معرض الرياض الدولي للكتاب: الوعي والمعرفة لمكافحة التطرّف والإرهاب

لبنان الكبير

لا يزال معرض الرياض الدولي للكتاب يمنح زواره فرصة التحليق في فضاء القصة والأدب والشعر والرواية ومختلف الفنون، لليوم التاسع على التوالي، في أجواء من التنوّع الثقافي والمعرفة.

واستقطب المعرض الذي بات في مصاف المعارض العالمية، زواره من مختلف الشرائح والجنسيات بشكل ازدحمت بهم أجنحة دور النشر، وسط شغف منقطع النظير للحصول على ضالتهم من “خير جليس في الزمان”، بعدما طغت التكنولوجيا على كل شيء.

ولم يقتصر المعرض على كونه فرصة مهمة للتوعية الثقافية والمعرفية والأدبية، بل تعدّاه لنشر التوعية الأمنية من خلال نشر الوعي والمعرفة لمكافحة تجهيل المجتمعات، والعمل الجاد على مكافحة التطرّف والإرهاب وأدواته؛ وهو هدف تعمل المملكة العربية السعودية على تثبيته وترسيخه على مستوى المنطقة والعالم ضمن رؤيتها المستقبلية لضمان تحقيق أهداف التنمية في مختلف المجالات.

وبرز جناح جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بشكل لافت، أثار اهتمام الزوار والمتخصصين لنوعية الأبحاث والدراسات التي يقدّمها لمعالجة القضايا الأمنية. ويتمثّل الهدف الأساسي لمشاركة الجامعة في معرض الرياض بنشر المعرفة من خلال تغطية الجانب البحثيّ، لكونها أصبحت أكبر ناشر بحثيّ عربياً وإقليمياً وقدّمت 661 إصداراً متنوّعاً.

فالجامعة عملت من خلال مشاركتها في المعرض بإيضاح ما تملكه من نظرة شاملة للأمن، لكونه يشبه الأمن الغذائي والمائي، وعرضت أبحاثَ الندوات والمؤتمرات التي تقدّم في الجامعة، والأوراق العلمية على شكل كتيبات، فضلاً عن إصدارات ودراسات علمية محكمة، إضافة إلى رسائل ماجستير ودكتوراه في إطار تنفيذ الخطة الأمنية العربية للتوعية الأمنية ونشر الثقافة الأمنية والتوعية بالقضايا الحساسة مثل الإرهاب والتطرّف الفكري، وهو ما يدفعها إلى المشاركة برفع مستوى الوعي والمعرفة لدى الشباب لمكافحة التطرّف والإرهاب.

وشغل جناح الأمير خالد الفيصل مكاناً في المعرض، اعتمد على مكتبة رقمية شاملة لكل ما قام به الأمير الفيصل، وما قدّمه في مواسم الحج، إلى جانب رؤيته الثقافية والشعرية.

وحطّ أحد الرحّالة البولنديين برحاله في المعرض، من خلال جناح شهد عرض نماذج من مخطوطاته التي كتبها ورسمها أثناء وجوده في شبه الجزيرة العربية بحثاً عن الخيول العربية، حتى تعرّف إلى بعض القبائل في شمال السعودية، فيما المخطوطات الأصلية موجودة في متحف وتحت حراسة مشدّدة.

وشهد المعرض فاعليات متنوّعة، منها ندوة “الكتاب والنشر في استراتيجية الملك عبد العزيز” تناول فيها الدكتور فهد السماري، الأمين العام لدار الملك عبد العزيز، العلاقة المميزة وذات الأثر الكبير للملك عبد العزيز بالمؤلفات، والتي تم توثيق تنوّع الإهداءات الفريدة في كل كتاب.

وفي المعرض، أينما تشيح ببصرك نحو أي مكان، ترى نشاطاً ثقافياً أو ضوءاً للمعرفة أو تجمّعاً لمجموعة من الأدباء أو ندوة لها الأثر في نفوس المثقفين.

وشهد المعرض ورشة عمل عن كيفية رواية القصة للأطفال، قدّمتها رانيا زغير، وورشة “كيف تتخلص من حبسة الكاتب؟”، فضلاً عن ندوة معالم الحداثة للكاتب الدكتور سعد البازعي، إضافة الى ندوة ترجمة الشعر لوعد العتيبي.

وكانت للأطفال حصتهم من المعرض، من خلال ترويج دور النشر لمجلات جديدة ولقصص الأطفال أو الحكايات التي تنمّي فيهم الفضول، وتبعدهم نوعاً ما من الخضوع للتاثير التكنولوجي. فإلى جانب الألعاب الفكرية، تم تخصيص مكتبة الخيال لتكون فسحة لهم لمشاهدة حكايات عن الخيال العلمي تنقلهم لأجواء مختلفة عن الواقع، وتنمّي فيهم الشغف بالعلم وتوسيع مدركاتهم.

شارك المقال