تصعيد في “الحرب المضبوطة” جنوباً… والراعي يصرخ: لا مس بقيادة الجيش

لبنان الكبير / مانشيت

على وقع تصعيد متدرج لـ “الحرب المضبوطة” بين “حزب الله” وإسرائيل وفقاً للقواعد المرسومة من مرشدة محور الممانعة، إيران، وحامية إسرائيل، الولايات المتحدة، ينجح لبنان حتى الآن في تدبر أموره بأقل الأضرار الممكنة، مع الحفاظ على فولكلور ديموقراطي مستحب، تمثل أمس في انتخابات نقابتي المحامين في بيروت والشمال وسط حماس وتحشيد حزبي لافت، وذلك بانتظار دخان أبيض في ما يتعلق بقائد الجيش مع اقتراب انتهاء ولاية العماد جوزيف عون، ومع ألاعيب حاكم “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بمباركة من “عمه” ميشال عون للانتقام من جوزيف عون ونكاية بغالبية اللبنانيين وخصوصاً المسيحيون الذين تخفت كلمتهم في استحقاقات كيانية، كما تبهت هيبة مواقعهم في الدولة.

وإذ رمى “عونيون” في البازار السياسي تسوية مفترضة لقيادة الجيش تبعد خطر التمديد لمصلحة التعيين، للجنرال طوني قهوجي، فإن كلام البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي كان قاطعاً أمس ضد أصحاب “سياسة المتاجرة الرخيصة” الذين يتلاعبون “باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والانتقام”.

كانت رسالة الراعي مباشرة وصريحة بقوله: “في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة”.

وشهدت أمس نقابة المحامين في بيروت وطرابلس يوماً حافلاً بالمنافسة بين الأعضاء، فاز في نهايته مرشح حزب “الكتائب” المحامي فادي مصري بمركز نقيب المحامين في بيروت ونال ١٩٧٣ صوتاً. وقال بعد انتخابه: “لن يخيفونا بأي شيئ طالما لنا الارادة والتصميم وسنكون متعاونين متضامين وعمل النقابة يعنينا كلنا ونحن سلسلة لا تنكسر بدأت مع أول نقيب وستستمر”.

وفي طرابلس، فاز المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب محامي طرابلس بعد انسحاب منافسه صفوان المصطفى. وأكد الحسن في أول كلام له بعد انتخابه، “اذا عملنا بنفس واحد فسنطور النقابة ونعزز حقوق المحامي”، شاكراً الرئيس سعد الحريري وكل محام لأي تيار سياسي انتمى، “فقد كنا أمام قرار نقابي سياسي، فالسياسة برا والنقابة جوا وبرا. وآمل أن نكون على خطى ثابتة صحيحة ونعمل يداً واحدة”.

جنوباً، تجددت الاشتباكات على الحدود الجنوبية بين “حزب الله” وإسرائيل، التي استهدف قصفها سيارة مدنية كانت تستقلّها إمرأة وابنها على طريق كفركلا، ثم رميت بالفوسفور، ونجيا بأعجوبة بعدما احتميا في أحد المنازل مع بدء القصف وعمل الصليب الأحمر اللبناني على إخراجهما من البلدة.

وسقطت 8 قذائف مدفعية على خراج مركبا ما أدى إلى تضرر منزل، وقذيفتين في خراج بلدة حولا، وطاول القصف المدفعي خراج برج الملوك محلة سهل الخيام ومحلة وطى الخيام ومحلة المسلخ خراج بلدة الخيام ومحلة الحمامص. كما استهدفت القوات الاسرائيلية قرية سردا بقذيفة سقطت بين المنازل، وشنت غارة أيضاً على منزل رئيس بلدية الجبين في القطاع الغربي. وطاول القصف منطقة الحمارة بين برج الملوك وديرميماس وبلدة لوبية.

وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن “حزب الله ” أطلق أكثر من 1000 صاروخ لكنه “يدفع ثمناً باهظاً” كل يوم.

وفي هذا الاطار، أعلن “حزب الله” استهدافه المواقع الآتية: موقع الضهيرة، نقطة الجرداح، جل العلام، موقع المرج، موقع راميا، موقع حانيتا، خلة وردة، موقع المطلة، موقع جل العلام للمرة الثانية، ثكنة يفتاح، موقع المالكية، موقع العباد، موقع المرج (حرش راميم)، وثكنة هونين. وأفادت المعطيات أن تلة الحمامص وسهل مرجعيون تعرضا لقصف مدفعي إسرائيلي، بالاضافة الى استهداف بلدة الطيبة بـ3 قذائف قرب مشروع الطيبة.

وتعقيباً على اسقاط “حزب الله” مسيّرة من نوع “هيرمز” في الجنوب، كتب المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “رغم الأفلام الدعائية المسيّرة لم تصب من نيران حزب الله، قامت طائراتنا الحربية اليوم (امس) بتدمير منظومة صواريخ أرض – جو متقدمة في لبنان رداً على محاولة استهداف مسيرة لجيش الدفاع، بحيث قامت المسيرة بالهبوط اضطرارياً داخل إسرائيل. والمسيرة لم تصب بنيران حزب الله”.

وفيما الأوضاع لا تزال متوترة في قطاع غزة، أعلن الحوثيون امس “الاستيلاء على سفينة إسرائيلية” في البحر الأحمر واقتيادها إلى السواحل اليمنية، في حين نفت تل أبيب أن تكون السفينة إسرائيلية، متّهمة الحوثيين بالتصرف بناء على “تعليمات إيران”. يأتي ذلك بعد أيام من تهديد المتمردين اليمنيين باستهداف السفن الاسرائيلية في البحر الأحمر رداً على الحرب في قطاع غزة، بعد تنفيذهم سلسلة هجمات على جنوب إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع في بيان نشره على منصة “إكس”: “نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً في البحرِ الأحمرِ كان من نتائجِها الاستيلاءُ على سفينةٍ إسرائيليةٍ واقتيادُها إلى الساحلِ اليمنيِّ”.

وأكد أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تتعاملُ معَ طاقَمِ السفينةِ وفقاً لتعاليمِ دينِنا الإسلامي وقيمه”، مشيراً الى أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تجددُ تحذيرَها لكافةِ السُّفُنِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيلي أو التي تتعاملُ مَعَهُ بأنها سوفَ تصبحُ هدفاً مشروعاً للقواتِ المسلحة”.

في المقابل، نفى الجيش الاسرائيلي أن تكون السفينة التي احتُجزت الأحد إسرائيلية، موضحاً أنها “غادرت تركيا في طريقها إلى الهند وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية”.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة امس أن وسطاء أميركيين على وشك إتمام اتفاق بين إسرائيل و”حماس” لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي في الدوحة إن أهم النقاط العالقة التي تعرقل التوصل الى اتفاق الرهائن أصبحت الآن “بسيطة للغاية” وهي في الأساس أمور عملية ولوجيستية.

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في قطاع غزة أصبح أقرب من أي وقت مضى خلال الحرب التي تخوضها الحركة مع إسرائيل.

وأوضح السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ في مقابلة على شبكة “إيه.بي.سي”، أن إسرائيل تأمل في الافراج عن عدد كبير من الرهائن المحتجزين لدى حماس “في الأيام المقبلة”.

شارك المقال