“ناشيونال إنترست”: الجيش الإيراني ليس قوياً كما يدّعي

حسناء بو حرفوش

كتب الخبير العسكري المتخصص بمسائل الدفاع والأمن القومي، كايل ميزوكامي، في موقع “ناشيونال إنترست” (national interest) الإلكتروني الأميركي:

“على الرغم من العديد الذي يتميز به الجيش الإيراني والقوات الإيرانية البرية الأخرى، إلا أنها ضعيفة على مستوى التسلح، تماما كالجيش الصيني في الثمانينيات (…) ولا شك أن إيران تُعتبر واحدة من أقوى الدول وأكثرها نفوذا في الشرق الأوسط، حيث تبسط يدها على عدة مناطق إستراتيجية رئيسية، غالبا ما تشهد تقلبات، كالخليج وآسيا الوسطى والمحيط الهندي والقوقاز. وتصنف إيران في المقام الأول كقوة برية يشهد تاريخها على الغزو والغزو المضاد ولذلك، تحتفظ بقوات برية كبيرة داخل الجيش الإيراني وضمن فيلق الحرس الثوري الإسلامي شبه العسكري.

ويتولى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قيادة القوات المسلحة الإيرانية. ومن المعروف تواجد جيشين في إيران: الجيش الإيراني الموالي للدولة، والحرس الثوري الإيراني وفرقة الباسيج الموالية للنظام وللثورة. وعلى عكس معظم الدول التي تمتلك جيشين، يعاني الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني من ازدواجية أقل في الدور والقدرات، وهذا يعود إلى حد كبير للثورة الإيرانية.

(…) في أعقاب الثورة الإيرانية التي أحاطت عام 1979 بالنظام الملكي في عهد الشاه، سمح حكام إيران الجدد، المشكّكون بالمؤسسات القديمة الموالية للشاه، للجيش بالبقاء كمنظمة، لكنهم طوروا الحرس الثوري الإسلامي كثقل موازن. وبينما يتولى الجيش حراسة حدود البلاد ويدافع عنها ضد التهديدات الخارجية، يتكفل الحرس الثوري الإيراني بحراسة النظام. وبالنتيجة، يحشد عناصر الجيش بشكل عام بمواجهة أعداء إيران الأساسيين ويتمركزون في الغالب بالقرب من الحدود الإيرانية. من ناحية أخرى، يحتفظ الحرس الثوري الإيراني بوجود كبير في المدن والبلدات الإيرانية الرئيسية.

وفي عام 2013، قدّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عدد القوات البرية الإسلامية الإيرانية بـ 350 ألف جندي في الخدمة الفعلية، بمن في ذلك 130 ألف محترف و220 الف مجند. وتضم هذه القوات أربعة فرق مدرعة، وفرقة مشاة ميكانيكية وأربعة فرق مشاة خفيفة وست مجموعات مدفعية، واثنتين من فرق القوات الخاصة (الكوماندوس)، بالإضافة إلى لواء محمول جوا، وثلاثة إلى أربعة ألوية كوماندوس وعدد غير معروف من وحدات الطيران وغيرها من الوحدات المنفصلة والألوية المدرعة والمشاة.

كما تمتلك القوات البرية عددا من المركبات المدرعة، بما في ذلك 1663 دبابة قتال رئيسية و725 مركبة استطلاع ومشاة قتالية و640 ناقلة جند مدرعة و2322 مدفع هاوتزر ذاتية الدفع وقاطرات 1476 قاذفة صواريخ متعددة (حتى تاريخ نشر هذا المقال الذي أعيد نشره نظرا لأهميته حسب الموقع). وفي حين أن الكمّ الهائل من المعدات يبدو مثيرًا للإعجاب (…) إلا أن الكثير منها يعتبر قديما للغاية وفقا لمعايير العام 2017. واستكملت هذه المعدات بمعدات روسية تم شراؤها خلال التسعينيات لإعادة تسليح القوات البرية التي تمزقها المعركة. ومع ذلك وبشكل عام، لا تزال القوات البرية غير مجهزة بشكل جيد، بسبب العقوبات ونقص التكنولوجيا العسكرية المحلية.

وخلقت العقوبات الغربية وحظر الأسلحة الموجه ضد إيران فراغا كافحت صناعة الأسلحة في البلاد لتعويضه. وتمتلك إيران اليوم مجمعا صناعيا عسكريا يعمل بفعالية وإن لم يكن متطورا تماما. كما تقوم إيران بتصنيع عدد كبير من الأسلحة الصغيرة وأسلحة الدعم للمشاة وتقدم نسخا محلية من المركبات مثل مركبات القتال للمشاة من طراز BMP-2 ودبابة القتال الرئيسيةT-72 . ومع ذلك، لم تحقق جميع الإنجازات المعلنة؛ إذ تكاد تتأكد عدم صحة بعض المزاعم حول تصميم إيران لبعض الأسلحة.

وخلال الحرب العراقية الإيرانية، كان أداء قوات الباسيج سيئا، إذ أرسل الفتيان والشيوخ للقتال ضد الدفاعات العراقية الجاهزة. أما اليوم، يوصف الباسيج كـ”مزيج من حزب سياسي وتنظيم عسكري”، يراقب المنشقين ويحرس النظام. ولا يخفى على أحد أن فيلق القدس يشكل الجزء الأكثر أهمية في الحرس الثوري الإيراني، وربما كل القوات المسلحة الإيرانية. ويتألف هذا الفيلق من عشرات الآلاف من أفضل قوات الحرس الثوري الإيراني، ويزود نظام طهران بقدرة حربية غير تقليدية، تشبه إلى حد كبير أداء وكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة الأميركية عام 1967. ويعمل فيلق القدس عادة جنبا إلى جنب مع جهات فاعلة غير حكومية مثل حزب الله، من خلال توفير التدريب والأسلحة والدعم.

لكن على غرار الجيش الصيني في الثمانينيات، يبقى الجيش الإيراني والقوات البرية الأخرى ضعيف التسليح على الرغم من عددها الكبير. ومع ذلك، يلعب حجم إيران الهائل، سواء من الناحية الجغرافية أو السكانية، دور الرادع للغزو وبالتالي، من شأن توفر التمويل أن يحولها إلى القوة البرية المهيمنة في الشرق الأوسط”.

شارك المقال