ثوار الشوف – عاليه بين الوحدة والأنانيات وشياطين “حزب الله”

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

تعدّ دائرة الشوف – عاليه من أصعب الدوائر الانتخابية إذ يجري التنافس فيها على 13 مقعداً، 3 للموارنة، ونائبان اثنان عن الكاثوليك، ونائبان اثنان عن الدروز، ونائبان عن السنّة في الشوف. أما في عاليه فالتنافس يجري على مقعدين لنائبين مارونيين ونائبين درزيين، وأرثوذكسي واحد. وبحسب إحصاءات 2018، فإن عدد الناخبين بلغ في هذه الدائرة 322 ألف ناخب، يتصدرهم الدروز، يليهم الموارنة، ثم السنّة.

الواضح ان هذه الدائرة الانتخابية من الدوائر التي تلقى اهتمام أولي الشأن الانتخابي والعين عليها من كل القوى المتنافسة، وجديدها اليوم استعداد ثوار 17 تشرين لخوض المنافسات فيها، مع أن الضبابية لا تزال تحيط بالاجواء، سواء على صعيد مصير انتخابات 2022 برمتها او على صعيد صورة التحالفات الانتخابية، وان كانت المعلومات تشير الى تقارب الحزب “التقدمي الاشتراكي” مع “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” التي يشاع أيضاً انها ستشكل لوائحها الخاصة في المناطق المسيحية، وبالتالي اذا حصل التحالف الثلاثي فهو يعني استبعاد ما تردد سابقاً عن تحالف طارئ جنبلاطي – عوني، إذ ما زال فريق الممانعة يسعى لتوحيد الصف لخوض معركة مشتركة تشمل “التيار الوطني الحر” وطلال أرسلان وجماعة وئام وهاب وسرايا المقاومة بمباركة المهندس “حزب الله”.

وتفيد مصادر ناشطة على خط توحيد صفوف الثوار انتخابيا في الشوف “لبنان الكبير”، بان “هناك خطوات بدأت تتّخذ من اجل التلاقي والاتفاق على خطة عمل والنقاش في كيفية خوض الاستحقاق الانتخابي بعيدا من الاعلام والاعلان، والهدف تشكيل لائحة موحدة باسم 17 تشرين في هذه الدائرة الانتخابية، فهناك اجتماعات تعقد بشكل مستمر، نتج منها اتفاق على تشكيل لجنة تواصل تجمع ممثلين عن مجموعات إقليم الخروب وعاليه والشوف، لمناقشة هذا الموضوع والتوصل الى إتفاق واضح المعالم سواء على الترشيحات او البرنامج الانتخابي”.

ولا تخفي هذه المصادر “الهجوم على الترشيحات من شخصيات ومجموعات، الا ان الأمور لم تحسم بعد لاختيار الأنسب، ونتمنى التوصل الى اتفاق قريبا على لجنة تستطيع اختيار المرشحين المنافسين للوائح أحزاب السلطة من هؤلاء، بالتوافق مع الجميع حتى لا تتشكل لوائح أخرى باسم مجموعات الثورة، موضحاً ان الاجتماعات حضرها ممثلون عن ثوار إقليم الخروب وجمعية الاتزان الاجتماعي وثورة وطن ومجموعات الثوار في الشوف وجرد عاليه وعاليه، بالإضافة الى بعض الشخصيات المسيحية ضمن الثورة والاتصالات مستمرة والأجواء إجمالاً ليست سيئة، إلا أن الامور لم تحسم بعد”.

وبحسب هذه المصادر، فإن “الناس في حالة غضب وقرف من الوضع السائد وهناك نقمة على سياسات المنظومة الحاكمة، اذا تم التوافق على لائحة موحدة من الثوار فهذا يؤدي الى رفع معنويات المواطنين وتحويل هذه الحالة الى أصوات في صناديق الاقتراع، اي نكون خلقنا إمكانية جدية للخرق في هذه الدائرة إذ يبدو حتى الآن في المنظومة تحالف بين جنبلاط وتيار المستقبل والقوات اللبنانية وتحالف آخر سيقوم بين التيار الوطني الحر وحلفائه طلال أرسلان ولم تتضح الصورة بعد عند السلطة في الانتخابات”.

وتنتقد هذه المصادر “بعض مجموعات الانتفاضة والشخصيات ومن يسمون أنفسهم ثوار الأرض لأنهم لا يزالون يراوحون عند مواقفهم الشخصية والانانيات والادعاءات بأنهم يمثلون أكثر من غيرهم، وما الى ذلك من النغمات، هذه المواقف الشخصية والانانية تضرّ بالمعركة طبعاً ويجري العمل للخروج من هذه الازمة بحوار جدي ومسؤول، لانه لا يجوز التضحية بمعركة انتخابية ناجحة لارضاء شخصية هنا او هناك، فالانتخابات بالمحصلة أرقام واصوات في صناديق الاقتراع وبالتالي يجب التوافق على مرشحين قادرين على كسب الرأي العام وبالتالي تأمين أصوات للائحة حتى تستطيع خوض معركة ناجحة في هذا المجال”.

وأُفيد عن “محاولات للاتصال واللقاء مع جبهة المعارضة الوطنية للوقوف والتحاور حول موقفها من المعركة في عاليه – الشوف، وكيف ستحسم موقفها من هذه المعركة ومن اللائحة الموحدة اذا تم الاتفاق عليها”.

ولهذه المصادر مآخذ على مواقف بعض الشباب المندفعين في الثورة الذين “يتحكم بهم منطق حق الفيتو وأنا حق بالترشح من فلان او علان، فهذه إحدى المشكلات التي تواجهنا في التوصل الى لائحة موحدة، ونأمل ان نتخطى هذه الصعوبة، وبالنتيجة قسم من هذه الشخصيات لها ارتباطات غير واضحة وخلفيات مختلفة، أحيانا بعيدة من ثورة 17 تشرين، ناهيك بارتباط البعض بــ “حزب الله” وسرايا المقاومة وبأجهزة، كل هذه الأمور تخلق بعض الصعوبات في التوصل الى توافق نهائي لكننا نأمل ان نتوصل خلال فترة وجيزة الى تشكيل لائحة موحدة بعنوان لائحة 17 تشرين والاتصالات والنقاشات مستمرة”.

شارك المقال