مجازر غزة تتواصل… تصعيد خطير في جنوب لبنان

لبنان الكبير / مانشيت

لا مأوى للفلسطينين من الاجرام الاسرائيلي، لا شمال قطاع غزة ولا جنوبه، ولا مخيمات النزوح، ولا المستشفيات ولا المدارس، بحيث تتفنن الآلة الحربية كل يوم في القتل أكثر، وقد أدت غارتان منفصلتان على مخيم جباليا استهدفتا مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي نازحين ومنزلاً إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً، فيما يحاول الجيش الاسرائيلي تبرير اقتحامه لمستشفى “الشفاء” بنشر مشاهد لأسلحة خفيفة مشكوك في صحتها أمام الرأي العام العالمي، ويبدو عدم اقتناع الاعلام الغربي والمنظمات الدولية بالروايات الاسرائيلية، بعد ظهور تناقض في بعض مقاطع الفيديو الذي ينشر من داخل المستشفى.

أما في الميدان الجنوبي، ومع تزايد الخوف من توسع الحرب، وبعد النداء الذي أطلقته منطمة الصحة العالمية أول من أمس، فقد شهدت القرى الحدودية أمس تبادلاً عنيفاً للقصف بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، الذي قال انه اعترض صاروخاً أطلق على مسيرة، فيما أعلن الحزب عن إسقاط مسيرة اسرائيلية. وكان القصف طال لأول مرة عمق الأراضي الجنوبية حيث أطلقت مسيّرة قرابة الرابعة والربع فجراً صاروخين باتجاه معمل ألومينيوم يقع على طريق تول – الكفور في النبطية ما أدى إلى احتراقه بالكامل، وتجدد القصف على القرى الحدودية أولى ساعات الظهر، وطاول أطراف مارون الراس ويارون وكفرتبنيت وشوكين مركبا وبني حيان. وأغار الطيران الحربي على منطقة اللبونة في الناقورة وعيتا الشعب، فيما أعلن “حزب الله” عن استهداف موقع الراهب وثكنة راميم وقصف تجمعات جنود العدو في كل من شتولا وخلة وردة.

وعاود جيش العدو عصراً اعتداءاته فاستهدف منزلاً في منطقة ميس الجبل، وقصف أطراف مجدل زون والعديسة وتلة الحمامص وأطراف الخيام، كما طال القصف أطراف بلدة دير ميماس.

وفي غزة، قُتل 80 شخصاً على الأقل بينهم 32 من عائلة واحدة في غارتين اسرائيليتين منفصلتين في مخيم جباليا شمال القطاع، استهدفتا مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي نازحين ومنزلاً. في حين غادر المئات صباح أمس “مجمع الشفاء الطبي”، أكبر مستشفيات القطاع بعد إنذار بالاخلاء وجّهته إسرائيل.

وأفاد مسؤول في وزارة الصحة التابعة لـ “حماس” بأن “ما لا يقل عن 50” شخصاً قتلوا امس في قصف استهدف فجراً مدرسة الفاخورة التي تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا. وفي غارة منفصلة استهدفت منزلاً، قتل 32 شخصاً من عائلة أبو حبل في المخيم بينهم 19 طفلاً، وفق الوزارة التي نشرت قائمة بأسماء هؤلاء الضحايا.

وأظهرت لقطات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي جثثاً مضرجة بالدماء وملقاة على الأرض في ممرات المدرسة وصفوف التدريس، وكان بعضها ممدداً على أغطية النوم والفرش.

ولم يعلّق الجيش الاسرائيلي على هذه الغارات، لكنه قال إن قواته توسع عملياتها في قطاع غزة بما في ذلك في جباليا “لاستهداف إرهابيين وضرب البنية التحتية لحماس”.

وأعلنت “كتائب القسام” أنها فقدت الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى للعدو ومصيرهم لا يزال مجهولاً، مشيرة الى أنها أوقعت قوة معادية راجلة في كمين وفجرت عبوة مضادة للأفراد بجنود الاحتلال جنوب غرب غزة.

وأعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة أن 26 شخصاً قُتلوا في قصف استهدف ثلاثة مباني سكنية في المدينة.

وفيما يتواصل التوتر اليومي في الضفة الغربية، قُتل خمسة عناصر من حركة “فتح”، في قصف جوي على مدينة نابلس، وفق الهلال الأحمر ومصادر في الحركة. وقال الجيش الإسرائيلي: “قامت طائرة باستهداف شقة اختباء كان يستخدمها عدد من المخربين المتورطين في التخطيط لإطلاق اعتداءات إرهابية وشيكة تستهدف المدنيين الاسرائيليين وأهدافاً عسكرية”، وذلك في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، ليرتفع عدد القتلى في الضفة إلى 200، إن كان بنيران الجيش الاسرائيلي أو مستوطنين وفق ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.

في المواقف الدولية، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أهمية وقف التصعيد وتأمين الممرات الانسانية العاجلة في غزة، خلال لقائه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، على هامش “منتدى حوار المنامة” الأمني. بينما رأى بوريل أن “السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب”، معتبراً أن “حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن”. وقال: “إذاً من سيدير غزة؟ أعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع”.

إلى ذلك، رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أي امكان لنشر قوات عربية في قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب فيه. وقال خلال النسخة الـ19 من “منتدى حوار المنامة” الذي ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “بعد مناقشة هذه القضية مع كثر ومع جميع إخواننا العرب تقريباً، لن تتجه قوات عربية إلى غزة”، مضيفاً أنه لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون “إلينا على أننا أعداء” لهم.

وفيما يدور النقاش حول مصير قطاع غزة بعد الحرب، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها تعارض “التهجير القسري” للفلسطينيين، وذلك بعد لقائها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.

شارك المقال