تغيير نوعية الاشتباك جنوباً… ولا خرق رئاسياً قبل “تسوية كبرى”

لبنان الكبير / مانشيت

التصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية منذ قصف اسرائيل القنصلية الايرانية في دمشق شهد تطورات نوعية أمس، بحيث يبدو أنها تلاحق مهندسي “حزب الله” بعد إسقاطه مسيراتها لتظهر قدرة استخباراتية عالية، فيما يرد الحزب باستهداف مناطق لم يستهدفها سابقاً، كقواعد عسكرية وليس أماكن مفتوحة في استعراض لقدراته الاستخباراتية أيضاً. ويأتي هذا التصعيد على وقع احياء فرنسا مبادرتها بشأن التهدئة على الحدود ولكن مع بعض التعديلات صرفت النظر عن فكرة المناطق العازلة وركزت على تعبير “إعادة التموضع” لتعطي الجيش اللبناني مهمة أوسع في الجنوب، حسب ما علم “لبنان الكبير”.

أما في الملف الرئاسي، فعبّر مصدر حكومي عن تشاؤمه حياله، معتبراً في حديث لـ “لبنان الكبير” أن المسار الحالي لا يوحي بأي خرق في هذا الملف خصوصاً أن “حزب الله” لم يقدم أي مؤشر يوحي بامكان التراجع عن مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية.

وسأل المصدر: “ما المقابل الذي يمكن تقديمه الى حزب الله من أجل تراجعه عن فرنجية؟ وأي مقابل يعني تسوية كبرى لا مؤشرات لها في المرحلة الحالية”، لكنه ختم قائلاً: “في السياسة اللبنانية كل المعجزات ممكنة”.

لا زيارة لهوكشتاين

وفيما تم التدوال بمعلومات عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، الا أن مصادر مطلعة نفت لـ “لبنان الكبير” هذه المعلومات، مستندةً الى أن لا مواعيد محددة مسبقاً ولا اتصالات بشأن ذلك.

الميدان إلى تصعيد

خلافاً للمرات السابقة التي أسقط فيها “حزب الله” مسيرات إسرائيلية فاستهدفت انتقاماً منطقة بعلبك ومحيطها، قررت اسرائيل الرد عبر ملاحقة قياديي الحزب ومهندسيه، فاغتالت قيادياً في قوة “الرضوان” مساء الأحد في بلدة صريفا، ليستهدف الحزب إثرها مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في ‏قاعدة عين زيتيم في صفد بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وهي المرة الثانية التي تستهدف القاعدة التي تبعد ١١ كيلومتراً عن الحدود، ولكنها المرة الأولى التي يتبنى فيها الحزب العملية.

وإزاء هذه التطورات، اغتالت مسيرات إسرائيلية مهندساً لبنانياً، في منطقة عدلون، وهي المرة الأولى التي تلاحق فيها قيادياً للحزب إلى هذه المنطقة، حيث جرى استهداف سيارتين كانتا تسيران على أوتوستراد عدلون بصاروخين.

ولم تمضِ بضع ساعات على الاغتيال، حتى أعلن “حزب الله” أنه نفذ هجوماً جوياً مركباً بمسيرات إشغالية ‏وأخرى إنقضاضية إستهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال ‏مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة. وانتشرت مقاطع فيديو للاسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الانفجارات في المنطقة المستهدفة، بالاضافة إلى فشل الصواريخ الاعتراضية في التصدي للمسيرات.

على الأثر قصف الجيش الاسرائيلي منزلاً في بلدة حانين بمحافظة النبطية ودمره بالكامل، ما أدى الى مقتل مدنيتين إحداهما طفلة، بالاضافة إلى اصابة عدد من الأشخاص تم نقلهم إلى المستشفيات في الجنوب.

“الخماسية” تنهي جولتها

محلياً، حلّ سفراء “الخماسية” في عين التينة في ختام آخر جولة أجروها، وقال السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء: “في الحقيقة اليوم كان إجتماعاً مطولاً وتفصيلياً مع دولة الرئيس وكما تعلمون جميعاً، نحن خلال الفترة الماضية كانت لدينا جولة على الكتل السياسية كافة إستمعنا منها الى آرائها وتقديماتها، وأيضاً كان لديها العديد من الاستفسارات والايضاحات التي تساعد في أن تكون الصورة مكتملة وتجعلنا نذهب الى الأمام، وهذا هو الهدف من لقائنا مع دولة الرئيس. قمنا بإطلاعه على نتائج جولتنا وطرحنا عليه عدداً من الاستفسارات وإستشرناه في بعض الأمور التي تحتاج الى إيضاحات، وفي الحقيقة دولته كما العادة فعلاً لديه إجابات عن هذه الأمور وأتصور أنها سوف تساعدنا كثيراً في الفترة القادمة عندما نتواصل مرة أخرى مع الكتل السياسية التي كانت لديها هذه الاستفسارات، لكن اللقاء عموماً كان إيجابياً وخطوة جديدة ومهمة ممكن أن نبني عليها من أجل مزيد من الخطوات إبتداءً بإنتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن”.

النزوح السوري

وعلى صعيد ملف النزوح السوري، قال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري بعد اجتماع وزاري أمني قضائي لبحث ملف السجناء والمحكومين السوريين: “الموضوع يتطلب التواصل مع السلطات السورية ونأمل أن نتوصل الى نتيجة لنخفف من زحمة السجناء داخل السجون اللبنانية، لأن الجميع يعرفون أن هناك جرائم كبيرة جداً، لذلك علينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكان تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل أن ينتهي الموضوع الى ايجابيات”.

شارك المقال