fbpx

زيارة عون إلى قطر… بروتوكولية بنكهة تعويم وهمية

هيام طوق
هيام طوق
تابعنا على الواتساب

بعد زيارة الرئيس نجيب ميقاتي إلى حاضرة الفاتيكان علّها تثمر “عجيبة سماوية” في حلحلة العقد التي تواجه حكومته، تأتي زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون “الرياضية” الى قطر في الثلاثين من تشرين الثاني الجاري على أمل أن يأتي بوصفة دوائية سحرية، تضخ روحاً رياضية تليينية بين الأطراف للمساهمة في انعاش البلد الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة على وقع الأزمات التي تحاصره من كل حدب وصوب، وآخرها الأزمة الديبلوماسية مع السعودية ودول الخليج.

وفي حين تعتبر زيارة عون الى قطر الزيارة الاولى التي يقوم بها بعد الأزمة مع الخليج، يعول عليها البعض باعتبار انه سيعقد لقاءات سياسية على هامش الزيارة ذات الطابع الرياضي خصوصاً ان قطر تملك علاقات واسعة ومميزة مع أطراف الأزمة، وبالتالي من الممكن أن تكون وساطتها فاعلة لكن ليست سهلة إلا أن جهات سياسية تؤكد لـ”لبنان الكبير” ان “الزيارة لن تساهم بشيء في حل الأزمة العميقة خصوصاً ان مفاتيح الحل في جيب “حزب الله” الذي يسيطر على السلطة بكل مكوناتها، وبالتالي لا حل طالما لا سلطة لبنانية قادرة على اتخاذ قرار موحد وتنفذه”.

ووفق مصادر مطلعة لـ”لبنان الكبير” فإن “الزيارة لا تتخطى إطار البروتوكولية خصوصا ان الرئيس لا يحمل أي مبادرة فعلية تجاه دول الخليج، ولا حسن نية تجاه هذه الدول، وبالتالي فإن المتفائلين بالزيارة وتعليق الآمال عليها للوصول الى ما يشبه اتفاق الدوحة في أيار 2008، لا يمت الى الحقيقة والواقع بصلة لأن الظروف تغيرت والفارق شاسع بين المرحلتين خصوصا ان الأزمة تتراكم من بداية عهد عون مع التصويب الدائم والخطاب العالي السقف ضد دول الخليج والسعودية”.

علوش: وهم تعويم العهد

رأى نائب رئيس ” تيار المستقبل” مصطفى علوش ان “القضية ليست مرتبطة بزيارة ميشال عون الى قطر انما بالعرض الذي سيقدمه لقطر ولدول الخليج. القدرات المتوافرة بين يدي رئيس الجمهورية لا تعطيه فرصة تحقيق أي انجاز خلال أي زيارة يقوم بها ان كان لقطر أو غيرها”، متسائلا: “ماذا يمكن أن تقدم لنا قطر في حين ان وزير خارجيتها ألغى زيارته التي كانت مقررة الى لبنان”.

وتابع: “طالما السلطة ليست بيد رئيس الجمهورية، ماذا ستغير الزيارة؟ يريد أن يعطي انطباعا انه يقوم بشيء ما وان لبنان ليس بلداً معزولاً وان رئاسة الجمهورية لا تزال فاعلة. لا أمل في تحقيق أي شيء من الزيارة، والتاريخ لا يعيد نفسه، وظروف 2008 تختلف عن الظروف الحالية”.

وأضاف: “الزيارة تأتي في اطار وهم تعويم العهد الذي هو بحاجة الى المال ليقول انه حقق انجازا. لكن هل قطر قادرة على هذا الامر؟ ما من معطى يقول ان قطر مستعدة لوضع وديعة ما او أن تتبرع من أجل العائلات الاكثر فقرا او المساعدة الانسانية. وهي ليست مستعدة للذهاب الى مواجهة مع السعودية، الامور ليست ذاهبة باتجاه الحلول انما باتجاه التصعيد، وعهد رئيس الجمهورية ميت وينتظر الدفن”.

عبدالله: الزيارة بروتوكولية

اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله انه “لا يمكن اعطاء الزيارة أكثر من حجمها. الزيارة بروتوكولية لا أكثر ولا أقل”، متسائلا: “ما هي المبادرة التي قمنا بها تجاه دول الخليج كي نخفف الاحتقان؟ لا شيء. وخبرية ما خلّوني أصبحت سخيفة ولا يمكن صرفها في أي مكان”. وأشار الى “انني كنت أتمنى لو قام الرئيس بهذه الزيارة وفي يده خطة ما للحلحلة. لكن لا مبادرات حسن نية، ولم نتمكن من استيعاب الازمة التي حصلت”.

وعن امكان حصول ما يشبه اتفاق الدوحة في الـ2008، سأل عبدالله: “هل الخليج مهتم بنا حالياً؟ حتى وزير خارجية قطر الذي أعلن منذ فترة عن زيارته للبنان، لم يأت بعد. دور قطر مهم لكن المشكلة في مكان آخر. المشكلة لدينا بتراكم الازمة مع الخليج من بداية العهد حين قررنا ان يكون لبنان ملحقاً بمحور معين واستعدينا الخليج، وكان الخطاب عالي اللهجة ضد هذه الدول في وقت كان يجب ان لا نكون طرفا، ونحافظ على اعتدال لبنان وانفتاحه على الجميع، لا قيمة لأي شيء والناس تموت يومياً من فقدان الدواء ومن الازمات التي تلاحقها في معيشتها”.

واكيم: الزيارة لكسر الجمود

رأى عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم ان “الزيارة محاولة لكسر الجمود في ظل غياب المبادرات الفعلية، ومحاولة لاعطاء الناس آمالاً واهية بأن المنظومة تسعى الى ايجاد الحل مع دول الخليج، مشددا على انه لا يمكن ايجاد حل للمسألة الخليجية على طريقة تبويس اللحى خصوصاً ان الازمة أتت نتيجة تراكم من بداية العهد وعلى مختلف الأصعدة”.

واعتبر واكيم ان “الزيارة لا تأتي بحل بل على المنظومة عرض مبادرة جدية، وعلى رئيس الجمهورية الاتفاق مع حليفه “حزب الله” لايقاف التصريحات والخطابات النارية ضد دول الخليج، ومنع تصدير المخدرات وعدم وقوف الحزب الى جانب الحوثيين. خطوات يجب اتخاذها للانطلاق بمبادرة فعلية، لكن المنظومة لا تسأل عن البلد بأكمله لأن “حزب الله” يهمه ايران ومصالحها والتيار العوني يهمه جبران باسيل ومستقبله السياسي”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال