مجزرة في بشارة الخوري… تفاهم أميركي – فرنسي على لبنان؟

لبنان الكبير / مانشيت

إن نجا اللبناني من الحرب فلن ينجو من الإهمال. انفجار بسبب تسرب الغاز في مطعم في منطقة بشارة الخوري تسبب في سقوط أكثر من ١٠ ضحايا بين قتيل وجريح من موظفين وزبائن، وكأن المأساة هي قدر هذا البلد المحتوم.

الكارثة في بشارة الخوري حلت، بينما كان اللبنانيون يترقبون ما ستفضي إليه المفاوضات الأخيرة بشأن الهدنة في غزة، التي تتم بضغط أميركي – مصري، متأملين بما يسرّب من ايجابية عنها، لا سيما بسبب الاندفاع الأميركي نحوها، على أمل أن لا تنهار في ربع الساعة الأخير بسبب تشدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتياح رفح، الذي أعلن أنه سيحصل إن تم الاتفاق أو لم يتم، عازياً السبب إلى تحقيق أهداف الحرب. وتأتي تصريحات نتنياهو وسط مخاوف اسرائيلية من أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات بحق مسؤولين اسرائيليين قد يكون بينهم نتنياهو نفسه على خلفية ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وفي السياق، استكمل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه جولته في المنطقة، حيث حل أمس ضيفاً في تل أبيب، وأطلع الجانب الاسرائيلي على المقترحات التي قدمتها باريس للبنان بشأن وقف إطلاق النار على الحدود بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي. وقال مصدر فرنسي لموقع “لبنان الكبير”: “ان هناك “ضوءاً أخضر أميركياً للحركة الفرنسية من أجل وقف العمليات العسكرية بين لبنان واسرائيل، وقد لمست باريس ايجابية من الجهة اللبنانية”.

وأشار المصدر إلى أن “فرنسا وأميركا ولبنان يريدون توقف الحرب، ولكن واشنطن وباريس تعلمان أن نتنياهو يفضل إطالة أمدها من أجل مستقبله السياسي، لا سيما مع كل ما يجري في الجنائية الدولية، وهو يتذرع بأن سكان الشمال الاسرائيلي يطالبون بضربة حاسمة لحزب الله كي يعودوا إلى مستوطناتهم”، مؤكداً أن المبادرة الفرنسية هي دمج بين القرار ١٧٠١ وتفاهم نيسان ١٩٩٦.

مجزرة بشارة الخوري

إذاً انفجار في مطعم في منطقة بشارة الخوري، يؤدي إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأعلن فوج إطفاء بيروت في بيان أن “عناصره أطفأت حريقاً في مطعم pizza secret بناية غناجة، في منطقة بشارة الخوري”، موضحاً أن “تسرب مادة الغاز أدى إلى انفجار في المطعم وسقوط ضحايا بين قتيل وجريح”.

وأشار إلى أن “المعلومات الأولية أفادت عن سقوط جريحين و9 ضحايا قضوا اختناقاً داخل المطعم”.

وأفادت المعلومات بأن الضحايا قضوا نتيجة الاختناق ولم يستطيعوا الخروج من المطعم لأن الحريق تركز عند بابه.

وفور شيوع الخبر، وصل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي إلى مكان الحادث، وقال: “الأدلة الجنائية ستجري تحقيقها في الحادثة التي وقعت في أحد المطاعم في بشارة الخوري، والقضاء حتماً سيظهر الجهة المسؤولة والمعلومات الأولية أشارت إلى سقوط 8 ضحايا ويتم التأكد من ضحية تاسعة”.

الميدان

ميدانياً، أعلن “حزب الله” أنه استهدف دبابة ميركافا بالصواريخ في موقع المطلة موقعاً طاقمها بين قتيل وجريح. بينما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات العديسة ويارون وعيتا الشعب، وسط استمرار للقصف المتبادل.

سيجورنيه في تل أبيب

في الغضون، توجه وزير الخارجية الفرنسي إلى تل أبيب، مستكملاً الجولة التي بدأها من بيروت، حاملاً اقتراحاً فرنسياً للوصول إلى وقف لإطلاق النار على الحدود. وقبيل اجتماع مع نظيره الاسرائيلي يسرائيل كاتس، قال سيجورنيه: “تبادلنا عدداً من المقترحات التي قدمناها الى الجانب اللبناني”.

أضاف: “تربطنا علاقة مع لبنان، لنا 20 ألف مواطن هناك، وكانت حرب عام 2006 مأساوية خصوصاً بالنسبة اليهم”. وأشار إلى أن أساس المقترحات هو ضمان تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

وعبّر كاتس عن شكره لفرنسا على مساعدتها في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية خلال الهجوم على إسرائيل، وقال: “كانت رسالة مفادها أن دولاً في المنطقة شاركت في ذلك لأنه مهم للغاية في ما يتعلق بما يمكن أن نتوقعه في المستقبل”.

نتنياهو مصرّ على اجتياح رفح

إلى ذلك، توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالمضي في الهجوم الذي يهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، بغض النظر عن رد حركة “حماس” على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الاسرائيليين.

وتزايدت التوقعات في الأيام القليلة الماضية بقرب التوصل الى اتفاق في أعقاب تجدد الجهود بقيادة مصر لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل و”حماس”.

وعلى الرغم من ذلك، قال نتنياهو إنه سواء جرى التوصل الى اتفاق أم لا، فإن إسرائيل عازمة على المضي في العملية لتدمير التشكيلات القتالية المتبقية لـ “حماس” في رفح.

وأضاف نتنياهو في بيان: “فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خياراً مطروحاً. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك، باتفاق أو دونه، من أجل تحقيق النصر الكامل”.

وقال مصدر مقرب من نتنياهو في وقت سابق لوسائل الاعلام إن إسرائيل تنتظر رد “حماس” على مقترحات لوقف القتال في غزة وإعادة الرهائن الاسرائيليين قبل إرسال فريق إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.

ولكن حتى الآن لم تظهر مؤشرات تذكر على الاتفاق بشأن نقطة الخلاف الجوهرية بين الجانبين، وهي مطلب “حماس” بأن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات الاسرائيلية ووقف دائم للعملية في غزة.

وقال مسؤول فلسطيني من جماعة متحالفة مع “حماس”: “لا يعقل أن نقول لشعبنا إن الاحتلال سوف يبقى أو إن القتال سيستمر بعد أن تحصل إسرائيل على أسراها… شعبنا يريد أن يتوقف هذا العدوان”.

وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن العملية في رفح يمكن تأجيلها إذا قبلت “حماس” المقترح الحالي الذي لا يتضمن وقفاً نهائياً لإطلاق النار لكن ينطوي على إعادة 33 من الرهائن من النساء والأطفال ومن يحتاجون الى رعاية صحية، في مقابل الإفراج عن عدد أكبر بكثير من السجناء الفلسطينيين وتوقف محدود للقتال.

وما يزيد تعقيد موقف نتنياهو أيضاً هو الحديث عن احتمال أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه هو وغيره من كبار القادة الاسرائيليين بتهم تتعلق بنهج إدارة الحرب.

وبينما يترقب الجميع رد حركة “حماس” على مقترح الهدنة، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الاثنين، قادة مصر وقطر، بالضغط على “حماس”، للقبول بالاتفاق الذي تعدّه واشنطن “سخيّاً”.

شارك المقال