المفاوضات النووية: عدم يقين وتوتّر إسرائيلي – أميركي

حسناء بو حرفوش

تسود حالة من عدم اليقين بعيد انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات النووية الإيرانية حسب موقع “EAWorldView” الإلكتروني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. ووفقا للتحليل، “يكتنف الغموض الجولة الثامنة من محادثات فيينا بعد يوم واحد على استئناف المفاوضات. وقد حذر مسؤول أوروبي يوم الجمعة الماضي من أنّ الإيرانيين غيّروا موقفهم، ووافقوا على العودة للمفاوضات من النقطة التي وصلوا إليها في حزيران بعد الجولة الأولى من المحادثات. ومع ذلك، نفى المسؤولون الإيرانيون هذا التغيير. وكانت حكومة رئيسي، الذي تسلّم السلطة في آب المنصرم، أشارت إلى أنّ المحادثات بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق والعقوبات والامتثال للاتفاق، يجب أن تضع التقدم الذي حصل بين شهري نيسان وحزيران جانباً.

وفي هذا السياق، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، الديبلوماسي والنائب السياسي الإيراني في وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري كاني، على ثبات طهران على مواقفها التي طرحتها الأسبوع الماضي. وهذا ما ظهر جلياً من خلال منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غرّد على منصة “تويتر” بالقول أنّ التقارير غير النزيهة التي تصدر من غرفة المفاوضات الخارجية لن تضعف إرادتنا (أي الحكومة الإيرانية) للتوصل إلى اتفاق يضمن حقوق الأمة ومصالحها.

بالإضافة إلى ذلك، أصدر الرئيس إبراهيم رئيسي بياناً يشوبه الغموض، ولم يعطِ إلا القليل من التبصّر حول الوضع الحالي، عبر أثير التلفزيون الإيراني الرسمي السبت، أشار فيه إلى أنّ حقيقة عرض نص الاقتراح الإيراني على الأطراف المتفاوضة تظهر جدّية إيران في المحادثات، وفي حال أبدى الطرف الآخر الجدية عينها في رفع العقوبات الأميركية، فسيحقق الطرفان اتفاقاً جيداً. وجدّد القول أنّ الطرف الإيراني يدعم التوصّل لاتفاق جيد.

ونقل عن أحد المسؤولين الأوروبيين شعوره بالتفاؤل، إذ عبّر “مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي” عن انطباع إيجابي عن الموقف: “لدي انطباع بالتقدم ببساطة بطريقة منطقية تماماً للمفاوضات. ربما لهذا السبب يفسّر أصدقاؤنا الأوروبيون أنّ الوفد الإيراني أكثر استعداداً”. وسطّر المسؤول سبع أو ثمان “نقاط سياسية ضخمة” بحاجة إلى حل.

وافتتحت الجولة الثامنة من محادثات فيينا باختبار القوى الأوروبية والولايات المتحدة لمدى جاهزية طهران لاستئناف المفاوضات من النقطة التي تجمّدت فيها بحلول حزيران بعد انقطاع دام خمسة أشهر. لكن مقترحات إيران أشارت إلى رغبة طهران في وضع هذا التقدّم جانباً، الأمر الذي دفع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي إلى الإعلان أنّ القرار “أقرب إلى نهاية الطريق”.

ورأى مصدر مقرّب من الفريق الإيراني أنّ مقترحات إيران مطروحة على الطاولة وستوجّه الوفد الإيراني خلال المناقشات. ولم تكن هناك مراجعة للوضع ولا سحب للمسودات. واعترفت الأطراف الأخرى بمطالب إيران ووافقت على مناقشتها بالتفصيل. وقال مسؤول أوروبي الجمعة إن القوى الأخرى التي لا تزال في اتفاقية 2015 (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) ستختبر ما إذا كانت إيران ستستمر على أساس النصوص المتفق عليها بعد الجولة السادسة.

توتّر إسرائيلي – أميركي

في غضون ذلك وفي السياق عينه، نقل موقع صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال عن “أكثر من عشرة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، تحذيراً من أنّ الإيرانيين يطوّرون برنامجهم النووي بالتوازي مع رهانهم على الحرص الأميركي على تقليص التزامات واشنطن في الشرق الأوسط”. كما لفتت الصحيفة إلى توجّه أميركي لاعتماد نهج “أكثر صرامة بهدف تهدئة المسؤولين الإسرائيليين المحبطين بشكل متزايد.

وليس الخلاف حول إيران السبب الأوحد للتوتر بين بايدن وبينيت، بل هي مجرد قضية من ضمن قضايا أخرى، إذ اشتبكت الإدارتان منذ البداية حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة إعادة فتح القنصلية الأميركية للفلسطينيين في القدس، بعد قيام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإغلاقها، مع الإشارة إلى أنّ بينيت يعتبر أنّ مثل هذه الخطوة من شأنها أن تقوّض سيادة (إسرائيل) في المدينة. كما أن هناك خلافات حول الخطط الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وحول قرار إدارة بايدن إدراج شركتي تجسس إسرائيليتين على قائمتها السوداء، عدا عن الخلاف الأساسي والأهم حول “كيفية” إيقاف البرنامج الإيراني، وهو ما ظهر جلياً في معارضة إسرائيل بشدة لاتفاقية العام 2015 وتوقيع الرئيس السابق باراك أوباما عليها بالرغم من ذلك”.

شارك المقال