المبادرة الفرنسية جاهزة… ينقصها مليار دولار وقبول “الحزب” ورضا أميركا

لبنان الكبير / مانشيت

الحدث الأساس في لبنان خلال هذه الفترة هو الورقة الفرنسية المعدلة، والتي ستكون أسس بنودها الشرعية اللبنانية المتمثلة بالجيش اللبناني، وما يحتاج اليه من دعم لتنفيذ المقترحات الفرنسية، ويبقى فقط أن يقبل بها “حزب الله” لتأخذ مسار التنفيذ، وبالتأكيد تحتاج إلى الرضا الأميركي.

وفي هذا السياق، علم “لبنان الكبير” أن الطرح الفرنسي وضع ملاحظاته وتعديلاته عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في باريس، بعدها جهزت فرنسا الورقة بناء على هذه التعديلات وأرسلتها الى اسرائيل، التي وضعت تعديلاتها، وبعدها سلمتها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتزامناً مع هذا التواصل المرتبط بالنقاط السياسية، كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى فرنسا مرتبطة بالشق التقني – العسكري لوضع الجيش وللتطورات في الجنوب، وأفادت المعلومات بأن فرنسا طرحت دعم الجيش بالمزيد من عديده للانتشار في جنوب الليطاني ومناطق أخرى، خصوصاً أن العماد عون تحدث عن مسؤوليات ترتبط بمحاربة الارهاب وضبط الحدود وضبط وضع اللاجئين، والوضع الداخلي، ومعها حكماً ما يجري في الجنوب. ويتحدث الطرح التقني عن تعزيز وضع الجيش جنوب الليطاني عبر زيادة عدد المراكز وزيادة العديد، ويوجد حالياً هناك نحو ٤ آلاف عسكري، بينما تحتاج المنطقة الحدودية إلى نحو ١٠ آلاف جندي ومراكز أخرى. وتحدثت فرنسا عن بذل جهدها لتأمين الدعم المطلوب الذي يوازي نحو مليار دولار، واقترحت تحضير مؤتمر داعم للجيش تكون شريكة في الجزء الأكبر منه، مع الدول المهتمة بشأن لبنان. ونجح عون في وضع خطة تمكّن الجيش اللبناني من الانتشار في مناطق عديدة في الجنوب حيث يشكّل الضمانة لوجود الدولة فيها.

ووفق المعلومات، هناك اقتراحات لاجراء بعض التعديلات العسكرية في المنطقة خصوصاً التي ترتبط بـ “حزب الله”، كجمعية “أخضر بلا حدود” التي يستغلها الحزب لأعماله، بالاضافة إلى وقف كل أعمال الرماية والرمي والعروض العسكرية في هذه البقعة ونقلها إلى مناطق أخرى، سعياً الى ضبط الوضع على الحدود، وتوازيها حالة شبيهة عند اسرائيل، تتمثل في دم استفزاز لبنان، وعدم المساس بسيادته، وعدم خرق الـ ١٧٠١. ويتزامن الحديث أيضاً مع ترسيم الحدود البرية في مرحلة مقبلة ليتمكن الجيش اللبناني من التواجد في الجبهة الأمامية لمساعدة قوات “اليونيفيل” لما يصب في مصلحة الدفاع عن سيادة لبنان.

إلى ذلك، رأت مصادر عسكرية أن الوضع في جنوب لبنان يشهد تصعيداً لا يمكن معرفة سقوفه، لكن الأكيد أن “حزب الله” نقل الى الأطراف الداخلية أنه لا يريد حرباً، ليبقى الخطر قائماً من جهة اسرائيل خصوصاً أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم ورقتي رفح وشمال اسرائيل للضغط على المجتمع الدولي، ولا سيما بعد أن خطف بعض الدعم على خلفية الضربة الايرانية والرد الاسرائيلي الأخير.

أما على صعيد “حزب الله” فهو يطلق التصريحات تزامناً مع الحركة الفرنسية، ليعيد ربط جبهة لبنان بغزة. وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل، فالبحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، وما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الاسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا، ولذلك من يريد إيجاد الحلول، عليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة، وأما كيف يكون عليه الجنوب بعد وقف العدوان، فهذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضاً عدم المس بسيادتنا الوطنية”.

أما بالنسبة الى المشهد الذي شهدته منطقة عكار، فأكدت معلومات “لبنان الكبير” أن الجيش تعاطى مع الموضع بكثير من الحكمة، وتواصل مع “الجماعة الاسلامية” التي أكدت أن لا علاقة لها بالأمر. وفضّل الجيش معالجة الأمر بهدوء وعدم توتير المنطقة، خصوصاً في ظل وجود مدنيين كانوا داعمين للمسلحين، ولكنه حصل على ضمانة بعدم ظهور مشاهد عسكرية جديدة مخالفة للشرعية.

شارك المقال