5 أيار قضائي بتغطية من باسيل؟! 

محمد شمس الدين

يستعر الخلاف بين الثنائي الشيعي ورئيس الجمهورية على خلفية الموقف من المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار، حيث يرفض الرئيس طرح الثنائي ويقف خلف البيطار ومعه تياره، لكن في الوقت عينه يمنع ملاحقة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا عبر مجلس الدفاع الأعلى، فكيف يمكن تفسير هذه الازدواجية عند عون وتياره؟ 

“الوطني الحر”: للتمديد لعون

أشار مصدر مقرّب من الثنائي الشيعي، في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أنّ خطة “التيار” الأساسية اليوم هي تأجيل الانتخابات، وذلك للتمهيد للتمديد لرئيس الجمهورية، لأنه حسب آخر الإحصاءات أنّ “التيار” سيكون أكبر الخاسرين في الانتخابات المقبلة. فثورة 17 تشرين ضربت شارعه ولم تؤثر في شارع الأفرقاء الآخرين. وليس هناك خوف شيعي. وفي الشارع السنّي فإنّ الرئيس سعد الحريري خسر كل ما يمكن خسارته في انتخابات 2018، والآن هو في مرحلة تقدّم، لا تراجع. ولم يصب تغيّر المزاج الشعبي إلا الشارع المسيحي، وتحديداً عند “التيار الوطني الحر”.

وأضاف المصدر: “يستفيد من هذا التغيير بعض المنشقين عن (التيار) و(القوات اللبنانية)، هذا عدا عن الضعف الذي يصيب (التيار) ببنيته التنظيمية. ولا بدّ من الإشارة إلى عدم قدرته على فرض شروطه في الانتخابات الرئاسية إذا خسر الأكثرية النيابية المسيحية. كل هذا وأكثر، يدعو (التيار) إلى تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك للتمهيد للتمديد لعون في رئاسة الجمهورية”.

باسيل يقدّم أوراق اعتماده لأميركا

يرى المصدر أنّ لبنان اليوم أمام 5 أيار جديد، لكن قضائياً. وأصبح معلوماً أنّ القاضي البيطار توعّد بملاحقة كوادر في “حزب الله”، كما يلاحق وزراء حركة “أمل” و”المردة”، لكن الحزب اكتشف المؤامرة باكراً، وتحرّك بسرعة لوضع حد للبيطار كي لا تصل الأمور إلى ما حصل بعد الخامس من أيار 2008. 

وعن دور “التيار الوطني الحر” في هذا الملف، اعتبر المصدر أنّ جبران باسيل مثلما عطّل البلد بكل الحكومات للحصول على مراده، وتحديداً في وزارة الطاقة وكل الارتكابات التي حصلت فيها، لن تكون لديه مشكلة بالتضحية بتحالفه مع “الحزب” من أجل مصلحته. وفي الوقت عينه، هو يقدّم أوراق اعتماد لأميركا بأنه ليس ملتزماً بهذا التحالف.

اعتاد اللبنانيون على انقلابات “التيار الوطني الحر” وتفاهماته وتحالفاته، إلا أنها المرة الأولى ينقلب على حليفه الأقوى “حزب الله”. إلا أنّ هذا الأمر يجب ألا يكون مفاجئاً لـ”الحزب”، لكون باسيل ضحّى بمناضلي “التيار” القدامى، بل عزل أيضاً عائلة الرئيس عون، و”حزب الله” بالنسبة إليه هو فقط مطيّة لتحقيق أحلامه السلطوية.

شارك المقال