف الرئاسي لا يزال في المربع الأول، وليس هناك من بوادر لا داخلية ولا خارجية تشير الى الحلحلة القريبة، وهناك عجز كلي في مقاربة الاستحقاق الدستوري. وفي حال استمرار الستاتيكو القائم، سيؤدي حتماً الى التدهور على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية خصوصاً أن البلد لم يعد يحتمل المزيد من التأزم، والشعب لم يعد بإمكانه الاستمرار في هذه الأوضاع، وقدرته على الصبر واستيعاب الأزمات وصلت الى الخطوط الحمر حتى بتنا نسمع من هنا وهناك أن الانفجار سيحصل، لكن لا أحد يعلم كيف سيتبلور وبأي طريقة، ومن أين ستنطلق شرارته الأولى؟

أحد الخبراء العسكريين والاستراتيجيين أشار لـ”لبنان الكبير” الى أن استمرار هذا الوضع لفترة طويلة، سيؤدي الى المزيد من الاختلالات الاقتصادية والمالية والنقدية، وقد يؤدي الى اختلالات أمنية سواء في الداخل أو عبر الخط الأزرق مع اسرائيل. اذاً، نحن أمام خطرين: الخطر الأمني الداخلي، والخطر الاسرائيلي على الحدود. ولا يمكن الاتكال على الاتفاقات بين لبنان واسرائيل في ظل هشاشة الوضع.

ورأى أحد الباحثين السياسيين والاقتصاديين أن “الخطر داهم، والتفلت الأمني سيتسع بصورة كبيرة بسبب ضعف دور الدولة على الرغم من أن القوى الأمنية لا تزال تقوم بدورها، لكن الخروق متوقعة في أي لحظة في ظل الأمن الهش”.

وعلى الضفة الوزارية، وبينما لا تزال الاتصالات قائمة بشأن جلسة الحكومة الثانية في الشغور والتي من المتوقع أن يدعو اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطلع الأسبوع المقبل، فإن الاتجاه نحو إدراج بند واحد يتعلق بالكهرباء على جدول أعمالها، الا أن لا شيء محسوم في هذا الاطار وفق ما لفت أحد المتابعين. في حين لم يصدر أي موقف من تكتل “لبنان القوي” لناحية مشاركة “حزب الله” فيها خصوصاً أن التصعيد غير المسبوق من النائب جبران باسيل ضد الحزب على خلفية مشاركته في الجلسة الأولى، وضع علاقتهما وتفاهم مار مخايل على المحك.

واعتبر أحد المحللين السياسيين في تصريح لموقع “لبنان الكبير” أن الحزب بخياره هذا يكون آثر الأوضاع المعيشية على علاقته بباسيل، ومن المستغرب أن لا يصدر أي تعليق برتقالي على المشاركة. وهنا لا بد من أن نسأل: هل يتراجع باسيل عن مواقفه التصعيدية خشية الطلاق النهائي مع الحزب أو أن لديه حسابات أخرى تجري دراستها؟”.

وفي اليوم الثالث ‏من الحداد الوطني على الرئيس الراحل حسين الحسيني، جال وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يفترض أن يزور دمشق اليوم، على عدد من المسؤولين، مرحباً بـ “عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وصولاً الى افتتاح المكاتب التمثيلية أو السفارات في طهران والرياض في اطار الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين البلدين”.

وأشار أحد الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الى أن “اسرائيل تراقب بصورة مستمرة طبيعة العلاقة القائمة بين لبنان وايران تحديداً أن هذه العلاقة تخضع لمصالح حزب الله. لذلك، الحساسية كبيرة جداً، ومنذ فترة رأينا أنه عندما قامت احدى الشركات الجوية الايرانية برحلات الى بيروت، هددت اسرائيل بضرب مطار رفيق الحريري الدولي. نحن في حالة خطر شديد خصوصاً لجهة اتهام اسرائيل، الحزب بنقل السلاح من بلد الى آخر. وما صرح به الوزير الايراني يشكل استخفافاً بعقول اللبنانيين خصوصاً عندما يقول ان ايران لا تتدخل في قضايا لبنان وأبرزها الانتخابات الرئاسية”.

وفيما برزت الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون الى عين ‏التينة بالامس، أعلنت قيادة الجيش، في تغريدة عبر “تويتر” أنّه “بتاريخ ‏‏١٣/ ١/ ٢٠٢٣، وأثناء قيام دورية من الجيش بالكشف على أحد الخروق في خراج بلدة ‏حولا ووادي هونين، خرقت طائرة درون تابعة للعدو الاسرائيلي الأجواء اللبنانية في ‏المنطقة المذكورة، وحلقت فوق الدورية، فقام العناصر بإطلاق النار باتجاهها‎”.

ومعيشياً، سجل الدولار رقمًا قياسياً جديداً بعد أن اقترب من عتبة الخمسين ألف ليرة، ما أدى الى ارتفاع كبير في أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية.

شارك المقال