تفاهم “التيار” – “الحزب” يترنّح على وقع انفجار المرفأ

هيام طوق
هيام طوق

منذ وقّع “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” على وثيقة التفاهم بينهما أو ما عرف بتفاهم مار مخايل، مرت العلاقة بين الطرفين بالكثير من المطبات واختلاف الآراء حول أكثر من استحقاق الا أن الامور بقيت ضمن الكتمان أو “الضبضبة”. لكن منذ حوالى سنة بدأت الخلافات تظهر الى العلن، ولم تنجح اللجنة المشتركة التي شُكِّلت لاعادة درس النقاط الواردة في الوثيقة “لتطوير التفاهم حول كيفية بناء الدولة”، في تخفيف الاحتقان الذي بدأ يشتعل على ألسن الطرفين والذي تصاعد على خلفية تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، وفشل “حزب الله” في إقناع حليفه بالتخلي عن الثلث المعطل، وتكليف الأمين العام للحزب، رئيس مجلس النواب، التوسط في الخلاف على تشكيل الحكومة، لتكرّ سبحة الخلافات وصولاً الى ما جرى خلال اجتماع مجلس الوزراء من توتر بين مكونات الحكومة على خلفية مطالبة وزراء “حركة أمل” و”حزب الله” و”تيار المردة” بكف يد المحقق العدلي طارق البيطار في ملف انفجار المرفأ، اذ إن نقاشاً حاداً دار خلال الاجتماع حيث أشارت معلومات صحافية الى ان رئيس الجمهورية تدخل إثر النقاش، معتبرا ان هذه المسألة لا يمكن أن تقارب بهذه الطريقة ولا بد من أن تعالج وفق الأصول القانونية، وان فريق رئيس الجمهورية لا يوافق على مقاربة الثنائي الشيعي لملف القاضي البيطار.

وأكدت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”لبنان الكبير” ان رئيس الجمهورية متمسك بالشرعية، والقاضي البيطار يقوم بعمله وفق القانون، لكن هذا لا يعني ان ليس هناك حلول يجري البحث فيها حالياً لايجاد مخرج يرضي كل الاطراف، ولكن ليس بالضرورة من خلال كف يد البيطار انما كل الاحتمالات تبقى واردة. وتشير المصادر الى ان الاعلام يريد اخراج ما حصل من نقاشات في جلسة مجلس الوزراء على طريقته الخاصة، واظهار الأمر كأن هناك خلافاً جوهرياً بين الحزب و”التيار” الا أن ذلك مناف للحقيقة مع اعترافنا بأننا نمر في احد المطبات في العلاقة، لكن هذا لا يفسد في الودّ قضية، وما زلنا على تحالفاتنا الجوهرية.

إلا أن مصدر مقرب من الثنائي الشيعي شدد في حديث لـ”لبنان الكبير” على ان “حزب الله” جدي جداً وذاهب الى الاخير في موضوع تفجير المرفأ لأنه لن يقبل بأن يُلبس تهمة هو بريء منها حتى لو أدى ذلك الى تغيير خريطة التحالفات لأن ذلك له علاقة بكرامة الحزب وسمعته وتاريخه.

وفي وقت تخوف اللبنانيون من الانتقال من التفجير داخل الحكومة الى التفجير على أرض الواقع على غرار ما حصل أمس في منطقة الطيونة والشياح وعين الرمانة، وانزلاق الامور الى ما هو أخطر، اعتبرت مصادر سياسية لـ”لبنان الكبير” ان “التفجير الحكومي متعمّد ومتفق عليه بين الطرفين من أجل تطيير التحقيقات في قضية انفجار المرفأ، وتطيير الانتخابات النيابية وافتعال المشاكل الأمنية من الآن وصولاً الى آذار المقبل، موعد الاستحقاق الدستوري، حيث ستتخذ هذه الأحداث أشكالاً مختلفة”.

في حين أكد مصدر مقرب من الثنائي الشيعي ان الخلاف بين الطرفين أكثر من جدي وليس هناك من توزيع أدوار والا لما كنا رأينا ما رأيناه بالامس مع الاشارة الى ان ما نقل عن لسان مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي “واصلة معنا لراس مناخيرنا من حزب الله”، ثم رد الحزب انه هو “من وصلت معه لراس مناخيره وليس العكس”، مروراً بما صرح به النائب جبران باسيل من بكركي أمس تعليقاً على ما جرى من تحركات في بيروت، إذ اعتبر ان “حرية التعبير عن الرأي مقدسة ونحن نحترمها لكن لا يمكن أن يفرض أحد رأيه فرضاً على الآخرين”، فُسِّر على انه موجه الى الثنائي الشيعي خصوصاً “حزب الله” لأنه حليف، وتهدف الى حماية ظهره مسيحياً. كلها تطورات لا يمكن الا وضعها في خانة التباين الكبير بين الطرفين.

عون: الخلاف مع الحزب لا يلغي تفاهمنا على الجوهر

اعتبر عضو “تكتل لبنان القوي” النائب ماريو عون ان “ما يحصل خطير، والاعلام يأخذ الامور الى مكان آخر، والتحليلات والاتهامات التي تقول اننا نقوم بإخراج معين أو سيناريو ما لنشهد على ما جرى من وقوع قتلى وجرحى وأخذ البلاد الى ما لا يحمد عقباه، لايصال رسالة ما أو تحقيق هدف ما، عار من الصحة جملة وتفصيلاً. ما نريده، نقوم به علناً وعلى رأس السطح، والكل يعرف رأينا بالنسبة للبنان ان كان على الصعيد القضائي أو الأمني أو السياسي. وبالتالي، لا ترتيبات ولا تركيبات بحسب خيال الاعلام”.

ولم ينكر الخلاف مع “حزب الله” الا أنه أكد ان “العلاقات بين كل القوى السياسية تشهد طلعات ونزلات، ونحن اليوم نمر بخلاف ما في وجهات النظر حول بعض القضايا، لكن ذلك لا يعني اننا سنلغي التفاهم بيننا واتفاقنا على الامور الجوهرية”.

روكز: اتفقوا على التعيينات واختلفوا على الامور الأساسية

لا يريد النائب شامل روكز التعليق على النقاشات الحادة في جلسة مجلس الوزراء أو التطرق الى مصير العلاقة بيت ” التيار” والحزب، خصوصاً في حالة التوتر الكبير في البلد اذ أن “كل طرف يروي على طريقته ما حصل. والمؤسف اليوم ان ما وصلنا اليه هو نوع من تدمير للمؤسسات التي تنهار الواحدة تلوى الاخرى. في الجلسة اتفقوا على التعيينات، واختلفوا على الامور الاساسية التي أوصلت البلد الى هذه المرحلة الحرجة. لا نعرف أهداف هذه المناكفات”.

درويش: هناك من يصطاد في المياه العكرة

ورأى عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش ان “هناك من يريد جر البلد الى الفتنة، ويصطاد في المياه العكرة في مرحلة تشهد خلط أوراق، لافتاً الى ان الواقع يفرض نفسه على كل العناوين، والمهم العودة الى لغة العقل والمنطق والتهدئة، رافضاً الحديث عن التحالف بين التيار والحزب لأنه أمر يعني الطرفين”.

درغام: الوضع حساس والكلام سيفسّر بطريقة خاطئة

ولم يشأ عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام التعليق أو الحديث عن التفجير الحكومي وعن العلاقة بين “التيار” والحزب باعتبار ان “الوضع حساس جدا وأي كلام يمكن تفسيره بطريقة خاطئة. الدعوة اليوم الى التهدئة وضبط ومعالجة ما يحصل من مشاهد اعتقدنا اننا نسيناها”.

الدر: التفاهم يمر في ظرف صعب جداً

وفي قراءة للعلاقة بين ” التيار” والحزب، أشار الكاتب والمحلل السياسي حسن الدر الى ان “التباين الكبير في الرأي بين الطرفين حقيقي وواقعي اذ ان الحزب وحركة أمل يعتبران انهما مستهدفان سياسياً. التيار الوطني الحر اليوم محرج جداً تجاه شعبيته في موضوع تحقيق المرفأ ولا يمكنه اتخاذ موقف ضد البيطار. موقف التيار حقيقي وواضح مع البيطار في حين أن موقف الحزب حقيقي وواضح ضد تسييس قضية المرفأ. وبالتالي، ليس هناك من توزيع أدوار اذ ان ما رأيناه أمس يُسقط كل تلك الفرضيات، ولو كان هناك تنسيق بينهما لما كانت وصلت الامور الى ما وصلت اليه”.

وأكد ان “التفاهم يمر في ظروف صعبة جداً، وهناك مسألة حساسة يمكن أن تصل الى مكان بعيد إذا استمر التيار على موقفه، فإن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات. هناك جو داخل الثنائي وداخل الحزب بشكل خاص ان هذه القضية كبيرة جدا بالنسبة لهما ومن غير المسموح لأي أحد حتى الحليف أن يكون يساعد على توجيه اتهام بهذه الخطورة وهم أبرياء منه، بدلا من أن يكون الحليف يساند الحزب في تصحيح مسار التحقيق”.

شارك المقال