السنيورة: إبقاء “بيطار الدستور” وإقالة قرداحي ومنصّة تواجه إيران

محمد نمر
محمد نمر

لا حلّ للأزمة في جيب الرئيس فؤاد السنيورة، بل خريطة طريق تنطلق من ثلاثة أضلاع: إقالة الوزير جورج قرداحي كبوابة حل للأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج، عدم الإطاحة بالقاضي طارق البيطار مع وجوبه التزام الدستور في عمله، ومنصة وطنية تجمع السياديين لاستعادة الدولة المخطوفة من ايران. وهو طمأن “المنزعجين” بأن نادي رؤساء الحكومات مستمر وسيبقى “الخرزة الزرقا”.

هي خلاصة لجلسة السنيورة مع مجموعة من الصحافيين. رسائل سياسية مقتبسة من أبيات شعر لامرئ القيس وأبو فراس الحمداني أو من آيات قرآنية أو أدعية أو قصص. طائرات من دون قبطان وباصات من دون سائق وفرامل، كلها حاضرة في الجلسة لتوحي بمشهد “أسود” أمام السنيورة لمستقبل لبنان القريب.

يرى السنيورة في تصريحات قرداحي ضمن برنامج “برلمان الشعب” والاساءة لدول الخليج، بأنها “كانت أشبه بتأشيرة للوصول إلى الوزارة، وهذا ما حصل. رأيه ليس غريباً علينا لكن إذا نظرنا إلى التصريح كجزء من سياق واسع فإن الأمر حتماً مختلف”. ويضيف: “في مؤتمره الذي أطل فيه “بدل ما يكحّلها عماها”، وأتى بعده وزير خارجية لبنان ليتحدث عن طلب في السوق السعودي على المخدرات وكأننا نبيع تفاحاً أو بطاطا. إن تصريحات قرداحي أتت كالقشة التي قصمت ظهر البعير، أما المشهد العام فيمكن وضعه تحت عنوان الاختلال في السياسة الخارجية في لبنان”.

ويقولها: “على الوزير قرداحي ان يستقيل”، ماذا عن استقالة ميقاتي؟ يجيب: “استقالة رئيس الحكومة هي حق له عندما تقتضي الظروف لكن لا مصلحة الآن في استقالة الحكومة، في الوقت نفسه لا يعني أنه لا يمكنها أن تستقيل”، ويوضح: “المخرج من المأزق مع السعودية مدخله استقالة قرداحي”.

ماذا عن اللبنانيين الذين يدفعون أثمان أجندة “حزب الله”، وماذا عن حلفاء السعودية؟ يجيب السنيورة مستعيناً بآية قرآنية: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، يكمل بجملة من دعاء: “لا تواذنا بما فعل السفهاء منا”، ليوضح: “يجب أن تكون العصا للخصوم والجزرة للحلفاء”.

من ضلع قرداحي والأزمة الديبلوماسية إلى الضلع الثاني المتعلق بملف تفجير المرفأ، فاعتبر السنيورة أن “الحديث عن مقايضة بين تطيير القاضي بيطار مقابل استقالة الوزير قرداحي، هو كمن يحفر بالحفرة أكثر”، موضحاً موقفه: “لست مع الاطاحة بالقاضي بيطار ولا مع التسوية عليه، بل مع أن يحترم الدستور”. ويتابع: “القاضي بيطار وضع نفسه في موقع أصبح فيه مستهدفاً، وهو يأخذ بالقشور وليس الجوهر، والسؤال الأساس: من أتى بالنيترات ومن فجرها؟”، ولا يستبعد السنيورة وجود يد خفية تشرف على الا يؤخذ بأي من المراسلات المعنية بالنيترات. كما يشدد على وجوب رفع الحصانات عن الجميع.

ولا يقارب السنيورة الانقسام الحاصل حول التفجير والقضاء بالمحكمة الدولية الخاصة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل يؤكد على أهمية حصول الاخيرة، قائلاً: “لولا المحكمة الدولية لشهد لبنان كل يوم فتنة”.

قاعدة المثلث بالنسبة إلى السنيورة هي استعادة الدولة المخطوفة من ايران، وذلك يكون بمنصة وطنية تواجه سياسياً “لا بد من جبهة وطنية حقيقية، إذ من غير الجائز تضييع الوقت بقشور المشكلة، بل يجب معالجة الأساس منها، ليس عبر العنف فلا حل عسكرياً في لبنان”. في الوقت نفسه لا يلمس السنيورة تماسكاً قوياً لدى “حزب الله”، بل يعتبر أن “التكرار بالحضور (شويا – خلدة – الطيونة) والتوتر في الخطاب بدأ يُشعر “حزب الله” بالضيق، ولم تعد لديه التغطية الكافية”، مذكراً بأحداث “7 ايار” واجتياح بيروت “كان حينها خلف حزب الله الاحزاب الحليفة وأيضاً التيار الوطني الحر”.

ويقول: “على اللبنانيين ان يحددو المسار الصحيح وان يرصّوا الصفوف لمعركة سياسية بين من هم مع السيادة ومن هم ليسوا معها”. ويتابع: “لا في أن هناك منزعجين من نادي رؤساء الحكومات، لكني اطمئنهم بأن النادي مستمر وسيبقى “الخزرة الزرقا”، لكني أيضاً متمسك بفكرة المنصة الوطنية التي يحتاجها البلد، كإطار اوسع من نادي رؤساء الحكومات. وهذا اساسي في العمل السياسي، وغيابه سيبقي حالة الضياع، لا بد من عودة اصول الديموقراطية الحقيقية. وكل ما نراه هو ناتج من الانحرافات المستمرة عن الاصول”.

وفي الختام سؤالان:

– هل أنت مرشح للانتخابات؟ يجيب: “تركت موضوع المراكز وأهتم بالدور”، ورغم حالة التشكيك بحصول الانتخابات من عدمها، فإن السنيورة لا يرى حتى اليوم ما يؤشر إلى عدم حصولها.

– ما تعليقكم على ما يتم تداوله عن عدم خوض الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل” الانتخابات؟ يجيب: لا أعتقد بصحة هذه الاخبار، وهي ليست حلاً.

شارك المقال