إسرائيل تضرب بعنف في سوريا وتتوعد بملاحقة “الحزب” بكل مكان

لبنان الكبير / مانشيت

بعد ضمانها الحصول على الأسلحة الاميركية، يبدو أن اسرائيل أخذت زخماً أكبر وبدأت تتجرأ أكثر على فرض معادلات جديدة، ليس في لبنان وحسب، بل في سوريا أيضاً، حيث أقدمت على شن هجوم عنيف على مدينة حلب أودى بحياة 44 شخصاً بين مدنيين وعسكريين، 6 منهم عناصر لـ “حزب الله”، بينما يؤكد وزير دفاعها التحول من الدفاع إلى الهجوم، وملاحقة عناصر الحزب في كل مكان. ولم يكد الحزب يلعق جراحه في سوريا، حتى تعرض الى ضربة دقيقة في بلدة أمينه العام البازورية، حيث أغار الطيران الحربي على سيارة، قتل فيها مسؤول ميداني كبير في الحزب.

وفيما التصعيد الأخير يثير المخاوف من الانزلاق نحو حرب شاملة، جددت الادارة الأميركية تأكيدها السعي الى عدم توسع الحرب، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع “البنتاغون” ان بلاده لا تريد أن يتوسع الصراع “ولا نريد صراعاً إقليمياً”. وفي السياق كشفت مصادر “حزب الله” لـ “لبنان الكبير” عن عدم وجود “نوايا لدى الطرفين بالتوسعة أكثر أو بضم معادلات مواجهة عسكرية جديدة إلى الحرب، ولا تزال المعارك في غالبيتها وبنسبة ٩٠ بالمئة في المناطق الحدودية بالمواجهات المباشرة مع تبادل ضرب بعض العمق من الجانبين، الحرب تدار في الجنوب تحت سقف عدم الانجرار إلى الحرب الشاملة، من الجهتين، على الرغم من أن نسبة التفاؤل بالاتفاق على هدنة تنسحب على لبنان تراجعت كثيراً”.

سوريا

أوقعت غارات جوية دموية قرب مطار حلب الدولي، فجر أمس الجمعة، 44 قتيلاً عسكرياً بينهم 7 من “حزب الله” ما لقي تنديداً قوياً من طهران التي اتهمت إسرائيل بالسعي إلى توسيع نطاق الأزمة في المنطقة.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن غارات إسرائيلية طالت مستودعاً للصواريخ لـ”حزب الله”، ويقع بالقرب منه مركز للتدريب في منطقة جبرين، قرب مطار حلب الدولي.

وأشار المرصد إلى أنّ القصف الجوي الاسرائيلي استهدف كذلك في مدينة السفيرة الواقعة جنوب شرقي مدينة حلب، “معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية”، مؤكداً أن هذا الهجوم يعد “الأعنف في الضربات الاسرائيلية على سوريا منذ 3 سنوات”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “إنّ ضربات جوية إسرائيلية، الجمعة، تسبّبت في سقوط قتلى وجرحى من مدنيين وعسكريين”. وأضاف المصدر أن القصف الاسرائيلي استهدف “عدداً من النقاط في ريف حلب”.

أما وزارة الدفاع السورية فأشارت إلى تزامن “العدوان الجوي الاسرائيلي على ريف حلب، ومحاولة الاعتداء بالطيران المسيَّر من الإرهابيين على المدنيين في مدينة حلب وهجوم مجموعات تابعة لتنظيم داعـش الارهابي على بعض مواقعنا في محيط تدمر”.

وسبق تلك التطورات بساعات قليلة هجوم آخر شنته إسرائيل على موقع في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. ووفق مصدر وقع “عدوان جوي من اتجاه الجولان السوري المحتل استهدف أحد المباني السكنية في ريف دمشق”، مساء الخميس، وأسفر عن مقتل مدنيين وبعض الخسائر المادية.

ايران وروسيا تدينان

وأدانت إيران تلك الضربات، ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، في تصريحات صحافية، أن الهجوم الاسرائيلي على حلب يشكل “تهديداً جاداً للسلام الاقليمي والدولي”.

كما عَدَّ الهجوم المذكور “محاولة بائسة من إسرائيل لتوسيع الأزمة في المنطقة للتعويض عن فشلها في غزة”، مطالباً بتحرك دولي لوقف ما سمّاها “المغامرة الخطيرة”.

وكذلك نددت روسيا بالضربات الاسرائيلية في سوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن “أعمالاً عدوانية مماثلة على سوريا، تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة هذا البلد وللمعايير الأساسية للقانون الدولي، وهي غير مقبولة على الاطلاق”.

وأكدت زاخاروفا أن هذه الأعمال قد تكون لها “تداعيات بالغة الخطورة في سياق تدهور كبير للوضع في منطقة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني”.

اغتيال قيادي كبير في الحزب

وما كاد “حزب الله” ينتهي من نعي عناصره الذين سقطوا في سوريا حتى شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على سيارة في بلدة البازروية مسقط رأس أمينه العام السيد حسن نصر الله. وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قتل الجمعة في غارة بجنوب لبنان علي عبد الحسن نعيم، الذي قال إنه نائب قائد وحدة الصواريخ في الحزب. وأشار في بيان، الى أن إحدى طائراته الحربية استهدفت منطقة البازورية في جنوب لبنان، وأن نعيم كان “قائداً في مجال الصواريخ وأحد قادة إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة”، ومسؤولاً عن تخطيط وشن هجمات ضد إسرائيل.

كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على منصة “إكس” إن نعيم هو “خبير كبير في التنظيم، خصوصاً في مجال القذائف الصاروخية، وكان يقود عمليات لإطلاق قذائف كبيرة الوزن، وكان يعمل لتخطيط وتفعيل اعتداءات ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، فيما لم يحدد الحزب أي رتبة لنعيم.

إلى ذلك، نقلت وسائل الاعلام عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قوله إن إسرائيل ستوسع الحملة ضد جماعة “حزب الله” اللبنانية وستلاحقها في كل مكان.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن غالانت قوله عقب تقويم للأوضاع على الجبهة الشمالية ان “الجيش سيوسع الحملة (ضد حزب الله) ويزيد من وتيرة الهجمات في الشمال”، في إشارة إلى غارات جوية ليل أول من أمس في سوريا.

أضاف: “إسرائيل تتحول من الدفاع في مواجهة حزب الله إلى ملاحقته، وسوف نصل إلى أي مكان تعمل فيه الجماعة، في بيروت ودمشق وفي أماكن أبعد”.

وفيما استمر القصف الإسرائيلي المتقطع على بلدات جنوبية عدة، أعلن “حزب الله” بعد ساعات قليلة من استهداف البازورية، عن تنفيذه عمليتين، الأولى استهدفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا، ليعود بعدها ويعلن في بيانين منفصلين عن تنفيذه عمليتين، الأولى استهدفت ثكنة برانيت والثانية تجمعاً لجنود إسرائيليين في قلعة هونين، وذلك “في إطار الرد على اعتداءات العدو الاسرائيلي في دمشق وحلب”.

شارك المقال