باسيل يتنمر على نصر الله… رفض لبناني لـ “وحدة الساحات”

لبنان الكبير / مانشيت

على الرغم من أن خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله كان هادئاً نسبياً، بل اعتبره البعض في السياق العام الذي انتهجه منذ بدء الحرب، إلا أن كل ذلك لم يمنع “حليفه” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من شن هجوم عليه، واصفاً اياه بـ “الواهم”، ما يؤشر الى رفض لبناني لخطاب نصر الله، إذ ان الحلفاء حتى لم “يبلعوه”، بعد كل الدمار الذي يحصل في الجنوب، لا سيما التصعيد في اليومين الأخيرين الذي أودى بحياة 7 عناصر من “حزب الله” و”أمل”، واستهداف قلعة الشقيف التي يحتمي بمنشآتها مهجرون من القرى الحدودية، وقد بدأ التململ حتى داخل البيئة الشيعية، التي أصبحت تشعر أنها في حالة تلقي الضربات من أجل حرب لا أفق لها، وأنها تدفع مع اللبنانيين ثمن خطاب “وحدة الساحات”.

إلى ذلك، يبدو أن الروح بعثت مجدداً في المفاوضات التي تجري في الدوحة، ويتوجه وفد من “حماس” اليوم الى القاهرة استجابة لدعوة مصرية لبحث تطورات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على اسرائيل من أجل وقف الحرب، وإثر ضغوط تمارس على الرئيس جو بايدن من داخل حزبه، ما أدى الى التهديد بربط السياسة الأميركية تجاه الكيان العبري بالأداء في ما بقي من غزة.

الميدان

بعد عمليات اغتيال عناصر “أمل” و”حزب الله”، بدأت اسرائيل تصعيدها أمس باستهداف أرنون وقلعة الشقيف، وكأنها تحاول القضاء على كل معلم في الجنوب، بل حتى أنها تلاحق من هجرتهم من القرى الحدودية لتهجيرهم من كل الجنوب، بحيث وقعت الغارة بالقرب من منشأة سياحية لجأ إليها عدد من عائلات هذه القرى. وفي روتينه اليومي الاعتيادي، شن الطيران الحربي غارات على قرى حدودية عدة، فيما أعلن “حزب الله” استهداف مواقع وثكنات عدة هي: الجرداح، العاصي، ثكنة زبدين، رويسات العلم، مربض الزاغورة، ثكنة شوميرا، ثكنة شتولا، جل العلام، شلومي، المالكية وراميا.

باسيل يهاجم نصر الله

شنّ رئيس “التيار الوطني الحر” هجوماً على نصر الله بعد خطاب “يوم القدس” أول من أمس، معتبراً أن “من يعدّ أنه يستطيع أن يتحكم بالمواطنين وفي الوقت نفسه يريد الفوز على إسرائيل فهو واهم”.

وقال باسيل، في إفطار في جبيل بعد ساعات قليلة من خطاب نصر الله: “نحن لسنا مضطرين إلى أن نبقى مرتبطين بالحرب في غزة، ولا ندرك متى تنتهي، ولا ما هي انعكاساتها ونتائجها على لبنان”، مضيفاً: “أتفهم أن نقوم بالحرب لصالح لبنان، ولكن أن نقوم بحروب ليست لصالح لبنان فهذا ما لا يمكن أن أتفهمه”.

الرد الايراني

وفيما يترقب العالم الرد الايراني على الهجوم على قنصلية إيران في دمشق، وصف رئيس أركان الجيش الايراني محمد باقري هذا الهجوم بأنه “خطوة مجنونة، وواشنطن شريكة فيها”.

وأكد باقري في كلمة خلال تشييع جنازة القيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، أن عملية الانتقام لمقتله “ستكون في الوقت والمكان المناسبين، وستجعل (العدو) يندم على فعلته”، مشدداً على أن “طريقة الانتقام نحن من يحددها”.

وأضاف: “فلتعلم إسرائيل أن عمرها قد انتهى، وأن زوالها واضمحلالها بات قريباً”.

مفاوضات وقف النار

أعلنت حركة “حماس” أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية سيتوجه إلى القاهرة اليوم الأحد من أجل محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشارت الحركة في بيان الى أن توجه الوفد إلى القاهرة يأتي تلبية لدعوة من مصر التي تضطلع بدور وساطة.

وكررت “حماس” مطالبها التي جاءت في مقترح في 14 آذار قبيل قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي تم إقراره في 25 آذار.

وأوضح البيان أن المطالب تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل “جدية” للمعتقلين الفلسطينيين والرهائن الاسرائيليين المحتجزين في غزة.

ضغوط على بايدن

إلى ذلك، يتعرض الرئيس الأميركي لضغوط كبيرة من الجناح اليساري في حزبه لبذل جهود أكبر لمعالجة الكارثة الانسانية التي حاقت بالمدنيين الفلسطينيين بسبب الهجمات الاسرائيلية.

وقال السيناتور الديموقراطي كريس فان هولين لـ “رويترز”: “يجب ألا يكون هناك تصريح مطلق. يجب ألا يكون لدينا نمط تتجاهل فيه حكومة نتنياهو رئيس الولايات المتحدة ونكتفي بأن نرسل مزيداً من القنابل التي تزن ألفي رطل”.

ورأى فان هولين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن بايدن يجب أن يتحدث بمزيد من “الصراحة علانية” عما تتوقعه الولايات المتحدة من الحملة الاسرائيلية في غزة، وأن يتبع نهجاً جديداً في مجلس الأمن بدلاً من مجرد عرقلة القرارات التي تنتقد إسرائيل.

وعبّر سياسيون آخرون يساريو الميول عن شكاوى مماثلة، إذ قال بيرني ساندرز، السيناتور المستقل الذي يتحالف مع الديموقراطيين، في برنامج “بود سيف أميركا” وهو بث صوتي “بودكاست” واسع الانتشار على الانترنت يوم الخميس: “في أحد الأيام يكون الرئيس غاضباً من نتنياهو، وفي اليوم التالي يكون غاضباً جداً، وفي اليوم الذي يليه يكون غاضباً جداً جداً. فماذا إذن؟ وفي الوقت نفسه، هناك دعم لمزيد من المساعدات العسكرية (لإسرائيل) في مشروع قانون تكميلي”.

وأضاف ساندرز: “لا يمكن الاستمرار في الحديث عن مخاوفك عن وضع إنساني في غزة، ثم تعطي نتنياهو 10 مليارات دولار أخرى، أو مزيداً من القنابل. لا يمكن فعل ذلك. هذا نفاق”.

وشدد السيناتور الديموقراطي كريس ميرفي على وجوب التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور. وقال لقناة “إم.إس.إن.بي.سي” الجمعة: “لا أعتقد أن فتح معبر جديد إلى غزة يكفي”.

شارك المقال