زنار نار في الجنوب وعين اسرائيل على بيروت

لبنان الكبير / مانشيت

دخلت الحرب أمس يومها الـ ٢٠٠ بحديث اسرائيلي عن ضوء أخضر أميركي لاجتياح رفح على الرغم من نفي الادارة الأميركية ذلك، وتصعيد كبير في جنوب لبنان حيث شنت اسرائيل غارات تشبه بداية الحرب في غزة عبر خلق أحزمة نارية. هكذا كان المشهد جنوباً ظهر أمس، في وقت أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من قيادة الشمال لجيشه أن المرحلة المقبلة حاسمة، وحذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف من أن احتمال التصعيد بين “حزب الله” واسرائيل حاد جداً.

من الجبهة الحدودية إلى الجبهات الداخلية، حيث ينشغل لبنان اليوم بالجلسة النيابية التشريعية، التي سيطرح فيها التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وسط رفض ومقاطعة من المعارضة، بينما تعتبر قوى الثامن من آذار أن الوضع الأمني نتيجة الحرب ليس مناسباً لاجراء هذه الانتخابات. ويتوقع أن يمر التمديد اليوم على الرغم من المعارضة الشديدة.

الميدان

قصف عنيف تعرضت له القرى الحدودية جنوب لبنان، وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام” فان “إسرائيل نفذت حزاماً نارياً قرب عيتا الشعب وعدد من القرى المحيطة بها”، في تطور يشبه استراتيجية القصف في غزة، وذلك عبر تنفيذها نحو ١٧ غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلة وردة، وهي مساحة لا تتخطى الكيلومتر الواحد.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه شنّ “هجوماً واسع النطاق طال نحو 40 هدفاً تابعاً لحزب الله في محيط عيتا الشعب في جنوب لبنان من خلال طائرات حربية وقصف مدفعي”، مشيراً إلى أنه هاجم “مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها”.

وجاءت الضربات بعدما أعلن “حزب الله” إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستعمرة شوميرا في شمال إسرائيل واستهدافه مبنى فيه جنود إسرائيليون في مستعمرة أفيفيم، وتجمعاً لجنود إسرائيليين في ‏حرش نطوعة وموقع الراهب، واستمر القصف المتبادل طوال يوم أمس.

احصاءات ٢٠٠ يوم

وفي اليوم الـ ٢٠٠ للحرب، نشر “حزب الله” أرقاماً حول “خسائر إسرائيل”، معلناً سقوط أكثر من ألفي شخص بين قتيل وجريح، وأنه نفذ 1650 عملية عسكرية، تتوزع بصورة أساسية بين 186 مستوطنة و176 نقطة حدودية و51 استهدافاً جوياً و55 موقعاً خلفياً. ولفت إلى أن القصف أدى الى تدمير 722 وحدة استيطانية وإسقاط خمس مسيّرات و5 منصات للقبة الحديدية ومصنعين عسكريين، إضافة إلى 192 آلية عسكرية.

في المقابل، نشرت وزارة الصحة أول احصائية رسمية حول عدد القتلى والجرحى، معلنة عن مقتل 344 شخصاً وإصابة 1359 آخرين.

أما بالأرقام غير الرسمية فتشير التقديرات إلى تدمير أكثر من 1200 وحدة سكنية وتضرر أكثر من 5 آلاف وحدة بصورة جزئية، وسُجّل نزوح أكثر من 100 ألف مواطن جنوبي.

غالانت

في هذه الأثناء، زار وزير الدفاع الاسرائيلي قيادة المنطقة الشمالية، ونشر الاعلام الاسرائيلي صورة له الى جانب قائد المنطقة الشمالية وهو يتفحص خريطة لبنان، وأفاد الاعلام بأنه يشير الى بيروت في هذه الصورة. وقال غالانت في تصريح: “نحن نتعامل مع عدة بدائل حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم. على الصعيد العملياتي الفترة المقبلة ستكون حاسمة”.

تحذير ميركي

وسط التصعيد المستجد، أكّدت مساعدة وزير الخارجية الأميركيّ لشؤون الشرق الأدنى أنّ احتمال التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل حاد. ولفتت الى أنّ بلادها حذّرت إسرائيل في ما يتعلق بطريقة ردّها على الهجمات، التي بدأها “حزب الله”.

وأوضحت ليف في تصريح لها، أنّ واشنطن استخدمت عدداً من القنوات وساعدت شركاءها في استخدام قنواتهم، المباشرة أو غير المباشرة مع “حزب الله”، للتحذير من الدخول في المعركة ومن اتساع الصراع.

اجتياح رفح

الى ذلك، زعمت مصادر في القيادة الاسرائيلية أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لاجتياح رفح، ولكن بصورة محدودة. وقالت المصادر إن واشنطن التي اطلعت على أربع خطط لاحتلال رفح، لا تزال تشكك في قدرة الجيش الاسرائيلي على ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين خلال هذا الاجتياح، وقد اعترضت على الخطط الأربع وتنتظر تقديم خطة جديدة. الخطة الأخيرة تتحدث عن تقسيم رفح إلى أربعة أقسام، ينفذ احتلالها مربعاً تلو الآخر. فإذا فشلت في حماية المدنيين، توقف العملية وإن نجحت تواصل نحو المربع التالي.

جلسة التمديد

أما داخلياً، فالحدث هو الجلسة النيابية التي ستطرح التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، الأمر الذي ترفضه المعارضة. وعقد تكتل “الجمهورية القوية” مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب، تناول الانتخابات البلدية والأوضاع الراهنة. وأوضح النائب جورج عقيص باسم التكتل أن “التمديد للبلديات هو المسمار الثالث في نعش الديموقراطية، اذ ان حالة الحرب التي يعيشها أهلنا في الجنوب لا يجب أن تشكل حائلاً دون ممارسة اللبنانيين حقهم الانتخابي، وكان حرياً بالحكومة أن تجري الانتخابات في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية وأن تؤجلها في مناطق الجنوب”.

وقال عقيص: “نحذر، من البرلمان، الأكثرية النيابية المتأهبة للتمديد من مغبة التعديات على الدستور، ونهيب بالنواب المترددين الانضمام الينا ومقاطعة الجلسة. وفي حال أقر القانون سنتعامل معه كقانون غير دستوري وسنطعن به”. وذكر بأنه “التمديد الثالث، ولكلّ تمديد حججه الواهية. والتمديد يحصل على الرغم من إعلان وزير الداخلية القدرة على إجرائها”.

شارك المقال