جبهات الممانعة صامتة… نتنياهو يحصد مكاسب “الوعد الايراني”

لبنان الكبير / مانشيت

تراجعت درجة التوتر الاقليمي بنسبة كبيرة على كل الجبهات المعادية لاسرائيل، التي انشغلت بجني المكاسب بعد هجوم “الوعد الصادق” من إيران ضدها، اذ رسمت صواريخها ومسيراتها ميزان قوة رسّخه رد إسرائيلي دوزنه المايسترو العالمي، أميركا، لتمشي الأمور بعده لمصلحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

لا تصعيد حوثياً في البحر الأحمر. لا صواريخ باتجاه ايلات. لا استهدافات باتجاه اسرائيل من العراق ولا من سوريا ولا من لبنان. وفجأة اختفت تقريباً مواقف التنديد الغربي والأوروبي بما يجري في غزة، وتراجعت أخبار معاناة الغزيين. وانشغل نتنياهو، الذي كاد أن يصبح قبل “الوعد الصادق” الايراني “منبوذ العالم” بجني المكاسب: ارتفعت شعبيته بنسبة كبيرة داخل إسرائيل، وحصل جيشه على وعود من ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأسلحة بمليار دولار.

كسب نتنياهو بعد “الوعد الايراني” هجمة” عين أميركية شرسة جندت كل الأسلحة الديبلوماسية لمنع مصادقة مجلس الأمن على فلسطين دولة كاملة في الأمم المتحدة.

كسب نتنياهو حرية الضرب الموضعي حيث يرى مناسباً: في الضفة الغربية التي يشن فيها جيشه عملية على نمط غزة، مستهدفاً مخيم “عين الشمس”؛ وفي لبنان مستهدفاً “حزب الله” موقعاً ثلاثة قتلى في صفوفه.

ومساء أمس، حصل نتنياهو على “الجائزة الكبرى” مع موافقة مجلس النواب الأميركي على حزمة بقيمة 95 مليار دولار من المساعدات الخارجية، حصة اسرائيل منها 26.4 مليار دولار.

وأقر مجلس النواب مشاريع القوانين الخاصة بهذه المساعدات على الرغم من تهديد اليمين المتطرف بإطاحة رئيس مجلس النواب مايك جونسون الجمهوري، إذا قدم مساعدات لأوكرانيا.

نتنياهو كتب على منصة “اكس”: “الكونغرس الأميركي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدراً جداً، يعكس دعماً ثنائياً قوياً لاسرائيل ويدافع عن الحضارة الغربية. شكراً لأصدقائنا، شكراً لأميركا”.

ايران واسرائيل

قلّل وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الأميركية، من شأن الهجوم الذي وقع فجر الجمعة في وسط البلاد. واعتبر أن “ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوماً”، مضيفاً أنّ الأمر كان عبارة عن “طائرتين أو ثلاث طائرات بدون طيار، تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران”. وقال: “طالما أنّه لا توجد مغامرة جديدة (هجوم عسكري) باسم النظام الاسرائيلي ضدّ مصالح إيران، فلن نرد”.

وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف اسمه قوله إنّ هدف إسرائيل من الهجوم هو أن تظهر لإيران أنّها قادرة على توجيه ضربة لها في الداخل. فيما أكد مسؤول كبير في الكونغرس الأميركي تنفيذ هجوم إسرائيلي في إيران.

ويبدو أن الضربة المنسوبة إلى إسرائيل تجنبت استهداف مواقع نووية إيرانية، ولو أنها حملت رسالة واضحة، إذ تؤوي المحافظة منشأة نطنز للتخصيب التي تعتبر محورية في البرنامج النووي الإيراني.

“الاليزيه” بعد زيارة ميقاتي

في الغضون، جدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس في بيان صادر عن قصر الاليزيه، حول زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، التزام بلاده دعم لبنان وبذل الممكن لمنع تصاعد العنف مع اسرائيل وتزويد القوات المسلحة بالدعم.

وأشار البيان الى أن ماكرون “مخلصاً للصداقة التاريخية التي تربط فرنسا بلبنان وكذلك الالتزامات التي قطعها تجاه اللبنانيين، يواصل العمل من أجل استقرار لبنان بطريقة تحميه من المخاطر المرتبطة بتصعيد التوترات في الشرق الاوسط”، مجدداً تأكيده “التزام فرنسا ببذل كل ما في وسعها لمنع تصاعد العنف بين لبنان واسرائيل وفقاً للقرار ١٧٠١، والالتزام بقوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان”، مشدداً على مسؤولية الجميع تجاهها حتى تتمكن من ممارسة مسؤوليتها بالكامل.

كما أعلن عن “تصميمه على الاستمرار في تزويد القوات المسلحة اللبنانية بالدعم الذي تحتاجه”، لافتاً الى أن “فرنسا ستعمل في هذا الاتجاه مع جميع أولئك المستعدين لتقديم المزيد من الالتزام، ولا سيما شركاؤها الأوروبيون بعد استنتاجات المجلس الأوروبي الاستثنائي في ١٧ و١٨ نيسان الحالي”.

ودعا ماكرون السياسيين اللبنانيين الى ايجاد مخرج للأزمة المؤسساتية التي تعصف بلبنان، موضحاً أنه “عهد الى مبعوثه الشخصي جان ايف لودريان مواصلة جهوده لتحقيق هذه الغاية، بالتعاون مع المجتمع المدني والمسؤولين اللبنانيين، وبالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين”.

وكان ماكرون استقبل الجمعة الى الرئيس ميقاتي، قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما تحدث عبر الهاتف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

دعم فرنسي للجيش

واستقبل رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد قائد الجيش ورئيس أركان الدفاع الايطالي الأدميرال جوزيبي كاڤو دراغوني، وتناول اللقاء، بحسب بيان مشترك وزعته السفارة الفرنسية التوترات الاقليمية التي تواجه لبنان، وتم التاكيد على أهمية العمل الجماعي بهدف وقف التصعيد على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل وفقاً لما جاء في القرار 1701، وعلى الدور الأساسي لـ “اليونيفيل” باعتبارها عاملاً للسلام والأمن وحماية المدنيين في المنطقة، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني السيد على كل أراضيه، وكذلك على دعم الجيش اللبناني الضامن للاستقرار الوطني، وعلى التزام فرنسا وإيطاليا باستقرار لبنان وسيادته التي تبقى أولوية.

الميدان الجنوبي

شهد الأسبوع الحالي تصعيداً في وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين اسرائيل و”حزب الله” بعد توتر شهدته المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي، وقتل ثلاثة عناصر من “حزب الله” امس في غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً كانوا داخله في بلدة الجبين جنوب لبنان، نعاهم الحزب لاحقاً.

وفي اطار تكثيف وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية خلال الأسبوع الحالي، أعلن الحزب في بيانين منفصلين استهدافه “مبنيين يستخدمهما جنود العدو” في كل من شلومي والمطلة في شمال إسرائيل “بالأسلحة المناسبة” وذلك “رداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة” وآخرها في عيتا الشعب وكفركلا والجبين.

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في وقت سابق أن طائراته نفذت ضربات على بنى تحتية للحزب في كل من عيتا الشعب وكفركلا.

تصعيد في الضفة

الى ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي عمليات المداهمة والتوغل في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلن أنّ قواته قتلت خلال مواجهات عشرة ناشطين فلسطينيين واعتقلت ثمانية آخرين، في مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم. وبدأ الجيش عملياته في نور شمس قبل “أكثر من أربعين ساعة”.

وأفاد الجيش بأنّه ضرب عشرات الأهداف بما في ذلك “قاعدة إطلاق (صواريخ) في بيت حانون” شمال غزة، “بعد وقت قصير على اعتراض صاروخ في محيط مدينة سديروت” الاسرائيلية.

وقتلت غارة إسرائيلية في رفح جنوب القطاع، تسعة أفراد من عائلة واحدة هم ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد و16 عاماً، وامرأتان ورجل.

شارك المقال