ترقّب شماليّ… للعتمة الشاملة؟!

إسراء ديب
إسراء ديب

يخشى أهالي الشمال كثيرًا من احتمال تعرّض مناطقهم للعتمة الشاملة وما يُرافقها من انعكاسات سلبية تُؤثر بشكلٍ مباشر في المواطنين ومصالحهم، وذلك بعد انتشار معلومات صحافية تُشير إلى توجّه معمل دير عمار إلى إطفاء محرّكاته، الأمر الذي يُهدّد التغذية الكهربائية التي تراجعت كثيرًا أساسًا، واقتصرت في بعض المناطق الشمالية على تغذية تصل إلى ساعة واحدة تقريبًا يوميًا، وقد لا تُعطى هذه الساعة لسببٍ يدفع المواطنين إلى الغضب والذعر، لا سيما أولئك الذين قرّروا إلغاء التعامل مع أصحاب المولّدات الكهربائية الذين أثقلوا الهموم الملقاة على عاتق الأهالي، واللجوء إلى البطاريات وغيرها من الوسائل الكهربائية والتكنولوجية التي تحتاج إلى كهرباء لتشغيل مخزونها عند انقطاع التيّار الكهربائي.

ليست المرّة الأولى يتمّ إطفاء معمل دير عمار خلال هذه الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان، ولن تكون المرّة الأخيرة يعيش المواطنون على “أعصابهم” خوفًا من هذه العتمة التي يُهدّدوننا بها منذ أعوام.

إنّ هذا المعمل الذي كان يعمل بثلث طاقته الإنتاجية، يغذي طرابلس ويساهم في تأمين التغذية الكهربائية لبعض مناطق عكار وكذلك مناطق أخرى، وهو اليوم كما كلّ مرّة يهدّد كلّ مواطن لا يتمكّن من دفع فاتورة المولّدات التي تتجاوز كلفتها المليون و500 ألف ليرة لبنانية لـ 3 أمبير فقط، وهي مرشّحة للمزيد من الارتفاع مع تعاظم الأزمات، لا سيما أزمة المحروقات التي تحرق الناس بغلائها وفحش تجّارها، وبالتالي يعجز المواطن اليوم عن مواجهة كلّ هذا الكم من الأزمات التي تعرقل سير حياته بشكلٍ طبيعيّ، وتجعله في ذعر مستمر خوفًا على لقمة عيشه، أكله، شربه، كما كلّ تفاصيل حياته!

المعمل أُطفِئ

وللتأكّد من المعلومات الواردة عن معمل دير عمار، يُؤكّد مصدر موثوق به أنّ المعمل أطفئ نظرًا لنفاد مخزون الـ”فيول أويل” لديه. ويقول المصدر لـ”لبنان الكبير”: “لا تزال معامل أخرى في لبنان تعمل ولم ينفد لديها الفيول أويل كما حصل في معمل دير عمار، وستصل باخرة وفق معلوماتنا الأسبوع المقبل إلى معمل الزوق مما قد يؤدّي إلى استمرار التغذية لمدّة أقصر من السابق، لكن لا نتحدّث هنا عن عتمة شاملة، لأنّ التغذية الكهربائية مرتبطة بالمعامل الأخرى، وفقدان التغذية مرتبط أيضًا بهذه المعامل حاليًا”.

ويُشدّد على أنّ لبنان الذي يواجه أزمات مختلفة، لا يمكن توقّع ما قد يحدث فيه فعليًا، ويضيف: “لا ندرك كمّية التغذية التي قد نحصل عليها لأنّها مرتبطة بمعامل أخرى وظروفها، ونعيش بصراحة في هذا المعمل وغيره كلّ يوم بيومه”.

وعن الحلول المرتقبة، يتابع: “الحلّ الوحيد هو بتأمين الفيول لهذه المعامل كي تعود إلى عملها الطبيعي، وتغذي المناطق كما كانت في السابق. والمبادرة حاليًا التي تُعطي كلّ الأمل تكمن في وصول باخرة النفط العراقي خلال أسبوع، لكن لن تنعكس على التغذية بالساعات التي كنّا نقدّمها مسبقًا قبل الأزمة، وبالتالي إنّ وزارة الطاقة تعمل على تحسين هذه المشاكل التي تنتج عنها مبادرات قد تُحيي الأمل بتحسّن الأوضاع، بخاصة بعد تشكيل الحكومة. ولا ننسى أنّها كلّها مرتبطة أيضًا بالمصرف المركزي وسرعة وصول النفط العراقي…”.

شارك المقال