جبهة سيادية موحدة لوقف سطوة الدويلة

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

على غرار قرنة شهوان التي تشكلت إثر دعوة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لانسحاب الجيش السوري من لبنان بعيد تحرير لبنان من إسرائيل عام 2000، والتي لاقت المعارضة اللبنانية للتمديد لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود، تشكلت امس جبهة سيادية موحدة لإنقاذ الوطن برعاية من البطريرك بشارة بطرس الراعي، إذ انعقد مؤتمر في مقر حزب الوطنيين الاحرار لاطلاق الجبهة، واتفق على تشكيل لجان لمتابعة العمل وتوسيع الجبهة لاحقا لتضم المجموعات السيادية المعارضة من مختلف الطوائف والانتماءات بهدف انقاذ لبنان من سطوة “حزب الله” على الدولة.

وشدد المجتمعون في هذا المؤتمر التأسيسي للجبهة على مواجهة السياسة الانقلابية التي تستهدف ثوابت الإجماع السياسي اللبناني: الميثاقية والديموقراطية والليبرالية وتضع موضع المساءلة شرعية الكيان الوطني اللبناني ومرتكزات السلم الأهلي والتوازنات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وضم الاجتماع أحزاباً ومجموعات وشخصيات مستقلة سيادية ناقشوا خريطة الطريق الواجب اعتمادها في هذه المرحلة المصيرية والمسار التنظيمي لهذه الجبهة.

وشدد المجتمعون على نبذ الخلافات القائمة وايجاد قواسم مشتركة بهدف إعادة اللحمة بين كل اللبنانيين، وعلى بثّ روح وطنية صادقة تعيد بناء الثقة بين مختلف مكوّنات المجتمع لكي نسترد الوكالة من السلطة التي دمرت كل أسس الدولة، وعلى الاعتراض على وجود السلاح غير الشرعي، وعلى تأليف لوبي (Lobby) للتحضير لمؤتمر دولي من أجل تكريس حياد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية والدولية، وعلى ايجاد آلية لتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة.

وخلال اللقاء، أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون ان “الانهيار مقصود نتيجة هيمنة سياسية للدويلة على الدولة، ونحن لن نسمح بتغيير الهوية اللبنانية وبتدمير مستقبل أولادنا ومن يعتبر من الأحزاب أن هذه المبادئ تعنيه فهو مرحب به في أي وقت”.

وقدم “لقاء سيدة الجبل” ورقة اعلن فيها “التمسّك بالدستور وبوثيقة الوفاق الوطني المنبثقة من الطائف، وبقرارات الشرعية العربية، وبقرارات الشرعية الدولية 1559 و1680 و1701، وبرفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وباستقالة الرئيس ميشال عون ومعه رؤساء المجلس النيابي والحكومة”. وشدد على انه لن يشارك في أي لقاء ينبثق من هذه المجموعة إذا لم تتضمّن ورقة عمله السياسية ثوابت “لقاء سيدة الجبل” لأننا ندعو الى مقاومة الاحتلال وليس إلى تشكيل معارضة تقليدية.

سلامة لـ”لبنان الكبير”: سنتجه للمحكمة الجنائية الدولية

وقال رئيس جبهة السيادة اللبنانية بهجت سلامة لــ”لبنان الكبير” عن أجواء الاجتماع: “لبينا دعوة حزب الوطنيين الاحرار لمحاولة انشاء جبهة سيادية تضم مجموعات مختلفة من أحزاب وجمعيات ومجموعات ومستقلين قدمت في الاجتماع مداخلات عدة. انا مثلت تجمع المجموعات السيادية في الثورة ونحن نؤمن بضرورة توحيد الايدي لان يدا واحدة لا تصفق، وقد رحّبنا بدعوة حزب الوطنيين الاحرار وهو ضمن تجمع المجموعات السيادية التي مثلتها في اللقاء، الفكرة شيقة ونحن نرى انه من دون السيادة لا نرى حلا للازمة اللبنانية”.

وأضاف: “مضمون المداخلات التي قدمت كانت بالاجمال جيدة، واكد كميل دوري شمعون ان هذه الجبهة ليست منصة انتخابية مثلما ادعى البعض ولم يكن يوجد أي مجموعة من مجموعات السلطة كما ادعى البعض الاخر، وفعلا كانت هناك مجموعات من المستقلين، البعض منهم لا يجاهر بالسيادة، انما الأغلبية سيادية بامتياز والمهم ان البيان الذي صدر وشاركنا في صياغته، اكد ضرورة تطبيق القرارات الدولية والحياد واهمية تطبيقه بالنسبة الى اللبنانيين ورفض السلاح غير الشرعي، وضرورة رفع اليد عن القضاء والا فان الاتجاه سيكون نحو المحكمة الدولية الجنائية والتحقيق الجنائي ومعالجة ملف النزوح السوري”.

وتابع: “كنا واضحين بالورقة التي قدمت كعنوان للعمل الذي سيستكمل لاحقا واهم شيء لم تكن القرارات متخذة مسبقا ومجرد بيانات، فقد اتّفق على متابعة العمل عبر لجان اقتصادية واجتماعية وسياسية وطالبية وسوف نقوم بنشاط عملي قريبا، وقد ابدى حزب الاحرار مرونة وديموقراطية إذ صاغت البيان مجموعة ونحن منها واصررنا على تفاصيل تغيير المعنى مثل تفجير وليس انفجاراً ومعارضة مجموعات سيادية تطبيق الدستور ودحر الاحتلال الإيراني وحزب الله”.

شارك المقال