كواليس جولة الوفد النيابي المعارض في واشنطن: لبنان أولاً!

جورج حايك
جورج حايك

منذ أقل من أسبوع قام وفد نيابي من المعارضة اللبنانية بزيارة العاصمة الأميركية واشنطن، وشهدت هذه الزيارة اهتماماً كبيراً من المسؤولين الأميركيين الذين يرغبون في معرفة مقاربة المعارضة لما يحصل في لبنان من جهة، وتصميم نوابها على توضيح كل الحقائق والوقائع من جهة أخرى، بعيداً من التضليل.

طبعاً أتت هذه الزيارة التي ضمّت النواب جورج عقيص ونديم الجميّل وميشال معوض ووضاح صادق ومارك ضو، في وقت يتخبّط فيه لبنان بأزمات عدة أهمها ما يحدث على الحدود من مواجهات بين اسرائيل و”حزب الله”. والمفارقة أن الوفد أعطى صورة “موحّدة” عن المعارضة وبدت مواقفه منسجمة مع بعضها البعض، وهذا ما لاقى أصداء طيّبة لدى الأميركيين.

وأهمية ما حصل أن الجولة الأميركية شملت مسؤولين مهمين في دوائر القرار في واشنطن، وبعضهم في موقع المسؤولية في البيت الأبيض ووزارة الخزانة ووزارة الخارجية والموفد الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين، فضلاً عن نواب وسيناتور من المجلس النيابي ومجلس الشيوخ من الديموقراطيين والجمهوريين، والأهم لقاءات مع رؤساء اللجان المختصة بالسياسة الخارجية وخصوصاً في الشرق الأوسط ولجان متخصصة بالشؤون المالية في الكونغرس.

وكشف النائب نديم الجميل لـ”لبنان الكبير” أن “الهدف الأساسي من هذه الجولة كان إسماع الادارة الأميركية مقاربة لبنانية مختلفة عن المقاربة التي يسمعونها من الرسميين اللبنانيين المنتمين إلى المنظومة الحاكمة المتحالفة مع حزب الله، لذلك حرصنا على الكلام بصوت واحد هناك حول 4 ملفات أساسية: رئاسة الجمهورية، اللاجئون السوريون، المواجهات على الحدود الجنوبية والوضع الاقتصادي”.

والمفاجأة أن الأميركيين، وفق الجميّل، “يعرفون حقيقة الوضع في لبنان أكثر مما يتوقعه اللبنانيون”، لافتاً إلى أنهم “يريدون جهة سياسية لبنانية تعمل على تحقيق نتائج، وبرأيهم أن المعارضة يجب أن تكون موحّدة، فلا تكتفي بعرقلة وصول مرشّح الممانعة الى رئاسة الجمهورية، بل أن تكون قادرة على ايصال مرشّح رئاسي لمصلحة لبنان، ولا يريدون من يطالب يومياً بتطبيق القرار 1701، بل يتطلعون إلى جهة تساهم فعلياً في وقف الحرب في الجنوب، ولا يهمّهم من يردد لا نريد اللاجئين السوريين في لبنان إنما يريدون جهة تساهم في إيجاد حلول وتنفّذها”. وأشار الجميّل إلى “أننا عدنا بمهمة هدفها تغيير نمط التعاطي حتى نحقق تغييرات على أرض الواقع، علماً أن الوقت لم يسمح لنا بأن نضع أطراف المعارضة كافة في المعطيات التي حصلنا عليها، ولا بد من تقويم هذه الجولة مع كل مكوّنات المعارضة والرسائل التي سمعناها في واشنطن، لكننا نننتظر عودة النائبين الزميلين مارك ضو وميشال الدويهي من الخارج”.

وعلى الرغم مما نسمعه عن مهادنة الادارة الأميركية لإيران في الشرق الأوسط، لم يلمس الجميّل وزملاؤه في الوفد هذا الأمر، وقال: “بمنأى عن أزمة لبنان ونظرة بعض المحللين الى الادارة الأميركية، فما لاحظناه من خلال لقاءاتنا بكل مكوّنات هذه الادارة، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أن هناك توجّهاً كبيراً ضد محور الممانعة، بل ان معظم المسؤولين الأميركيين متضامن مع اسرائيل في النزاع السائد في منطقة الشرق الأوسط، ومن الواضح أن الـ26 مليار دولار التي قدّمتها الولايات المتحدة الى اسرائيل ليست مخصّصة لمواجهة حركة حماس في غزة وحسب، إنما لمواجهة إيران وأذرعها العسكرية وكل ما يُسمّى محور ممانعة”.

واعتبرت مصادر نيابية أخرى كانت مشاركة في الوفد اللبناني المعارض أن “النواب أوصلوا إلى الادارة الأميركية رسالة واضحة فحواها أنّه لا يمكن تجاوز فئات أساسية من اللبنانيين أو عقد اتفاقات إقليمية من دون أخذ مواقف المعارضة اللبنانية في الاعتبار. ولم يغفلوا أهمية تطبيق الدستور اللبناني وانتظام عمل مؤسسات الدولة”.

ولا شك في أن جولة الوفد النيابي المعارض إلى الولايات المتحدة لن تكون الأخيرة، بل ستكون هناك زيارات إلى دول عربية وخليجية كبيرة ومهمة على صعيد القرار الاقليمي، إضافة إلى دول أوروبية، وربما زيارة أخرى إلى واشنطن إذا اقتضى الأمر.

شارك المقال