هدية الاستقلال… استقالة

محمد نمر
محمد نمر

حان الوقت فخامة الرئيس، وبعد خمس سنوات وثلاثة أسابيع على عهدك “المرّ” أن تتصرف كرئيس للجمهورية وليس كرئيس لتيار سياسي، طائفي، تعطيلي، لم يترك له حليفاً أو صديقاً في الداخل أو الخارج سوى “حزب الله” وإيران… حلف بالسرّاء والضرّاء على لبنان.

حان الوقت فخامة الرئيس أن تحترم قسمك وتتمسك بالحفاظ على الدستور والالتزام به والعمل في هداه.

حان الوقت فخامة الرئيس أن توقف خرق الدستور، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، بدءاً من اعتقال التشكيلات القضائية وحجزها في أدراج مكاتب القصر الجمهوري، مروراً بمصادرة مرسوم إجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وبتعطيل تشكيل الحكومات، وصولاً إلى رد قانون الانتخاب من دون عرضه على مجلس الوزراء. وبالمناسبة هناك دراسة تعدد الخروقات الدستورية لفخامتك وضعها كبار في علم القانون والدستور ومشهود لهم بالكفاءة والعلم.

حان الوقت فخامة الرئيس، أن تفك لبنان من عزلته التي وضعته فيها بعدما جيّرته مع حليفك “حزب الله” لما يسمى محور الممانعة على حساب علاقات لبنان مع أشقائه العرب والعالم… نعم يا فخامة الرئيس أنت مسؤول و”حزب الله” عن ضرب العلاقات مع المملكة العربية السعودية. أنت من حولّت منابر لبنان الدولية إلى منصات لاستهداف المملكة والدفاع عن السلاح الايراني. نعم أنت من كرّست “الخارجية” ناطقة بسياسة المرشد، وامتنعتم عن إدانة استهداف منشآت ارامكو السعودية.

حان الوقت فخامة الرئيس أن توقف التدخلات في القضاء واستخدام بعض القضاة لتصفية الحسابات مع خصومك السياسيين.

حان الوقت فخامة الرئيس أن تتصرف على قاعدة أن في البلد دستوراً وقوانين ومؤسسات وأن النظام اللبناني هو برلماني ديمقراطي وليس نظاماً ديكتاتورياً، وأنت لست في موقع من يضع الشروط عند انتهاء ولايتك.

حان الوقت فخامة الرئيس أن تغادر حالة الانكار وأن تلتفت الى أن البلد يعيش انهياراً مالياً واقتصادياً واجتماعياً، وأن تعترف وتقرّ بأن ما عَجزت عن تحقيقه في 61 شهراً لن تحققه في 11 شهراً.

فخامة الرئيس، يقال إن الدنيا وجوه وأعتاب، وذاكرة اللبنانيين حاضرة بما حلّ بلبنان عندما دخلت الى القصر الجمهوري أواخر الثمانينات من القرن الماضي، واليوم أيضاً “الشمس طالعة والناس قاشعة” ماذا حل ويحلّ بالشعب اللبناني.

فخامة الرئيس… حان الوقت أن ترتاح من مسيرة الفشل وان تهدي الشعب اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال استقالتك، وحينها سيتحرر من جهنم، فخامتكم، الذي بشرتنا بها.

استقل يا فخامة الرئيس وسنشكرك على الهدية…

شارك المقال