“القوات” تتوجّه شمالًا؟!

إسراء ديب
إسراء ديب

في وقتٍ تشتعل الأزمات السياسية في لبنان، ومع احتدام المعركة بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله” بعد أحداث الطيونة، وعلى الرغم من التحذيرات المتكرّرة من الخوض في ما يُشبه الحرب الأهلية المأساوية، تنتشر أخبار تُشير إلى افتتاح السياسيين مكاتبَ جديدة في مناطق عدّة وآخرها منطقة بحنين – المنية، وافتتاح مكتب لحزب “القوات” فيها، وهو أوّل مكتب لهذا الحزب في المنية تحديدًا، بعيدًا عن قضاء المنية – الضنية، الذي تنتشر فيه مكاتب لهذا الحزب وغيره من الأحزاب والتيّارات السياسية.

ويمكن القول، أنّ هذا الخبر لم يدفع أهالي المنية إلى الاشتعال غضبًا كما توقّع البعض، لكن في الوقت عينه كان الخبر مفاجئاً لمختلف الفعاليات التي تُشير إلى أنّ المنية (التي تنتمي انتخابيًا ووجدانيًا إلى تيّار الرئيس سعد الحريري “بشكلٍ عام” منذ سنوات)، تُتيح لأيّ تيّار سياسي التعبير عن رأيه بكل حرية والوجود داخل أراضيها، ففيها من يناصر “تيّار المستقبل”، وفيها من يناصر “حزب الله” وغيرهما من الأحزاب والتوجهات المتناقضة أحيانًا.

“القوات” شمالًا

وفق المعلومات، فإنّ حزب “القوات” الموجود في مناطق شمالية عدّة، سيفتتح قريبًا مكتبًا له في منطقة وادي النحلة – البداوي، وهي منطقة شعبية. ويلفت أحد المصادر لـ”لبنان الكبير” إلى أنّ هذا الحزب يسعى إلى الانتشار شمالًا. ويقول: “لم يتمّ افتتاح مركز بحنين – المنية بعد بحفل افتتاح، إلا أنه موجود منذ عيد الأضحى الفائت، ولم يكن إنشاء هذا المكتب وليد اللحظة، بل كان مخططًا له منذ زمن، لكن انتظرنا اكتمال الأعداد والتجهيزات وانطلقنا في أعمالنا ووضعنا أعلامنا، ولا يتمكّن أحد من رفضنا، ولن نتأثر بأحد مهما حدث. مع العلم أنّ طلبات الانتساب إلى الحزب تتجه نحو الارتفاع، وهي بالمئات فعليًا، وكلّها تنتسب عن قناعة لأننا نريد مصلحة بلادنا من دون أن نكون تابعين إلى الخارج، ومن دون الاعتراف بالأسلحة غير الشرعية التي توصل البلاد إلى الفوضى، مع احتمال قيام رئيس الحزب سمير جعجع بزيارة قريبة إلى المنية”.

ويقول النائب عثمان علم الدين لـ”لبنان الكبير”: “عمومًا، لا تتقبّل المنية (القوات اللبنانية)، وهذا لا يعني منع وجودهم فيها، بل هم موجودون، لكن ليس خافيًا مناصرة أهالي المنية على الأرجح للرئيسين رفيق وسعد الحريري. ولا ننسى أنّ المنية ذات أغلبية سنّية وتميل تلقائيًا لتوجّهات الحريري. وعلى الرغم من هذا الدعم، فإنّ المنية تحترم مختلف الآراء على اختلافها…”.

جعجع وآل كرامي

استفزت صورة جعجع مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الكثير من الطرابلسيين. فالصورة التي رفعت في منطقة باب الرمل الشعبية بعد كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله وتهديده بـ100 ألف مقاتل بعد أحداث الطيونة، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر المتابعين للمنشورات المختلفة التي تُؤكّد رفض وضع صورة جعجع في طرابلس، مؤكّدة عدم مناصرتها للحزب، لكنها في الوقت عينه، لن تناصر جعجع رفضًا لأي حزب سياسي آخر، ولن تنسى قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق الراحل رشيد كرامي بهذه السهولة في الثمانينات. بينما وجدت بعض المنشورات الأخرى التي تدعم جعجع ضدّ نصرالله وتوجهاته، لكنّها تبقى أقل بكثير من تلك المناهضة لهذه الصورة…

من هنا، تستغرب بعض الأوساط الطرابلسية قيام بعض الأشخاص بوضع صورة لشخصية يرتبط اسمها باغتيال كرامي وهو ابن طرابلس، وسبب دعم البعض لجعجع بعد كلمات تهديدية من نصرالله، وهذا ما يراه البعض أنه يخدم مخططات انتخابية استُغلّت من أجلها هذه الفئة من المجتمع الطرابلسي وكانت سلاحًا ضدّ فئة أخرى، ممّا يضع المدينة في خطر السقوط نحو “مستنقع” التجاذبات السياسية التي تدفع الطائفة السنّية لتكون “رأس حربة” في صراع لا يمت لمصلحة أبنائها بصلة. الأمر الذي يُهدّد أمن المدينة في حال وضع البعض شعار التهديد لطرف، ومناصرة طرف آخر لا تُجمع المدينة على دعمه أبدًا.

ويُشير مراقبون لـ”لبنان الكبير” إلى أنّ عملية توجّه النائب محمد كبارة بعد اتصالات عدة لإزالة الصورة، كانت بهدف الحدّ من الفتنة التي ستحصل عند استمرار وضعها، ومنعًا للخلافات التي ستنشب مع آل كرامي الذين يرفضون قطعًا وضعها في المدينة.

ريفي ومعراب

لم تلقَ زيارة الوزير السابق أشرف ريفي لجعجع في معراب، استحسان معظم أهالي المدينة، لا سيما في ظل الأزمة التي تواجهها البلاد سياسيًا. ووفق أحد المصادر في المدينة، فإنّ زيارة ريفي “توضح موقفه المناهض لـ(حزب الله) كالمعتاد من جهة، وتعكس انسجامًا واضحًا بين الطرفين تمهيدًا لعودة ريفي إلى الروح الطرابلسية من جديد من جهة ثانية. وذلك من خلال التركيز على استغلال موقف جعجع ودعمه للحصول على دعم شعبي طرابلسي رافض للحزب وآرائه بكل الأحوال. الأمر الذي يؤكد حتى هذه اللحظة أنّ الفعاليات الطرابلسية لم تجتمع بعد على ضرورة احترام فكرة وحدة الصف حماية لمدينتهم التي شبعت من الأزمات المتنوّعة”.

شارك المقال