جبران في طرابلس “زنخة بيض”… واضراب من أجل غزة

لبنان الكبير / مانشيت

اضراب من أجل غزة… هذا أقل الايمان أمام إبادة اسرائيلية للشعب الفلسطيني بغطاء أميركي سافر، عسى هذا العالم يتسع لوقفة ضمير قد تشكل ثقلاً للدفع باتجاه وقف النار أو فلتكن صرخة في وادي سياسات ما عادت تقيم وزناً لأي اعتبار سياسي.

ولبنان السباق دوماً الى دعم القضية الفلسطينية كان متقدماً في الانضمام الى الاضراب، بحيث أعلن الاضراب الشامل في الدوائر الرسمية والمصارف والمدارس والثانويات كافة، بالاضافة الى التزام الاتحاد العمالي العام به، بينما كان أحد أحياء بلدة عيترون في جنوبه يدمر بالكامل في تصعيد لم يشهد له مثيلاً منذ حرب تموز.

وسط هذا التضامن الكبير مع غزة، والتصعيد في الجنوب تعرض موكب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى رشق بالبندورة والبيض أثناء زيارته الى طرابلس، بإعلان صريح من أهالي المدينة رفضهم لصاحب النزعة الطائفية، الذي كان يرمي بلدهم في حضن المحور الايراني، الأمر الذي استفز أحد مرافقيه فقرر أن يستخدم “البلطجة” على المتظاهرين السلميين ويعتدي عليهم.

نيابياً، وبعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل جلسة اللجان المشتركة التي كان من المقرر أن تعقد عند الساعة 10,30 من قبل ظهر اليوم إلى يوم غد الثلاثاء في الساعة نفسها، تتجه الأنظار نحو جلسة هيئة مكتب المجلس للاتفاق على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقررة، والتي من المتوقع أن تنهي السجال الحاصل بين الأطراف المعارضة أو المؤيدة للتمديد لقائد الجيش جوزيف عون، وإحتمالية التمديد باتت قريبة جداً، لكن لا يمكن تأكيدها قبل الوصول الى قاعة مجلس النواب وإكتمال النصاب المطلوب وإقرار هذا التمديد، بعدما بات من الواضح أن القوى السياسية تسعى الى توحيد اقتراحها عن طريق التمديد لصالح قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بالاضافة الى بعض الضباط، بحسب ما أشارت مصادر نيابية عبر “لبنان الكبير”.

اما رئاسياً، ومع استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى، فقد اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أن مجلس النواب ينتهك الدستور نتيجة عدم انتخابه رئيساً للجمهورية، قائلاً: “المجلس النيابي عندنا، ينتهك المادّة 49 من الدستور ولا ينتخب رئيساً للجمهوريّة، ويمعن بالتالي في إسقاط المؤسّسات الدستوريّة، وتعطيل عمل الادارات العامّة، والعيش في حالةٍ من الفوضى، وإفقار الشعب وإرغامه على هجرة وطنه، وتفاقم الأزمة الإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة. في المقابل نحيّي اللبنانيّين وسواهم الآتين بأعداد كبيرة إلى لبنان للإحتفال مع أهلهم وأنسبائهم بالأعياد الميلاديّة. إنّهم بذلك يظهرون وجه لبنان الحقيقي الصامد من دون سلاح”.

في المقابل، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “رئيس المجلس النيابي ضمانة وطن وحارس سيادة لا يلعب النرد أو اليانصيب، والجهد الذي يبذل لتسوية قيادة الجيش يكفي للتسوية الرئاسية لا سيما من الموفدين الغربيين الذين يجيدون طبخ السّم بالعسل”، معتبراً أن “المطلوب وطنياً ملاقاة المقاومة بتسوية رئاسية تليق بإنجازات المقاومة وتضحياتها السيادية، والحذر الحذر من السمّ الخارجي لأنّ مصالح العدو قد تختبئ وراء نصيحة”.

وفي ظل التصعيد الذي يعيشه أهالي المناطق الحدودية، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي أن “برج مراقبة داخل موقع لليونيفيل بالقرب من منطقة إبل القمح في جنوب لبنان، تعرض بعد ظهر يوم السبت، لقصف أدى إلى أضرار في هيكل البرج، ولحسن الحظ، لم يصب أحد”، لافتاً الى أن “مصدر إطلاق النار قيد التحقيق”.

وشدد تيننتي على أن “أي استهداف لمواقع اليونيفيل وأي استخدام للمنطقة المجاورة لمواقعنا لشنّ هجمات عبر الخط الأزرق هو أمر غير مقبول”، مشيراً الى أن “الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة تشكل انتهاكات للقانون الدولي”. وذكّر “الأطراف بالتزاماتها بحماية حفظ السلام وتجنّب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”.

وفيما تستمر العمليات الأمنيّة المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” على الحدود الجنوبية، أعلن الجيش الاسرائيلي ظهر أمس أن سلاح الجو أنهى موجة واسعة من الهجمات على أهداف تابعة للحزب في لبنان.

وفي إطار تسجيل خروق للسيادة اللبنانية بالجملة، حلّق الطيران الاسرائيلي في أجواء بيروت وجبل لبنان والشمال والبقاع.

وكان القصف الاسرائيلي تجدد على أطراف بعض قرى القطاع الغربي وأوديته، فيما أطلق “حزب الله” صاروخاً موجهاً على موقع الضهيرة. وأفادت المعطيات عن قصف مدفعي إسرائيلي على تلة الحمامص في سردا، منطقة الشقيف خراج بلدة كفرشوبا، بلدة كفركلا الحارة المحاذية لتلة العويضة، وأطراف بلدة الناقورة، وسقوط عدد من القذائف في أطراف بلدتَي حلتا والخيام الجنوبيّتين. كما أطلقت مسيرة صاروخاً استهدف جوار مسجد بلدة مروحين.

وفي تصعيد مستمر، شنت المقاتلات الحربية الاسرائيلية عدواناً جوياً، استهدفت خلاله بصاروخ جو – أرض أحد المنازل في بلدة عيترون الحدودية، وتوجهت طواقم الاسعاف والاغاثة الى المكان، فيما أفادت المعطيات أن هذه الغارات تسببت في تدمير حي كامل في البلدة، حيث سويت العديد من المنازل الآمنة بالأرض، وتضرر عدد كبير آخر. وسجل وقوع 4 اصابات بين المواطنين، نقلوا الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل حيث أجريت لهم الاسعافات اللازمة.

وأعلن “حزب الله” في عدّة بيانات تباعاً عن هجمات جوية قام بها على عدد من مواقع الجيش الاسرائيلي موقعاً إصابات مباشرة ودقيقة في صفوفهم، بالاضافة الى استهدافه موقعي زبدين ورويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ “بركان” وأصيبا إصابة مباشرة. وأشار الى تدميره “دشمة في موقع العباد يتحصن فيها جنود الجيش الاسرائيلي وأوقع فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح”.

شارك المقال