صرخة سكان رفح: إلى أين نذهب؟

لبنان الكبير

أعرب المدنيون الفلطسينيون في رفح في جنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد اليوم الاثنين بعدما باشر الجيش الإسرائيلي المصر على شن هجوم كبير على مدينة رفح، “عملية محدودة النطاق” تهدف إلى إجلاء أكثر من مئة ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه طلب من سكان شرق رفح المغادرة. وجاء في منشور باللغة العربية ألقي صباح الاثنين في الأحياء الشرقية للمدينة: “الى كل السكان والنازحين، الجيش الاسرائيلي يعمل بقوة ضد التنظيمات الارهابية، من أجل سلامتكم يجب الاخلاء الفوري الى المنطقة الإنسانية بالمواصي”. وشدد على أن أي شخص يبقى “في المنطقة يعرض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر”.

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في غزة لوكالة “فرانس برس”: “فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خصوصاً بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها والتي يتواجد فيها حالياً 250 ألف نسمة”.

في المقابل، قدر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين بـ “نحو 100 ألف” شخص.

ويقيم نحو 1,2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهناً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

“أين نذهب؟”

ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بتوضيب مقتيناتهم استعداداً للانتقال.

وتساءل عبد الرحمن أبو جزر (36 عاماً) “إلى اين يمكن أن نذهب؟ لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين وأيضاً لا مدارس فيها لاستيعاب آلاف المواطنين. انا وعائلتي 13 شخصاً”.

وأضاف: “زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضاً ضمن منطقة الاخلاء، فكيف سنتصرف معها؟ خصوصاً أن لا مستشفيات في المواصي وبعيدة عن أي خدمات، هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لانقاذها؟”.

وقال المحامي محمد النجار (23عاماً ): “كل المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية دخول الجيش الاسرائيلي الى المدينة، وعدم معرفتهم الى أين سيذهبون، خصوصاً أن القطاع قد استنفذت منه جميع مناحي الحياة ومعالمها”.

وأكد “كان لدينا بصيص من الأمل بأن تنجح المفاوضات ويتم وقف لاطلاق النار”، لكن الآن “الناس في حالة تخبط.. هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم وعندها ستحصل مجازر وابادة حقيقية؟”.

وأوضح أن المنطقة التي حددها الجيش الاسرائيلي “مكتظة بالسكان أصلاً ولا أماكن فيها لوضع الخيم”، مشدداً على أن “الناس لا يثقون بما يقوله الجيش بأنها منطقة آمنة فلا منطقة آمنة في قطاع غزة من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه طالما أن هناك احتلالاً”.

وأشار الجيش الاسرائيلي الى أن العملية “تأتي في إطار خططنا تفكيك حركة حماس. وقد كان تذكير عنيف بوجودهم وقدراتهم العملاتية في رفح أمس”. كما أعلن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين في هجوم صاروخي عند معبر كرم أبو سالم مع غزة، لافتاً الى أن الصواريخ أطلقت من منطقة محاذية رفح.

“لا خطة إنسانية موثوقة”

وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح. وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة “أوكسفام” في الأراضي الفلطسينية: “من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال وقع هجوم على رفح”.

وأكدت “لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحصل”، سائلة “إلى أين سيذهب النازحون الفلسطينيون فيما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟”.

شارك المقال