فرنسا تهدئ الجبهة الجنوبية… خامنئي يتبرأ من قرارات فصائله

لبنان الكبير / مانشيت

يتضاءل الأمل في التوصل إلى هدنة في محادثات الدوحة على الرغم من المساعي الأميركية المتوجة بزيارة سادسة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، فيما انخفض مستوى الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية بما يبدو أنه تجاوب من “حزب الله” واسرائيل مع مسعى فرنسي، وهو أمر لاحظته وسائل إعلام اسرائيلية بعدما نشر الجيش مشاهد لغارة على لبنان أمس تبين أنها لغارة شنت قبل نحو أسبوع، ما يعني أن الديبلوماسية تمكنت من كبح جماح العسكر، ويبدو أنها تفكر في توسيع المنطقة العازلة على الحدود، وفق ما نقل عن جلسة مغلقة لمجلس الأمن عقدت أمس.

في الغضون، أطل زعيم محور الممانعة المرشد الايراني علي خامنئي، مشيداً بجبهات الإسناد، لكنه شدد على أن بلاده لن تتدخل في الحرب مباشرة، فقط بالدعم والتأييد. وتبرّأ من أي دور لبلاده في قرارات الفصائل التابعة لها.

وساطة فرنسية لتهدئة الحدود

وعلى الرغم من بعض القصف المدفعي والغارات الاسرائيلية أمس، وشن “حزب الله” 4 عمليات استهدفت مواقع اسرائيلية، من الواضح أن هناك قراراً بخفض التصعيد في الجبهة اللبنانية، ولوحظ تراجع لتبادل إطلاق النار في الجنوب في الأسبوع الأخير، الى الحدود الدنيا، بحيث لم تُسجل على الضفة اللبنانية أو الاسرائيلية أي إصابات في صفوف مدنيين أو مقاتلين حتى يوم أمس مع مقتل عنصر من حركة “أمل” في غارة اسرائيلية على بلدة القنطرة، غير أن القصف الاسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، لم يتخط منطقة جنوب الليطاني، واعتمدت القوات الاسرائيلية بصورة أساسية على سلاح المدفعية، إلى جانب غارات جوية بوتيرة أقل مما شهدته الفترة الماضية، لكنها تستهدف منازل في غالبيتها خالية، وتدمرها، أما “حزب الله” الذي يعلن يومياً عن تنفيذ عمليات يتراوح عددها بين 4 و9، فيؤكد فيها أنه يستهدف مواقع عسكرية، وتموضعات وتجمعات لجنود، لكن الجانب الاسرائيلي لم يعلن عن أي قتيل أو إصابات.

ووفق مصادر ديبلوماسية أوروبية سربت لوسائل الاعلام، فإن خفض منسوب المواجهة في الأيام الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل على امتداد الجبهة الشمالية، بخلاف ما كانت عليه سابقاً، يعود إلى تجاوب كل من اسرائيل و الحزب مع الوساطة التي تولاها رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية نيكولا ليرنر، خلال زيارته إلى بيروت، والتي تخللها اجتماعه بمسؤول بارز في الحزب، في سياق اجتماعاته التي عقدها مع مسؤولين لبنانيين، سياسيين وأمنيين، تناولت بصورة أساسية مرحلة ما بعد التوصل إلى هدنة على الجبهة الغزاوية، في حال أن الوساطة الأميركية – المصرية – القطرية تكللت بالنجاح على أمل أن تنسحب على جنوب لبنان.

توسيع المنطقة العازلة

وخلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن أمس، استمع الأعضاء الـ15 إلى إحاطتين، الأولى من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا والثانية من وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، في شأن التقرير الأخير للأمين العام أنطونيو غوتيريش حول الجهود المتواصلة لتنفيذ القرار 1701، وتم البحث عن طريقة ما لتوسيع المنطقة العازلة بهدف حماية إسرائيل من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب اللبناني، وأن “تقوم القوات المسلحة اللبنانية بضبط الوضع الأمني في الجنوب، في استكمال للجهود التي تقوم بها منذ العام 2006″، وفق ما سربت مصادر ديبلوماسية لوسائل الإعلام.

واعتبر المجتمعون أنه يجب تهدئة الوضع ووقف الاستفزازات وهذا يستوجب تعزيز الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني مع القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان وتوفير الدعم اللازم وصولاً إلى هذه الغاية، وهذا لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال تفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية، وأبرزها حالياً انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة قادرة على القيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية وتعيد ثقة المؤسسات الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بلبنان. 

خامنئي يتبرأ من الجبهات

إلى ذلك، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن بلاده تدافع عن “المقاومة” وتساندها وتؤيدها حسب الإمكانات المتاحة لكن لا تتخذ قرارات بالنيابة عنها. ورأى أن دخول إسرائيل إلى غزة “أوقعها في مستنقع لا يمكنها الخروج منه وإذا خرجت فستخرج مهزومة”.

وأشاد في كلمة متلفزة بالعمليات التي تنفذها حركة “حماس” وفصائل “المقاومة” في العراق واليمن ولبنان والتي وصفها بأنها “كشفت عن قدراتها وأربكت أميركا”، منتقداً رد فعل الولايات المتحدة والعالم بشأن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.

وقال: “أميركا اتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم… العالم المتحضر لم يقف فقط مكتوف الأيدي بشأن غزة بل أرسل الأسلحة إلى إسرائيل”.

إسرائيل

وفيما أعلنت حركة “حماس” أن الرد الاسرائيلي على أحدث مقترح منها لوقف إطلاق النار في غزة جاء سلبياً، صعّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ملوحاً بأن الاستعدادات جارية لاجتياح رفح في جنوب قطاع غزة، غير أن هذا التحرك “سيستغرق بعض الوقت”.

وذكر نتنياهو في بيان أنه سيوافق قريباً على خطة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من مناطق القتال بعد أن منح الضوء الأخضر لخطط العمليات العسكرية في رفح.

شارك المقال