أشار النائب العام البطريركي المطران سمير مظلوم، في حديث لـ”لبنان الكبير”، الى أن “الكل يعرف ماذا يريد البطريرك، والكل يعلم ما هي حاجة البلد، واذا استمر الانقسام والتشبث بالآراء، والنوايا غير الصافية، فكل الدعوات لن تكون لها نتيجة، ولن تنفع”، مشدداً على أن “البطريرك عندما يلمس حسن نية عند الجميع والاستعداد للحوار الجدي والنقاش الجدي، وأن هناك نوايا صافية، وارادة حقيقية وقناعة ثابتة بين النواب والمسؤولين، بضرورة إيجاد حلّ للشغور، يدعو الى الحوار، وغير ذلك، لا لزوم للدعوات التي لن تؤدي الى نتيجة لأنه يكون كل طرف يتحاور مع نفسه”.
وقال: “هل الكتل النيابية بمختلف انتماءاتها على استعداد لتلبية الدعوة الى الحوار؟ البطريرك الراعي يدرس كل الخيارات، لكن لتكون الدعوة بهدف نقل المسؤولية من مكان الى مكان آخر من دون استعداد لدى النواب للتعاون في ما بينهم للوصول الى حل، فالبطريرك لن يقوم بالعجائب. هو يسعى الى اخراج لبنان من محنته، والى انتخاب رئيس للجمهورية، لكن اذا استمرت النوايا غير صافية، وتطغى سياسة الرفض لأي حل موجود، ماذا تنفع دعوة بكركي الى الحوار؟”.
وأكد أن “البطريرك الراعي يحاول ويجرّب ويتابع، ولن يتوقف عن التواصل والاتصال بالجميع على أمل أن يستيقظ الضمير لدى المسؤولين والنواب الذين انتخبوا ليقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم. البطريرك لن يتراجع عن المطالبة بانتخاب الرئيس وتسوية أوضاع البلد لأنه يرى أن لا مستقبل للبنان من دون العودة الصحيحة الى الدولة بكل مؤسساتها التي وحدها تستطيع حماية البلد وأهله. علينا أن نرى مقدار التجاوب مع مساعي البطريرك ومقدار تجاوب النواب خصوصاً مع مسؤولياتهم”.
وذكّر مظلوم بأن “البطريرك أوفد المطارنة الى المسؤولين في السابق، وليس هناك من قرار في وقف هذه الخطوة في الوقت الحالي، ويريد الانفتاح على الجميع، والاستمرار في المحاولة عله يصل الى نتيجة”، لافتاً الى أن “اللقاء الروحي بين مختلف رجال الدين من كل الطوائف ليس مطروحاً حالياً لأنه ليس هناك من خلاف بين المسؤولين الروحيين انما بين الكتل النيابية التي هي من ينتخب الرئيس. ثم من منهم مستعد للتجاوب بوضوح وصراحة مع دعوات رجال الدين في حال اجتمعوا؟ اذا عقدت جمعية قديسين، وطلبت أي أمر من السياسيين، هل هؤلاء مستعدون للتجاوب؟ مع العلم أن كل المسؤولين الروحيين من كل الطوائف، طالبوا خلال مناسبات عدة بانتخاب رئيس للجمهورية”.