4 سيدات يتظاهرن أمام السفارة الإيرانية ويوصلن رسالة إلى “اللهيان”

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

ساندي شمعون، منى عطوي، لاريسا فارس، أندريه معراوي، اربع سيدات تجرأن على حمل شعارات ضد التدخل الإيراني في لبنان ووقفن امام باب السفارة الإيرانية لايصال الصوت احتجاجاً على دعم ايران لـ “حزب الله” وتشتيت الدولة، وايصال رسالة الى المسؤولين الإيرانيين عبر تحميل وزير الخارجية الإيراني عبدالله اللهيان الذي زار لبنان رسالة تطالب باحترام سيادة لبنان.

يذكر ان أحداً لم يتجرأ على التظاهر امام أبواب السفارة في بيروت منذ العام 2013 بعيد مقتل الناشط السياسي هاشم السلمان من تيار الانتماء اللبناني اثناء مشاركته في اعتصام سلمي رفضاً لقرار مشاركة “حزب الله” في القتال الى جانب نظام بشار الأسد ضد شعبه.

وقد رفعت المتظاهرات شعارات “لا للسلاح غير الشرعي”، “لا للدويلة داخل الدولة”، “لا لتمويل السفارات”، “سلاح الجيش وحدو حامي حدودنا والـ 10452”.

“لبنان الكبير” تحدث مع المتظاهرات الأربع حول الرسالة التي اردن ايصالها فشرحت ساندي شمعون هدف هذه الوقفة، بالقول: “نزلنا اليوم الى السفارة الإيرانية على ارض لبنانية كي نقول لوزير الخارجية أوقف بلادك عن التدخل في شؤون لبنان الداخلية، نريد حياد لبنان عن كل صراعات المنطقة ونطلب من “حزب الله” العودة الى لبنان ويكون حزبا لبنانيا أولاً وليس حزباً تابعاً لإيران”.

اما منى عطوي، فذكرت انها نزلت الى السفارة الإيرانية “احتجاجاً على الزيارة وعلى التدخلات الإيرانية في لبنان”، وقالت: “الفكرة ببالي منذ زمن أي الاحتجاج على التدخلات الإيرانية في لبنان امام أبواب السفارة، منذ 17 تشرين اريد إيصال الرسالة للسفارة الإيرانية والقيادات الإيرانية ان التدخل بشؤون لبنان امنياً وسياسياً واقتصادياً وصل الى حده، رفعنا شعار لا لتمويل السفارات ونحن لسنا ضد التدخل الإيراني فقط بل ضد تدخلات أي دولة أخرى بالشؤون اللبنانية الداخلية والسياسية والاقتصادية مشاركتي هي للقول صفر خوف”. وتابعت: “لم يكن عددنا كبيراً صحيح لان تجربة التظاهر امام السفارة الإيرانية أسالت دماء في السابق حيث قتل هاشم السلمان وحتى اليوم التحقيقات لم تكشف عن الجاني، نحن اردنا القيام بتجربة صغيرة، وطلبنا مقابلة السفير لم يرض ان يستقبلنا اليوم لان وزير خارجية ايران موجود في لبنان وان هناك إجراءات امنية واحتياطات وكان رده انه يمكن استقبالنا يوم الاثنين او الثلاثاء المقبلين ونحن نريد ان نوصل رسالتنا وهي ان دعم “حزب الله” يؤثر في الوضع في لبنان ويحمي الفاسدين ويسمح بالتدخل بالقضاء اللبناني عبر تهديد القضاة كما فعل وفيق صفا مع القاضي بيطار بشكل علني”.

وأشارت الى انها قرأت البيان الموجه لوزير الخارجية، امام تمثال مصطفى شمران، و”قد تعامل شباب السفارة بلطف معنا وكانوا يتحدثون مع احد من الداخل الذي طلب منهم عدم توجيه أي كلمة مؤذية او التعامل معنا بخشونة”.

اما لاريسا فارس، فأفادت بأنها ساهمت بهذه الوقفة امام السفارة الإيرانية “في كسر حاجز الخوف الذي تسبب به “حزب الله” من خلال سياسات الترهيب والاغتيالات المتكررة، اكيد وقفتنا اليوم كانت رمزية وكنا اربعة اشخاص وغدا قد نصبح 40 وبعدها 400 ثم 400 الف فنكون قد ساهمنا في تنفيذ مقاومة شعبية ضد الاحتلال الإيراني المتجذر في لبنان من خلال “حزب الله” الذي برهن لنا ان لبنان لا يهمه وهو يساهم يومياً في تدميره والاستيلاء على ما تبقى من الوطن نحن احببنا ان نبين اننا تحررنا من وضعية الرهائن وصرنا أصحاب قرار”.

من جهتها، اوضحت اندريه معراوي: “نزلتنا على السفارة الإيرانية هي للطلب من ايران فك الحصار عن لبنان هم وكل السفارات نحن لا نتعدى ولا نتهجم عليهم لكن نطلب منهم احترام سيادة لبنان وحريته”.

نص الرسالة

وجاء في نص الرسالة الموجهة الى اللهيان من السيدات الأربع الآتي: “نحن مجموعة من السيدات اللبنانيات، جئناك بهذه الرسالة لنشرح لك موقف شريحة كبيرة من الشعب اللبناني تجاه ما يحصل في بلادنا، والذي يتسبب بالجزء الأهم منه تدخل بلادكم في شؤونه الداخلية، طالبين من حضرتكم نقل وجهة نظرنا إلى قيادتكم لإطلاعكم على حقيقة ما يجري في بلدنا.

معالي الوزير، بغض النظر عن موقفنا من زياراتكم لبلدنا ولكن لا يسعنا إلا القبول بها لانها تأتي في اطار العلاقات بين دولتكم الكريمة ودولتنا فنحن من دعاة الانفتاح غربا وشرقا وضد انغلاق بلادنا واصطفافها مع اي محور ضد الآخر.

معالي الوزير، إن لبنان يعاني من تدخل الدول الأجنبية في شؤونه الداخلية من خلال التعامل غير القانوني مع عدة مجموعات وتحديداً دعمكم لميليشيا “حزب الله” ماديا وتسليحها ودفعها للزج ببلادنا في مواجهات ليست لدينا القدرة المالية والعسكرية والإقتصادية على القيام بها، وكما تعلمون فإنها تتسبب بانقسامات شعبية تعمّق الأزمة الداخلية، وتؤدي إلى تدمير مقومات الدولة ومؤسساتها، ومن بين تلك الدول السياسات التي تتبعها دولتكم الكريمة والتي يجاهر بها مسؤولون من حكوماتكم المتعاقبة في مناسبات متكررة مما يشكل إهانة للبنان وشعبه.

نحن على ثقة بأن بلادكم التي تحكمها دولة تحترم القانون ولا تسمح للدول الأخرى بالتدخل في شؤونها الداخلية لن تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون بلادنا، لان هكذا تدخل يؤدي إلى نوع من الشعور بالعداء تجاه بلدكم الذي يرتبط مع بلادنا بعلاقات تاريخية، كما ان مسؤولين من بلادكم كرروا في عدة مناسبات انهم مستعدون للتعامل مع الدولة اللبنانية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، ولكن هذه التصريحات تتناقض مع دعمكم لميلشيا “حزب الله” بخاصة أن تلك الميليشيا تسعى الى اقامة دويلة داخل الدولة على الرغم من انها تشارك في المؤسسات الرسمية من دون تحمل المسؤولية المباشرة عن اقوالها وافعالها وتحمي الفاسدين، وما تهديد القاضي البيطار مؤخرا وإدخال المحروقات الإيرانية عبر الحدود بطريقة غير شرعية وغير قانونية إلا دليل بسيط عما يجري في بلادنا باسمكم.

نشكر رحابة صدركم ونرجو من حضرتكم نقل وجهة نظرنا إلى قيادة بلادكم لاننا من منطلق تعلقنا ببلادنا وحفاظا على اوسع العلاقات الرسمية بين دولتنا ودولتكم نؤكد عليكم نقل وجهة نظرنا بالطلب من بلدكم حصر علاقتها مع بلدنا من خلال الأطر الرسمية، والطلب من الأحزاب التي تعمل من ضمن محوركم السياسي ونخص بالذكر “حزب الله” بالانضواء الكامل ضمن مشروع الدولة وتفكيك الدويلة داخل الدولة التي يتم إقامتها باسم مشروعكم السياسي.

كما نرجو من حضرتكم نقل تحياتنا من شعب لبنان الموجوع والمكسور الى شعبكم الذي نحترمه ونرغب بإقامة افضل العلاقات معه”.

شارك المقال