“خفراء الطائفية” يجمركون الوطن… لواء “ههاريم” للحدود اللبنانية السورية

لبنان الكبير / مانشيت

على وقع استكمال حراك “الخماسية”، التي زارت الثنائي المسيحي أمس، أثبت لبنان مجدداً فشله في حل مشكلاته، بحيث يبدو أن أذرع الأخطبوط البرتقالي لا تزال تستطيع تعطيل عمل الدولة تحت عنوان “حقوق المسيحيين”، فقد اضطرت الحكومة أمس إلى تأجيل البت في ملف خفراء الجمارك بعد أن أخذ منحى طائفياً، إذ تمكن “التيار الوطني الحر” من جرّ حتى الوزراء المحسوبين على تيار “المردة”، الذي لم يقارب الأمور بمنحى طائفي سابقاً، ومواقفه في ملف حراس الأحراج والناجحين في مجلس الخدمة المدنية خلال فترة العهد البرتقالي دلالة على ذلك، إلا أن طريق بعبدا يبدو أنه معبد بالمزايدة الطائفية، التي شقت حتى المجلس الأعلى للجمارك، ففضل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عدم نقل الخلاف إلى مجلس الوزراء، وعلى الرغم من تطمينه في بداية الجلسة خاض المعركة بعض الوزراء وكأنهم فرسان من عصر الحملات الصليبية.

وفيما التفاؤل “حذر” في الدوحة، من أجل اتمام وقف لإطلاق النار من شأنه أن ينعكس على لبنان، استمر الهدوء النسبي في الميدان الجنوبي، بينما يبدو أن اسرائيل عادت الى التركيز على إستهداف “حزب الله” في سوريا، وفق قواعد الاشتباك ما قبل 7 تشرين الأول، فبعدما استهدفت مواقع للحزب في منطقة القلمون فجر أمس الثلاثاء، رجح المرصد السوري لحقوق الانسان أن يكون لدى اسرائيل بنك أهداف في منطقة يبرود القريبة من الحدود اللبنانية ويسيطر عليها الحزب.

وسط هذه الأجواء حلت الذكرى الـ 46 لتأسيس “اليونيفيل” أمس، وقد جددت قيادتها الدعوات الى جميع الأطراف الفاعلة لإلقاء أسلحتها، وإعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، والعمل نحو حلّ سياسي وديبلوماسي. وقال قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو: “لقد واجه القرار 1701 تحدّيات بسبب الأحداث الجارية، لكنه يظلّ ذا أهمية وضرورة كما كان دائماً. إننا ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ القرار بالكامل، إن جنودنا من حفظة السلام، الذين يزيد عددهم عن 10.000 جندي، يواصلون عملهم المهم في المراقبة وخفض التصعيد والارتباط، ونحن على استعداد لدعم التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة الحالية”.

الحكومة

بعدما طرحت وزارة المالية البت في الخلاف الحاصل في المجلس الأعلى للجمارك بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركية، اشتعل الخلاف في مجلس الوزراء، وقال مصدر حكومي لموقع “لبنان الكبير”: “أقل ما يقال ان ما سمعناه مقرف، هذا النفس الطائفي الذي يعيشه البلد”.

وكشف المصدر أن “وزير السياحة وليد نصار كان رأس حربة في الملف قيد الدرس، وانضم إليه وزير الاتصالات جوني القرم ووزيرة التنمية الادارية نجلاء رياشي، على الرغم من أن رئيس الحكومة طمأن في بداية الجلسة الى أنه لن يتم إقرار الملف إذا كانت هناك خلافات حوله”.

وشدد المصدر على أن مديرية الجمارك تحتاج الى هذا العديد، ولكن “الطائفية أوقفت تعيين الخفراء الناجحين، وهو مسار مستمر، من تعيين حراس الأحراج، إلى الهيئة الناظمة في قطاع الكهرباء، والناجحين في الخدمة المدنية، وبدل أن نبحث عن الأكثر كفاءة، ننقب عن الطائفة والمذهب”.

وكان الرئيس ميقاتي استهل الجلسة بالقول: “لا أسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الأعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا أسمح باستغلال هذا الموضوع من أي طرف كان أو أي تيار سياسي بلغة شعبوية سعياً الى تحقيق مكاسب وتسجيل النقاط. انني الأحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنباً لحصول أي خلاف على أي مستوى داخل مجلس الوزراء، خصوصاً أن الموضوع له خلفيات طائفية، طلبت المزيد من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء السابق. وأدعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيداً عن الاستغلال الطائفي البغيض”.

وكان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل كتب عبر حسابه على “أكس”: “إذا حكومة تصريف الأعمال المبتورة وغير الميثاقية عيّنت، بغياب رئيس جمهورية، ٢٣٤ خفير جمركي ما في من بينهم أي مسيحي، معناها أنهم مصرّون على إقصاء المسيحيين من الدولة”. وحمّل الوزراء المسيحيين المسؤولية المباشرة في حال أمّنوا نصاب الجلسة.

“الخماسية”

في الغضون، استكملت “الخماسية” جولتها أمس، وبعد لقائها الرئيس السابق ميشال عون في الرابية توجهت إلى معراب حيث التقت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي كرر أمامهم أن المشكلة هي من فريق الممانعة، معتبراً أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري babysitter لمحور الممانعة”. وقال: “ما شفت أشطر منو للرئيس برّي بتضييع الشنكاش”.

وأكد أن “هذه دول صديقة للبنان وتحاول أن تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك كنت صريحاً معهم بأنّ المشكلة هي لدى محور الممانعة لأنّه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه”. وشدد على أن “جوهر المشكلة هو محور الممانعة وعليهم البحث هناك”، كاشفاً “أننا لم نطرح خلال اللقاء أسماء”.

بعد معراب، توجه سفراء “الخماسية” الى كليمنصو والتقوا الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بحضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعضوي “اللقاء الديموقراطي” النائبين وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن. وجرى خلال اللقاء “البحث في آخر ما توصلت إليه اللجنة الخماسية ومناقشة التطورات وآخر المستجدات”.

الميدان

ميدانياً، أعلن الجيش الاسرائيلي مساء أمس عن إصابة جنديين نتيجة إطلاق قذائف من لبنان، في حين أشار “حزب الله” الى أنه استهدف قوات إسرائيلية في مواقع مختلفة على الحدود “دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد عدة عمليات إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية باتجاه أراضي إسرائيل في عدة مناطق، وهاجم بنيران المدفعية مصادر النيران. وكان ذكر في وقت سابق أنه استهدف موقعاً للمراقبة يستخدمه مقاتلو “حزب الله” بالطائرات المقاتلة.

لواء اسرائيلي جديد

وفيما يمكن اعتبار الجو الميداني روتينياً منذ بدء الحرب، مع اتجاه اسرائيلي الى التصعيد ضد الحزب في سوريا، أعلن الجيش الاسرائيلي أمس عن إنشاء لواء جديد على الحدود السورية-اللبنانية تحت اسم لواء “ههاريم” (الجبال) الاقليمي.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، في حسابه على منصة “إكس”، بأن اللواء سيعمل في الحدود الشمالية في منطقتي جبل الشيخ وجبل الروس (هار دوف)، وتم تعيين الكولونيل ليرون أبلمان قائداً للواء. وقال: “سيبدأ اللواء نشاطه خلال الأسابيع القليلة المقبلة بحيث سيكون متخصصاً في القتال وسط التضاريس المركبة والجبال”.

شارك المقال