سعوديات في موقع القرار… انها 2030 يا سادة!

آية المصري
آية المصري

“أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء”، جملة كافية من عدّة أحرف قالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ سنوات عندما سئل عن المساواة بين المرأة والرجل، وهذه الجملة تحققت قولاً وفعلاً خصوصاً بعدما تبوأت السعوديات مناصب عليا في مختلف المجالات وتحديداً في مواقع القرار، بحيث بتن يعملن داخل الوزارات، ويتعاطين الشأن العام من خلال توليهن مناصب مهمة كمستشارة أو غيرها وصولاً الى سفيرة لدى دول العالم.

الحلم بات حقيقة وعاشته المرأة السعودية على أرض الواقع بعد ما منحتها رؤية المملكة 2030 وعرّابها الأمير محمد بن سلمان فرصة كبيرة لتعزيز حضورها ليس أمام المجتمع السعودي وحسب، بل أمام العالم أجمع، بحيث أصبح هناك الكثيرات من النساء السفيرات اللواتي يمثلن بلادهن كالسفيرة لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، والسفيرة لدى النروج آمال المعلمي، والسفيرة لدى السويد إيناس الشهوان، والسفيرة لدى فنلندا نسرين الشبل، ورئيسة البعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي والى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية هيفاء الجديع، فضلاً عن نائبة وزير التجارة السعودي بالمرتبة الممتازة الدكتورة إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري، اما عن الوظائف الادارية فبلغ عدد النساء بالآلاف.

حازت المرأة مناصب سياسية، تعليمية، إقتصادية، بالاضافة الى مشاركتها الفاعلة في مجلس الشورى والمجال الأمني والديبلوماسي الرفيع، ولا يمكننا أن ننسى تعيين أول امرأة في الحرس الملكي الأمر الذي أثار إعجاب العالم العربي أجمع واندهاشه، خصوصاً بعدما أعلنت الحكومة السعودية عام 2019 عن سماحها للنساء وتشجيعهن على الانضمام الى القوات العسكرية والبرية، مشيرةً الى أن النساء سيكونن مؤهلات لشغل مناصب رفيعة مثل العريف والرقيب في البحرية السعودية والخدمات الطبية للقوات المسلحة وغيرها.

وتعددت ألقاب النساء السعوديات بحيث بات هناك ابداع في مختلف المجالات من إعلاميات ملهمات للنساء العربيات، الى خبيرات تجميل ملهمات للجمال، الى ملهمات في عالم الرياضة، والموضة والجمال، ومن قيادة السيارات الى مشاركتهن في سباقات الراليات النسائية محلياً ودولياً، وصولاً الى قيادتهن الطائرة ووصلوهن الى الفضاء بعدما أرسلت المملكة أول رائدة هي ريانة برناوي على متن رحلة خاصة لـ “سبيس إكس”.

ولم يقتصر هذا الدور على تلك الأمور، بل إستطاعت المرأة السعودية نتيجة سياسة التمكين التي أعطيت لها ترك بصمتها في الحقول العلمية والأكاديمية والثقافية، وكانت السباقة في الاستحواذ على الألقاب وأبرزهن حياة سليمان سندي التي تعد أول امرأة عربية حصلت على درجة الدكتوراه في التقنية الحيوية من جامعة “كامبريدج” في بريطانيا، كما فازت بجائزة مكة للتميز العلمي في العام 2010، ومنحتها “ناشيونال جيوغرافيك” لقب المستكشفة الصاعدة في العام 2011، وصنفتها مجلة “نيوزويك” العالمية ضمن قائمة أكثر 150 امرأة مؤثرة في العالم، فضلاً عن سيدة الأعمال لبنى بنت سليمان العليان، فهي أول سعودية انتخبت كعضو مجلس إدارة في “البنك السعودي الهولندي” وصنّفها كثيرون بأنها أفضل سيدة أعمال في المملكة والعالم العربي، ورجاء عالم التي فازت في العام 2011 بجائزة “البوكر” للرواية العربية التي تعد أهم الجوائز التي تقدم في هذا المجال، وذلك عن روايتها “طوق الحمامة”، وهي ليست أول كاتبة سعودية فازت بهذه الجائزة وحسب، بل أول سيدة تفوز بها منذ تأسيسها، وتتحدث عالم في روايتها عن العالم الخفي لمدينة مكة المكرمة، وترجم العديد من أعمالها إلى الانكليزية والاسبانية.

وهناك أيضاً العالمة والباحثة السعودية ماجدة أبو راس، الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة “سري” البريطانية، في التقنية الحيوية للملوثات البيئية، في تخصص تلوث البترول، واعتبرت أول امرأة سعودية تتخصص في هذا المجال، كما أنها أول امرأة عربية اختيرت عام 2012 لتكون ضمن فريق وكالة “ناسا” العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية، بالاضافة الى إلهام أبو الجدايل وغادة المطيري وغيرهن من النساء السعوديات اللواتي تركن بصماتهن المميزة والمتألقة في المجالات كافة.

وإنطلاقاً من رؤية 2030 حظيت المرأة السعودية بإهتمام كبير من حكومتها، ومن أهداف هذه الرؤية ضمان زيادة مشاركتها في سوق العمل ما أدى الى ارتفاع هذه النسبة وخفض نسبة البطالة بين النساء، وبذلك باتت شريكاً في التنمية الوطنية في مختلف المجالات. كما تعمل المملكة اليوم على الانسان السعودي عموماً وتركز صلب اهتماماتها على فئة الشباب لأنهم مستقبل البلاد، فالتطور الذي تعيشه المملكة لا مثيل له خصوصاً بعد دخولها بصورة دقيقة الى عالم التكنولوجيا والتطور الرقمي، بحيث بات بالامكان الحصول على جميع الخدمات والأوراق الرسمية وغير الرسمية بواسطة الجهاز المحمول وفي دقائق معينة، ولم تعد هناك ضرورة لقصد المؤسسات الحكومية انما يقتصر الأمر على تعبئة إستمارات عبر الجهاز الذكي.

اذاً، أكدت رؤية 2030 أن المملكة هدفها تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم وتحديداً عند الفئة الشبابية، التي نرى تعدديتها داخل البيت الواحد، والطامحة الى التعلم وتكوين مستقبل واعد في مختلف الاختصاصات. وهناك عدد كبير من النساء والرجال يختارون السفر بقصد العلم الى أهم دول العالم وبعد حصولهم على شهاداتهم يعودون الى أرض وطنهم لتقديم أبرز ما لديهم من معرفة الى بلادهم التي لم تبخل عليهم بشيء وقدمت لهم كل الفرص السانحة لترجمة خبراتهم على أرض الواقع، ويبدو أن حصة المرأة من رؤية 2030 ستتسع أكثر فأكثر وتزدهر في المرحلة المقبلة.

شارك المقال