هل يفضي تعثر الحوار والحل الداخلي الى “دوحة 2″؟

آية المصري
آية المصري

بعدما عجزت القوى الداخلية عن التوافق في ما بينها على حل دستوري يُخرج لبنان من دوامة الفراغ التي تنهك البلد ومؤسساته منذ عام، بدأت تظهر الطروح الخارجية غب الطلب في اعادة الى تجارب السنوات الماضية التي لا يصعب تكرارها. ومن هذه الطروح، ما جرى تداوله في الأيام الماضية عن إمكانية طرح “دوحة 2″، يقبل به “حزب الله”، خصوصاً وأن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية الأخيرة باءت بالفشل، والقوى السياسية لا يمكنها الاعتماد على نفسها وتفضل بصورة مستمرة الاستعانة بالدول الخارجية لانهاء الأزمات الداخلية العالقة.

ورداً على قبول “القوات اللبنانية” بـ “دوحة 2″، شددت مصادر نيابية في كتلة سيادية لـ”لبنان الكبير” على “أن القوى السيادية لن تقبل المساس بإتفاق الطائف، وأي محاولة للمساس به تعني إعادة النظر في كل شيء”.

وأكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن أن “مبدأ الحزب التقدمي الاشتراكي كان دائماً مع التلاقي والحوار، ويُفضل أن نلتقي كلبنانيين ونتحاور في الداخل، اما اذا كانت هناك ظروف تدفعنا لكي نلتقي في مكان خارج لبنان، فالأمور ستكون مرهونة بأوقاتها”، نافياً التواصل معهم في هذا الموضوع بالتحديد.

وبعدما سرّب عن أن “حزب الله” لا مانع لديه في “دوحة 2″، أوضح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي “أننا مقتنعون بأن هذا البلد لا يسير الا بالشراكة، وأنه في هذه الظروف الصعبة لا يمكن النهوض بالبلد الا بعد التعاون والتفاهم، ونحن مع أي طرح يُقرّب وجهات النظر ويساعد في الوصول الى حل للمشكلة من خلال تفاهم اللبنانيين على قواسم مشتركة تخرجنا من أزمتنا”. وقال: “كانت لدينا أزمة في الدوحة 1، وهناك دائماً ايجابيات وسلبيات في كل الاتفاقات، فالدوحة أخرجتنا من الأزمة وليست من ضمن مسؤوليتنا معرفة الغيب بل العمل في ما يوجد بين أيدينا، واذا كان اللبنانيون غير قادرين على أن يتحاوروا مع بعضهم البعض، والصديق يريد أن يحاورنا ماشي”.

وأشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطا الله الى أن “التيار لم يرفض يوماً أي دعوة الى الحوار، ولم نكن في أي دعوة سلبيين تجاه الحوار، ومقتنعون بقناعة واضحة وصريحة بأنه لا يمكن الخروج من الأزمة الا بالتلاقي والتواصل والحوار”، قائلاً: “لو ما هيك كنا قعدنا بالبيت وسكرنا الباب ع حالنا وصرحنا من تحت الأرض وخبرنا أخبار طالعة ونازلة بلا عازة لخلق شعبوية”.

واعتبر أن “التيار هو الوحيد الذي يتحرك على الأراضي اللبنانية كافة، ونتواصل مع الجميع ونبني جسوراً بين كل الفرقاء من أجل الوصول الى نتيجة. وفي ما يخص أي موضوع له علاقة بحل الأزمة من خلال التلاقي من المؤكد أننا سنكون ايجابيين في هذا التلاقي، ولكننا ضد مضيعة الوقت والمشاريع غير المنتجة واللقاءات التي لا أفق لها، ومع المعرفة مسبقاً بالمكان والزمان والمدة والنتائج وكيفية إدارة الحوار وبرنامجه، وهذه المطالبة ليست محرمة، وليست رفضاً بل على العكس هذا تمنٍ لانجاح الحوار، لذلك نضع له أسساً واضحة من بداية الطريق لنجاحه، ونحن نضع بعض الأسئلة قبل أي حوار أو لقاء لنصل الى حوار ناجح ومنتج”.

وعن لقائهم الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، أوضح عطا الله “أننا جلسنا مع الموفد القطري وتبادلنا كل المواضيع في ما يخص الموضوع الرئاسي، لديهم رؤية وطريقة طرح مختلفة عما كان يأتي به الآخرون من الموفدين الخارجيين”، واصفاً القطريين بأنهم “يدركون جيداً الأرضية في لبنان، ولديهم مبادرة سابقة نجحت في مرحلة معينة ويعلمون طريقة تعاطي اللبنانيين، ولمسنا أن من الممكن أن يكون لديهم خرق في مكان ما، لأنهم متفاهمون مع أنفسهم وليست لديهم أي أجندة مسبقة، كما أنهم ليسوا أمام طرح ثابت أو جامد بل طرح يمكن أن يتحقق في مكان ما، اذا تأمنت له الأرضية الجيدة”.

ونفى النائب ياسين ياسين طرح “دوحة ” مطلقاً، مؤكداً أن “هذه المنظومة مهما طرح عليها فسيبقى الحل ليس بيدها، لأنها مكوّنة من أحزاب طائفية لم ترتقِ الى مستوى أحزاب، كانت لديها فرص كبيرة من أجل بناء بلد ولم تبنه، وبالتالي ليست الأفكار والنظريات من فشلت بل المنظومة ذات الشخص الواحد القائمة على عنوان لا اله الا أنا ولا أريكم الا ما أرى”.

ورأى ياسين أنه “في حال القيام بدوحة 1، 2، 3 و4 لن نصحح الأوضاع الا بإقامة دولة القانون والمؤسسات، وأي نظام سياسي ينجح ولكن ليس تحت عيون هذه الناس، والمشكلة ليست في الدوحة بل فيهم”، مشدداً على أنه “ضد تغيير النظام السياسي بل مع بناء دولة القانون”.

شارك المقال