معرض الرياض الدوليّ للكتاب: سياحة ثقافية ضمن “رؤية 2030”

لبنان الكبير

وفّر معرض الرياض الدوليّ للكتاب فرصة حقيقية لتعزيز السياحة الثقافية بكل ما للكلمة من معنى، من خلال الفاعليات والأمسيات والأجواء الثقافية الرائعة منذ افتتاحه في الأول من تشرين الأول الجاري.

وجسّد التنظيم الدقيق للمعرض حرص المملكة العربية السعودية على النهوض بالواقع الثقافي ومزجه بالتوجّه نحو التوسّع في مجال السياحة، واعتبار تلك الفاعليات ضمن البرامج المعتمدة من أجل جذب السواح إلى المملكة ضمن أهداف رؤية 2030.

ومنح المعرض فرصة مهمّة للكتّاب والمؤلّفين للتوافد حرصاً على توقيع إصداراتهم وإطلاقها فيه، وفي مقدّمهم كتاب الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد وتوقيع الشاعر عبد الرزاق الربيعي لكتابه “الأعمال الشعرية”، فضلاً عن توقيع الموسيقار نصير شمّة كتابه الجديد “الأسلوبية موسيقية”، إضافة إلى توقيع المؤلّفة السعودية ريم الحربي رواية “خلف شجرة المانجو”.

وقدّم الأمير تركي الفيصل محاضرة في فاعلية “حديث الكتاب” خلال حضوره المعرض عارضاً الحياة الثقافية وأهميتها، ودور معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 كمحفلٍ ثري يمكّن الشباب من خوض الأنشطة الفكرية والثقافية.

ويطمح المعرض إلى تحقيق الهدف الكبير والأسمى والأعمق بتعزيز التواصل المباشر مع الجمهور الذي سيعيش تجربة السياحة الثقافية، لأنه سيتنقل بين دور النشر المختلفة وسيتّجه إلى ورش العمل المميّزة التي تقدّم وجبات ثقافية. كما سيأخذ أطفاله إلى جناح الطفل ليعرّج بعدها إلى منطقة القراءة لتناول قدح من القهوة .

ومع بدء العد التنازلي لاختتام المعرض، لا يزال الإقبال الجماهيري كبيراً جداً، فالتجربة التي يعيشها الزائر لمعرض الكتاب لا تكفي ليوم واحد فقط، لكونه سيضطر إلى العودة مجدداً.

وأبدت الكاتبة السعودية ريم الحربي سعادتها البالغة بتوقيع روايتها “خلف شجرة المانجو”، خلال أيام المعرض بالقول إنّ “توقيع الرواية يمثّل انتقالة مهمّة في عملي الأدبي، فاسم ريم الحربي سيُضاف إلى القائمة الطويلة من الكتّاب العظماء والأدباء الناجحين وهو تاج على جبيني”.

وظهر معرض الرياض الدوليّ للكتاب بعد إشراف وزارة الثقافة عليه، مع أنه توقف فترة وجيزة بسبب جائحة كورونا، بحلّة جديدة دفعت فئات عدّة لمواكبة فاعلياته، سواء المهتم بالقراءة أو الشغوف بالكتاب وأنواع الكتب التي يقتنيها.

وكان واضحاً اهتمام القائمين على المعرض بالجوانب الفنية واللوجيستية والترتيبات المتعلّقة بإجراءات الدخول، مع الالتزام بكل التوجيهات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا، فضلاً عن الاهتمام بالجانب التقنيّ عبر توزيع الشاشات الالكترونية لخدمة زائري معرض الكتاب، للبحث أكثر عن أغلب المواقع الخاصة بدور النشر أو عناوين الكتب التي يحرص الزائر على اقتنائها.

وأتاح جناح رئاسة شؤون الحرمين في المعرض لزائريه فرصة المشاركة في حياكة جزء من ستار الكعبة المشرّفة، إلى جانب توزيع كميات من ماء زمزم.

كما قدّم جناح التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لزائريه شرحاً عن أهم أنشطته وفاعلياته في الحدّ من تنامي الإرهاب وفرصة لعرض التجارب الدولية في مواجهة التطرّف والتنظيمات الإرهابية، فضلاً عن التركيز على أهمية استمرار التصدّي للفكر المنحرف والاعتماد على الإعلام في مواجهة الراديكالية المؤدّية إلى الإرهاب.

شارك المقال