ابتزاز اللبنانيين بالطاقة من أجل الانتخابات؟

لبنان الكبير

التاريخ اللبناني شاهد على كميات الإنفاق الانتخابي للمرشّحين، وكم يصرفون من أجل تأمين فوزهم بالمقعد الانتخابي. وتختلف أساليب الرشوة الانتخابية باختلاف المناطق، حيث لكل منطقة خصوصيتها. بعض المناطق تقبل بالخدمات، كتزفيت الطرقات أو حفر آبار المياه، وغيرها من الخدمات التي هي أصلاً حق المواطن، ولكن يقبل سكانها بالموجود تبعاً للتركيبة اللبنانية. مناطق أخرى تكفيها المنح التربوية لأبنائها وبعض المساعدات العينية (كراتين الإعاشة) والصحية، وطبعاً بونات البنزين. مناطق أخرى تسمّي أبناءها التي تريد توظيفهم بالدولة وتحديداً لجهة المدرسة الحربية والمديرين العامين، أما مناطق الفقر المدقع، فقد ترضى بمبلغ مالي بسيط لكون لا خيارات أخرى أمامها.

تمويل الرشى الانتخابية كانت تقتصر على الأحزاب أو حتى على بعض الدول التي تدعمها، على الرغم من أنّ الناجحين كانوا يحققون أرباحاً طائلة لاحقاً في صفقات الدولة، لكن اليوم يرى البعض أنه بسبب الأزمة الاقتصادية، ستكلفهم هذه الانتخابات أقل بكثير من قبلها، حيث أنّ الـ50 دولاراً اليوم تقارب المليون ليرة، فيما المواطنون يعانون لتأمين قوت يومهم فقط، لذلك هناك جهات تتمنّى دوام الأزمة، وتعتبر أنّ نجاحها سيكون سهلاً في هذه الانتخابات.

أفلست الدولة، ولم يعد باستطاعة قوى الأمر الواقع استعمال خزينتها لتمويل حملاتها الانتخابية. ويبدو أنّ كل القوى السياسية أدركت هذا الأمر، وهي تضع خططاً مختلفة لتمويل الانتخابات المقبلة، باستثناء فريق واحد لا يزال يريد المزيد من الأموال من مغارة علي بابا الخاصة به: وزارة الطاقة والمياه، التي يستفرد بها منذ أكثر من 10 سنوات.

الكهرباء شبه مقطوعة عن الأراضي اللبنانية، والحجة الدائمة عدم وجود فيول، والطلب الدائم فتح اعتمادات من أجل شراء الفيول. لا أحد يعرف ماذا حلّ بالفيول العراقي. لا أحد يعلم كيف تختفي كميات الفيول التي فُتحت اعتمادات لها. كل ما يعرفه الناس، أنّ الكهرباء مقطوعة تحت إدارة حاكم جهنم وولي عهده. وفي هذا الإطار، تساءلت مصادر لموقع “لبنان الكبير” إن كان “التيار الوطني الحر” يبحث عن تمويل مرشّحيه في الانتخابات المقبلة، بآخر ما تبقى من أموال المودعين، مشيرة إلى عدم استغرابها إن كان “التيار” يبتزّ اللبنانيين بموضوع الكهرباء للحصول على مراده، لكون وزرائه لم يقبلوا بأي عرض منطقي للكهرباء من أهم الشركات العالمية، هذا عدا عن اللف والدوران والمماطلة والضبابية بملف الفيول العراقي، الذي كان بامكانه توفير الطاقة لساعات.

شارك المقال