الزيارات الإيرانية… دلالات سياسية لتثبيت النفوذ

هيام طوق
هيام طوق

منذ سنوات، تحذر القوى السياسية المعارضة لسياسات “حزب الله” من استغلال نفوذ الحزب تارة وتحالفاته مع جهات سياسية خصوصاً “التيار الوطني الحر” طوراً، للسيطرة على مؤسسات الدولة وقراراتها انطلاقاً من استقوائه بالسلاح وتعاطيه بفوقية مع الاستحقاقات كافة وصولاً إلى اعتباره دويلة ضمن الدولة.

ويعتبر الحزب اليوم ممسكاً بزمام القرارات الداخلية والخارجية، ويملك كلمة الفصل في الحكومة والمجلس النيابي، وحليفاً لرئيس الجمهورية حتى إن البعض يؤكد انه أصبح الحكم والحاكم خصوصاً بعد إدخاله شحنات المازوت الايراني عبر سوريا الى لبنان وتوزيعها وفق خطته الخاصة، مروراً بالزيارات الايرانية المعلنة وغير المعلنة، وآخرها زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان التي لها دلالات سياسية ومعنوية في تثبيت النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة وسط تخوف من تبعاتها الداخلية، وانعكاساتها سلباً على نظرة الدول العربية والخليجية الى لبنان.

وعلى الرغم من أن أغلبية المسؤولين الإيرانيين يؤكدون خلال زيارتهم لبنان على أمر واحد: نحن إلى جانبكم وجاهزون لتقديم المساعدات التي تريدونها، قوبلت زيارة الوزير الإيراني بعاصفة غضب واسعة إذ انطلقت المسيرات التي دعت اليها “المجموعات السيادية” رفضاً لوجود الضيف الإيراني على أراضي لبنان، مطالبين بـ”تطبيق القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي”، ورافعين شعار “لا للاحتلال، لا لسلطة الخضوع والخنوع”. كما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مفادها “لا أهلا ولا سهلا بممثل الاحتلال الإيراني”، “لبنان ليس ولاية ايرانية”.

أبو الحسن: وصاية مستجدّة يرفضها الشعب

وأشار أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن الى ان “هناك علاقات ديبلوماسية تربط لبنان بمعظم الدول. فنحن ليس لدينا أي مانع لكل علاقة تجري وفق الاسس الديبلوماسية، لكن رد الفعل أتى حول ما حصل من محاولة لسلب السيادة الوطنية من خلال الممارسات التي تجري على الساحة اللبنانية ومن خلال استحضار مشروع وصاية جديد يرفضه الشعب اللبناني. علينا الفصل بين استقبال زائر بصفة ديبلوماسية وبين الوصاية المستجدة على لبنان التي يرفضها قسم كبير من الشعب اللبناني”.

ولفت الى ان “ليس الزيارة بحد ذاتها التي تؤذي لبنان انما تبعات الممارسة التي تحصل واستباحة السيادة اللبنانية وتغييبها لمصلحة الوصاية المستجدة”.

علوش: تصرفات الحزب مقصودة لتنفير العرب

ورأى نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش ان “الفارق بين اي مسؤول ايراني ومسؤول آخر يزور لبنان هو وجود المليشيات المسلحة التابعة لإيران وهي “حزب الله”، وتصريحات القادة الايرانيين على مدى سنوات طويلة، تشير بوضوح الى أن لبنان أصبح إحدى الولايات الايرانية”.

واعتبر ان “زيارة وزير الخارجية الايرانية، الذي هو من القيادات الاساسية للحرس الثوري، كالقائد العسكري الذي يجول على مواقع يسيطر عليها جنوده أكثر مما هي زيارة ديبلوماسية، مؤكداً ان عدم الترحيب بمن تسبب بكوارث لبنان على مدى السنوات الماضية، موقف ديموقراطي إذ أصبح واضحاً ان الآمر الناهي في لبنان هو السيد حسن نصرالله” .

وشدد علوش على انه “أصبح لدي قناعة ان تصرفات “حزب الله” والايرانيين مقصودة لتنفير العرب، ودفعهم أكثر فأكثر للتخلي عن لبنان”.

محفوض: إيران تتحمل مسؤولية الانهيار

وأشار رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض الى انه “علينا النظر الى الزيارة بالشكل قبل المضمون حيث ان من استقبل الزائر الايراني في المطار ليس نظيره اللبناني أو أي موفد من الدولة انما استقبله وفد من “حزب الله” وحركة أمل. الزائر ليس وزير خارجية دولة عادية لأن ايران تعمل على خراب لبنان بواسطة “حزب الله”، والايرانيون يتحملون جزءاً كبيراً من مسؤولية الانهيار الحاصل نتيجة العزلة التي تسببوا بها”.

وأكد ان “الكلام على حصار أميركي أو عربي أو خليجي للبنان غير صحيح لأن ما تسبب بعزلتنا هو غياب الدولة التي ترتمي كليا في أحضان الحزب. تلك الدول ليس لديها ميليشيا في لبنان لا بل يساعدونه على أكثر من صعيد ويدعمون جيشه”، متسائلا: “كيف لا يمكن اعتبار ايران دولة محتلة وقياداتها تقول ان لديهم جيشاً في لبنان يمثلنا هو حزب الله؟”.

وختم محفوض: “كان لا بد من تحرك رمزي واعلان رفض زيارة المسؤول الايراني، لأنه لا يمكن مواجهة الاحتلال الا من خلال الكلمة التي تصل الى المجتمع الدولي الذي عليه أن يأخذ بعين الاعتبار ما يعانيه لبنان نتيجة هذا الاحتلال”.

شارك المقال