على الرغم من ردود الفعل المتشنّجة التي تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي من لبنانيين مؤيدين لــ”حزب الله” وايران والخطاب الممانع المعروف ببروباغندا المؤامرة الصهيونية والامبريالية العالمية وبين مغردين من دول الخليج العربي عن الأزمة التي تسبب بها وزير الاعلام جورج قرداحي وموقفه من حرب اليمن في دفاع ضمني عن اعتداءات الحوثيين على المملكة وتبرير تدخلات “حزب الله” في اليمن والتي زادها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بمواقفه الارتجالية بلة، و”اللبكة” اللبنانية بعد القرار الحاسم والجازم بقطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان من دول مجلس التعاون، ووسط ضخ اعلامي من منع تحويلات اللبنانيين من دول الخليج او طرد العاملين اللبنانيين هناك يزيد هم المواطنين اللبنانيين الباحثين عن نقطة ضوء وهم يعيشون في الجحيم الموعودة.
على الرغم من الأجواء الملبدة، الا ان ظاهر الأمور ليس كبواطنها، فالعلاقات بين اللبنانيين والمواطنيين الخليجيين علاقة اكبر من أن تكسر بأزمة عابرة اذا ما عولجت وفقاً للعقل والمنطق، وعلى الرغم من سعار الذباب الالكتروني لـ “حزب الله” وتصريحات ترفع السقف عاليا وترسم صورة قاتمة عن إمكان الحوار والتفاهم، والردود المضادة المختلفة عليه التي تشرح طبيعة الموقف وتضع النقاط على الحروف في ان المشكلة مع سلاح “حزب الله” وتدخلاته في الخارج وهيمنته على الدولة وتحكمه بقراراتها، يظهر ما يؤكد دوماً عمق علاقة اللبنانيين بدول الخليج واهمية ما بناه المغتربون اللبنانيون فيها من علاقات صداقة وود لا تؤثر فيها مشاكل آنية، فاللبنانيون اعزاء ولن يتم التخلي عنهم وهذا ما نرصده عبر شهادتين من مواطنين خليجيين اماراتي وكويتي وغيرهما ظهرا في فيديوين معبرين وهذا ما قالاه:
يقول المواطن الإماراتي: “يؤسفني ما أشاهده وأسمعه من “الذباب الإلكتروني” في منصات التواصل الاجتماعي، من المصطادين في الماء العكر. لبنان في قلبنا جميعا، في قلب كل إنسان عربي، وقلب كل محب لهذا الوطن الجميل. الأزمة السياسية الحالية هي أزمة عابرة وسحابة صيف، وستنتهي بإذن الله بسلام، الشعب اللبناني في دول الخليج هو موضع ترحيب وحب لنا جميعا، الشعب اللبناني لا ذنب له ولا صلة له بأخطاء السياسيين، وهؤلاء الذين “يبربرون” من ذباب الإنترنت، إن شاء الله يمحوهم”. ويضيف: “أقول بحق إخواننا وأهلنا اللبنانيين الموجودين معنا في كل دول الخليج، هذه بلدكم وأنتم ستظلون دائما في قلوبنا، ولا شيء بإمكانه تغيير العلاقة بيننا، ومثل ما نحسّه نحن لما نذهب إلى لبنان ونشعر بأنه بلدنا، فدول الخليج بلدكم. ليس هناك بعون الله أي شيء باستطاعته التأثير في هذه العلاقة التاريخية والقديمة والجميلة، علاقة الصداقة والمحبة والالفة التي تجمع الشعبين اللبناني والخليجي”. ويختم: “إن شاء الله الخلافات السياسية ستحل لترجع الأمور إلى نصابها الطبيعي كما كانت وأفضل مما كانت بإذن الله”.
اما المواطن الكويتي خالد العوضي فوجه رسالة الى اللبنانيين يقول فيها: “رسالتي مخصصة وموجهة إلى أرقى شعب نحبه وموجود بيننا، إخواننا في الجالية اللبنانية، أنتم بين أهلكم وأحبابكم وإخوانكم وأخواتكم، معززين مكرمين من دون الحاجة لسفارة، نحن نمثلكم وسفراء لكم، ونحن معكم وبيوتنا مفتوحة أمامكم. وفي هذا البلد دائما لكم محبة وحكومة وشعب. لذلك فهذه الأمور السياسية لن تؤثر في علاقاتنا الأخوية”. ويؤكد انه “مهما حاول السياسيون التفريق بين الشعوب، فإن الشعوب تبقى متضامنة، ولبنان نحبه ونحترمه. وإن شاء الله يبقى شامخا وينتصر على نفسه”. ويختم: “لكم العزة والكرامة والحب وبيوتنا مفتوحة لكم، وهذا ليس كلامي الشخصي بل كلام كل مواطن كويتي”.