موقف أميركي مع النازحين… وميقاتي يرد على “فريق الشغور”

لبنان الكبير

يعيش لبنان حالة “زومبي” سياسية، بحيث تُطرح مبادرة رئاسية لا تلبث أن تُقتل ثم يُعاد احياؤها لتُقتل من جديد… هذا ما يحصل اليوم بين المعارضة و”التيار الوطني الحر”، انقلبت الأجواء رأساً على عقب، فبعد أن نعى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون الحوار مع المعارضة، استؤنفت المفاوضات أمس، في وقت سجل تراجع لوتيرة السجالات، وهجوم المعارضة، تحديداً “القوات” على “التيار”.

وسط الضجيج المحلي، سجلت الولايات المتحدة الأميركية أمس موقفاً لافتاً في قضية اللاجئين السوريين، بحيث أكد المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ في حديث صحافي أنه “لا يمكن عودة النازحين السوريين بسبب الظروف غير المناسبة والقرار يجب أن يكون بيد النازحين”.

وفي جلسة الحكومة التي انعقدت أمس في السراي لم يرحم الرئيس نجيب مقياتي “التيار الوطني الحر”، وتناقضاته ودوره الرئيس في إطالة أمد الفراغ الرئاسي، قائلاً: “يتزامن انعقاد جلستنا اليوم (امس) مع حملة يشنها على الحكومة فريق سياسي في البلد يعتمد مقاطعة الجلسات من دون تقديم تفسير منطقي لموقفه. لقد مرّ أكثر من ستة أشهر على الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، ولا تزال انتخابات رئاسة الجمهورية في المجهول، في ضوء الشروط والشروط المضادة للفرقاء السياسيين الممثلين في مجلس النواب. إزاء هذا الوضع، هل المطلوب من الحكومة أن توقف عجلة العمل في المؤسسات وتعطل مصالح الناس نهائياً؟ وهل تتحمل الحكومة مسؤولية الشغور الرئاسي أم السادة النواب هم المسؤولون؟ ومن قال إن السادة الوزراء المشاركين في الجلسات الحكومية لا يمثلون الشرائح اللبنانية كافة؟ وهل مقبول أن يصل الخلاف السياسي الى حد التطاول على كرامات الناس وحضورهم الوازن في كل المحافل؟”.

أضاف: “الضرب الحقيقي للشراكة يتمثل في الامتناع عن القيام بالواجب الوطني والدستوري في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما من الفريق الذي يتباكى على شغور منصب الرئيس ويشارك في تعطيل عملية الانتخاب، وهذا الفريق نفسه هو الذي يحرّض مرجعيات روحية وسياسية على الحكومة. والمفارقة أن الفريق الذي يدعو الى عدم انعقاد مجلس الوزراء هو نفسه من يطالب بادراج بنود على جدول أعمال الجلسات”.

وذكر ميقاتي الوزراء بأنه مرّت سنة على دخول الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، مشدداً على أنه لا هو ولا الوزراء المعنيين وافقوا على المساعدات للاجئين السوريين بالدولار. وأشار إلى أنه سيعقد جلسة حكومية خاصة بملف النزوح السوري.

وعن ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أكد ميقاتي أنه لا يجوز أن “نظهر وكأن هناك طرفاً يريد الانتقام وآخر يريد تأمين الحماية. أسهل شيء أن نقول اليوم لنُقِل الحاكم، ولكن من منطلق احترام المؤسسات وآراء السادة الوزراء الحاضرين، وبعدما تقدم دولة نائب رئيس الحكومة بمذكرة خطية في هذا الملف، فانني سأطرح الموضوع للنقاش الآن مجدداً لاتخاذ القرار المناسب”.

وفي ملف الاستحقاق الرئاسي، بث “التيار الوطني الحر” والمعارضة على حد سواء، أجواء ايجابية. ولفت مصدر من “التيار” لموقع “لبنان الكبير” الى أن “مواقف النائب آلان عون فُسرت بصورة خاطئة، وما يذكر في الاعلام، لا يمتّ الى الواقع بصلة، والقنوات التي كانت تعمل لا تزال على حالها، والتواصل قائم ليل نهار، وبوتيرة أسرع مما يعتقد البعض، لمحاولة الاتفاق على اسم لرئاسة الجمهورية، والايجابية عنوان اللقاءات، ونأمل خيراً في الأيام القليلة المقبلة أن نتفق جميعاً على اسم يمثل المكوّن المسيحي لنطرحه على المكونات الأخرى. نحن من أول الطريق ، قلنا اننا لن نقبل برئيس تحدٍّ، لكن في الوقت نفسه لا نطلب الرضى من أي طرف، والهدف اليوم التوافق لأنه يكفي البلد ما فيه”.

وصدر عن “التيار الوطني الحرّ” بيان أوضح فيه أن موقفه من الحوار مع المعارضة والكتل كافة، “إيجابي منذ تموز الماضي”، مشيراً الى أن “ما تغيّر هو الايجابية في الحوار التي ظهرت عند الكتل المعارضة التي بدأت تترجم بتوافق على الأسماء، على أن يسري قريباً على المقاربة والبرنامج، وعلى أمل أن تطال هذه الايجابية الكتل كافة، كي يتمّ التفاهم على رئيس اصلاحي مستقل يجمع اللبنانيين على برنامج اصلاحي سيادي ينقذ لبنان الكيان ويبني لبنان الدولة”.

ورأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن الاستحقاق الرئاسي “عالق” بفعل التعطيل، “لذا المطلوب اليوم قبل الغد إعادة فتح أبواب المجلس والدعوة الى جلسة انتخاب في أسرع وقت ممكن، باعتبار أن التعطيل لن يزيد من فرص أي مرشح، بل سيفاقم الأزمة ويضيّق الخناق على اللبنانيين”.

وقال جعجع في تغريدة على “تويتر”: “اجتماع الحكومة اليوم (أمس) غير دستوري لأن أكثرية بنود جدول أعمال هذه الجلسة ليست ملحّة وغير طارئة”، وهي تأتي في إطار الايجابية مع “التيار” وملاقاة مواقفه، ويبقى السؤال، كم من مرة سيلدغ غير المؤمن من الجحر نفسه؟

وبالعودة إلى موقف الولايات المتحدة، أشار وربيرغ إلى أن “قرار انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون بيد الشعب اللبناني ولن نتدخل”، لافتاً إلى “أننا نشجع دور جامعة الدول العربية ولكن لا نتفق مع قرار السعودية بتطبيع العلاقات مع سوريا”. وأوضح أن “لدينا رؤية أخرى عن السعودية ولكن لدينا الأهداف نفسها”، قائلاً: “نعتبر حزب الله منظمة إرهابية وليس لدينا أي تواصل معه”. وشدد على “أننا نريد الاستقرار في لبنان”.

شارك المقال